التحالف الصهيوأمريكي يتحمل المسئولية..مفاوضات الدوحة تفشل فى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة

- ‎فيعربي ودولي

 

فشل مفاوضات الدوحة فى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وعقد صفقة شاملة لتبادل الأسرى يكشف نوايا الاحتلال الصهيونى والرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب.. الخطة الصهيوأمريكية تقوم على اهدار الوقت والتلاعب بالتصريحات المضللة ومحاولة اثبات أنهم يبذلون كل الجهود لوقف حرب الإبادة لكن الحقيقة على أرض الواقع تكشف أن الإدارة الأمريكية تعمل على منح الصهاينة الوقت لتدمير ما تبقى من قطاع غزة وقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ثم تهجير من تبقى وبذلك تتمكن دولة الاحتلال من السيطرة على القطاع إلى الأبد . 

 

 الرهان الصهيوني

فى هذا السياق قال الباحث في الشأن السياسي محمد الأخرس إن الاحتلال الصهيوني هو الطرف الوحيد القادر على التحكّم بسيرورة العملية التفاوضية والهامش الزمني المرتبط بها، موضحاً أن هذا التحكّم ينعكس بوضوح على المقاربة العامة التي يعتمدها الاحتلال في مفاوضاته، خصوصاً في ظل إدارة نتنياهو للعملية.  

وأضاف الأخرس فى تصريحات صحفية، أن نتنياهو تعمّد، قبيل إرسال الوفد التفاوضي إلى الدوحة، إثارة أحاديث حول "تقدّم إيجابي" في المفاوضات، مشيراً إلى أن الهدف من ذلك هو خلق أمل زائف لدى الرأي العام الصهيوني، وكذلك لدى القوى الدولية التي تضغط لإنهاء الحرب على قطاع غزة.  

وأشار إلى أن الرهان الصهيوني في هذه الجولة من المفاوضات، كان يتمثل في الدفع باتجاه استسلام "حماس" وفصائل المقاومة، مؤكداً أن تراجع خطاب الاحتلال من الحديث عن السيطرة على 50% من غزة إلى 20%، يعكس استراتيجية مماطلة تهدف إلى كسب الوقت.  

وأوضح الأخرس أن نتنياهو يدير المفاوضات بما يتماشى مع حساباته السياسية الداخلية، خصوصاً الحفاظ على تماسك الائتلاف الحكومي وتجنّب انهياره، لافتا إلى أنه كان واضحاً منذ بداية الجولة أن نتنياهو لا يعتزم تقديم أي تنازلات جوهرية على الأقل حتى نهاية الشهر الحالي، موعد بدء عطلة الكنيست الصيفية .  

وتابع : كان هناك عدة سيناريوهات محتملة، من بينها التوصل إلى اتفاق جزئي يُفضي لاحقاً إلى تفاوض بشأن إنهاء الحرب، أو استمرار الاحتلال في إطالة أمد المفاوضات إلى حين حصوله على ضوء أخضر أمريكي لاستئناف الحرب بشكل موسّع موضحا أن التحالف الصهيوأمريكي لا يريد وقف الحرب وكل ما يرده من المفاوضات استعادة الأسرى ثم اعادة التموضع لاستئناف الحرب .  

 

 

عقدة أمنية  

 

وقال ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة إن قطاع غزة بات يشكّل عقدة أمنية حقيقية لدولة الاحتلال، إذ يقع ضمن "الدائرة الأمنية الأولى"، ما يجعل أي تغيير في موازين القوة داخل القطاع يُنظر إليه صهيونياً على أنه تهديد استراتيجي مباشر.  

وأوضح شراب فى تصريحات صحفية، أن الاحتلال الصهيوني يدير العملية التفاوضية انطلاقاً من هذا الإدراك الأمني، معتبراً أن البيئة السياسية المحيطة بالمفاوضات، سواء من الجانب الصهيوني أو الفلسطيني، تصب في مصلحة تل أبيب، وليس في مصلحة الشعب الفلسطيني. 

