احتفالا من كلية الدراسات الأفريقية العليا بيوم أفريقيا 63، نظمت مؤتمرا على مدى يومي 25 و26 مايو الجاري، بمشاركة 84 مشاركا ببحوث انتظمت فى سبع جلسات علمية على يومين، بحضور ا.د. السيد فليفل عميد الكلية الأسبق ومقرر المؤتمر ، والسفير محمدو لبرنغ عميد السلك الدبلوماسى الافريقى بالقاهرة حذر فيه الباحثون من تعرض مصر لأزمة مياه عميقة تهددها جراء نقص مياه نهر النيل محذرين من تضاؤل قدرتها على تلبية احتياجات مواطنيها من مياه الشرب والغذاء خلال السنوات القليلة القادمة.
ورقات المؤتمر
وحذرت ورقة الدكتورة سحر البهائى مدير مركز التخطيط والتنمية الزراعية بمعهد التخطيط القومى سابقا، من تداعيات التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية والاستثمار فى افريقيا.
وأشارت إلى "معوقات وإجراءات المواجهة وفيها تناولت مظاهر التغيرات المناخية المتمثلة فى انبعاثات الكربون والميثان وارتفاع درجات الحرارة والامطار والفيضانات والاعاصير المدارية وذوبان الجليد وانحسار المياه والجفاف، كما عرضت تداعيات التغيرات المناخية على الانتاج الزراعى والموارد والغابات والأخشاب والتنوع البيولوجى والموارد غير المتجددة وتراجع الاستثمارات الاجنبية فى القارة الافريقية فى غضون السنوات الثلاث الماضية من 82 مليار دولار الى 53 مليار دولار".
ونبهت إلى أن تحديات الاستثمار فى افريقيا تنعكس على النزاعات الحدودية والانقلابات العسكرية وعدم استغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الامثل.
واستعرضت ورقة الدكتورة إقبال محمد أحمد وراق وجاءت (دور الموارد المائية فى دعم الاستثمار فى السودان) دور المياه فى دعم الاستثمار وعوامل جذب الاستثمار وتطوير البنية التحتية واستراتيجيات الاستثمار فى المياه والحاجة لدراسات الجدوى والتعاون الاقليمي والدولى فى إدارة الموارد والابتكار فى إدارة تلك الموارد وتأثير التغير المناخى ودعم الاستثمار فى الموارد المائية .
أزمة عميقة في مصر
قال الخبير الاستراتيجي بمنظمة الفاو د.نادر نور الدين، إن "الاستثمارات الأجنبية في بلدان منابع نهر النيل تشكل تهديدًا غير مباشر للأمن المائي المصري"، مشيرا إلى أن القارة الأفريقية، رغم أنها تضم نحو 15% من سكان العالم، لا تنال سوى 9% من موارده المائية، وأن شمال القارة يُعد من أكثر المناطق جفافًا.".
ولفت إلى أن "دول منابع النيل الأبيض، مثل أوغندا ورواندا وبوروندي، تستأثر بأكثر من نصف مياه القارة، ما يجعلها قبلة للاستثمارات الزراعية المكثفة، خصوصًا من دول مثل الصين والهند ودول الخليج".
واوضح أن "توجيه هذه الاستثمارات نحو الزراعة المروية في دول منابع النيل يستهلك من حصة مصر التاريخية من المياه، ولا سيما في ظل غياب التنسيق الإقليمي، وهو ما يشكل تحديًا بالغ الخطورة".
وحذر من "الاستثمارات تتجه أكثر نحو الزراعات المروية لتعويض مخاطر الاعتماد على الأمطار، التي أصبحت غير منتظمة بفعل تغير المناخ، مشددًا على أن ما يحدث هو استهلاك متزايد لمياه نهر النيل على حساب مصر". وأن "النزف المائي قد يتسارع ما لم تُواجَه الظاهرة باستراتيجيات إقليمية منسقة"ـ؟ بحسب العربي الجديد.
وقالت ورقة د. عطية الطنطاوي إن الموارد الهائلة التى تتمتع بها افريقيا جيولوجيا وطبيعيا ومناخيا وسياحيا ، فما تحتويه القارة التى تبلغ مساحتها 30 مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 1.4 مليار نسمة يعيشون فى 54 دولة ، تحوى أراضيها ثروات عديدة من معادن الذهب واليورانيوم والمنجنيز والماس والكوبلت والحديد والنحاس والفوسفات والبوكسيت والبترول والغاز الطبيعى ، وتتنوع فيها الزراعات والمناخ والطاقة الشمسة وطاقة الرياح ، وبالرغم من كل هذه الطاقات القابلة للاستثمار إلا أنها ينقصها الاتحاد والاندماج والتعاون من أجل استغلال هذه الثروات والطاقات المعطلة .