وأشار إلى أن إطالة أمد المفاوضات لا تصب في مصلحة حركة حماس، قائلاً: لو عدنا إلى الأسابيع الأولى بعد عملية طوفان الأقصى، كانت حماس في موقع تفاوضي أقوى، وكان بإمكانها طرح شروط أكثر شمولاً مثل إنهاء الحصار بشكل كامل، لكن الآن، بعد مرور أشهر وتغيّر الظروف الميدانية والسياسية، أصبحت أوراق الضغط أضعف .  

وأكد شراب أن من أبرز نقاط الضعف في المفاوضات الحالية كونها تُدار من طرف حماس بشكل منفرد، وليس ضمن إطار فلسطيني جامع يشمل السلطة الفلسطينية والفصائل كافة، وغياب هذا الإطار التوافقي يُضعف الموقف التفاوضي، ويقلل من فرص نجاح أي اتفاق. 

ونوّه إلى أن غزة، بمساحتها الصغيرة وكثافة سكانها العالية، لا تحتمل استمرار الحرب مشيرا إلى أن الحروب السابقة أثبتت أن غزة لا تصلح أن تكون ساحة صراع مستدام.  

وشدد شراب على أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للإعمار والحفاظ على الناس، وليس لإدارة معركة مفتوحة بلا أفق سياسي . 

 

غطاءً للمماطلة 

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، إن ما يعيشه الفلسطينيون اليوم هو نتيجة لظروف معقّدة ومركبة، مشيراً إلى أن مسار التفاوض الحالي يأتي في توقيت بالغ الحساسية، خصوصاً بعد تنصّل دولة الاحتلال الواضح من الالتزامات التي تعهّدت بها في الاتفاقات السابقة، خصوصاً ما يتعلق بالبروتوكولات الإنسانية.  

وأضاف القرا فى تصريحات صحفية أن ما جرى في 18 مارس الماضي، حين نفذت قوات الاحتلال عملية توغل موسعة، شكّل ضربة قاسية لمسار بناء الثقة، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الاحتلال غير معني بأي التزام حقيقي، بل يوظف المفاوضات غطاءً للتهرب والمماطلة.  

وأوضح أن الجانب الفلسطيني أصبح أكثر حذراً، ويصرّ على ألا يكون أي اتفاق قادم مجرد تكرار للتجارب الفاشلة السابقة، بل يجب أن يتضمن ضمانات حقيقية تردع دولة الاحتلال عن تكرار انتهاكاتها. 

وأشار القرا إلى أن تعقيد المشهد السياسي والميداني يعود إلى عدة عوامل، أبرزها التصعيد الميداني المتواصل منذ استئناف الحرب على غزة، وعمليات التوغل الواسعة شرق القطاع، والإخلاءات القسرية، وتدمير المناطق السكنية في بيت حانون وخزاعة ورفح ووسط خانيونس، وصولاً إلى محاولات التهجير الممنهج.  

 

أزمات داخلية 

 

وأوضح أن المتغيرات الدولية باتت تلعب دوراً مهماً، مشيراً إلى أن الحراك الدولي أصبح أكثر وضوحاً تجاه السياسات الصهيونية، خصوصاً في ما يتعلق بالملف الإنساني، حيث إن الموقف الأمريكي بدأ يشهد تحولاً تدريجياً، بعد توصيف ما يجري في غزة بأنه "غير مقبول"، وهو ما يشير إلى تصاعد الضغوط الدولية. وفي ما يخص السيناريوهات المحتملة، رجّح القرا التوصل إلى صفقة جزئية تمتد لـ60 يوماً، تُعالج خلالها القضايا الإنسانية العاجلة، وتُمهّد لمفاوضات أوسع لاحقاً، مستبعداً في الوقت ذاته أن يستمر نتنياهو في سياسة كسب الوقت . 

وأرجع ذلك إلى أزمات نتنياهو الداخلية، ومنها أزمة التجنيد، وتصدّع حكومة الاحتلال، وضغوط المؤسسة الأمنية والعسكرية، إلى جانب إجازة الكنيست المرتقبة.