جيش الاحتلال يعلن هدنة إنسانية والمجاعة مستمرة.. الحية للشعب المصرى : إخوانكم في غزة يموتون من الجوع

- ‎فيعربي ودولي

فى الوقت الذى أعلن فيه جيش الاحتلال الصهيونى بدء تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية لأغراض إنسانية في مناطق محددة من قطاع غزة، اعتبارًا من أمس الأحد وحتى إشعار آخر أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تسجيل مستشفيات القطاع 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، مشيرة إلى أن من بينهم طفلان أنهكهما الجوع.

وأضافت الوزارة أن العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.

يُشار إلى أن تعليق العمليات العسكرية يستمر يوميًا من الساعة السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً بتوقيت جرينتش، ويشمل تعليق العمليات منطقة المواصي ومدينتي غزة ودير البلح، مع استمرار العمليات الهجومية ضد المقاومة، وفق ما أعلنه المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي على منصة إكس.

وزعم أدرعي أن القرار جاء بعد مباحثات مع الأمم المتحدة ومنظمات دولية، وجرى بموجبه تحديد ممرات آمنة من السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً، لتسهيل دخول قوافل الإغاثة.

 

انتقادات دولية

 

فيما زعمت هيئة البث الصهيونية أن القرار يأتي في إطار هدنة إنسانية لساعات طويلة، استجابة للانتقادات الدولية المتزايدة بشأن الوضع الإنساني في غزة.

وقالت الهيئة ان القرار اتُخذ خلال جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيري الدفاع يسرائيل كاتس والخارجية جدعون ساعر، دون حضور وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي عبّر عن غضبه تجاه القرار.

من جانبه رحّب منسّق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، بتوفير طرق برية آمنة لدخول القوافل الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ الأمم المتحدة ستحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس الذين يتضوّرون جوعًا.

 

ترامب الإرهابى

 

وحذر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، ، مما أسماه فتح أبواب الجحيم في غزة، إذا لم تطلق حركة "حماس" سراح الأسرى الصهاينة لديها.

وقال كاتس، في تصريحات صحفية : هذه حرب معقدة، إنها تتجاوز ما كان يجري في الماضي، ونحن نقترب من المراحل التي يجب فيها اتخاذ القرارات .

 

وقال الرئيس الأمريكي الإرهابة دونالد ترامب، إنه على حماس أن تُعيد الرهائن والمحتجزين وقد استعدنا معظمهم، وعلى دولة الاحتلال اتخاذ قرار بشأن غزة .

وأضاف ترامب الإرهابى خلال اجتماع مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في أسكتلندا : لا أعلم ما الذي قد يحدث في غزة، ولا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة والأمر ربما يتعلق بسوء تغذية زاعما أن حماس تسرق المساعدات .

وتابع: سنقدم مزيدا من المساعدات إلى غزة لكن على بقية الدول المشاركة في هذا الجهد، قائلا : تحدثت مع نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى غزة وأمور أخرى وفق زعمه .

 

الأطفال الرُّضَّع

 

فى المقابل قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن القطاع على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تُهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرُّضَّع، مرجعًا السبب إلى منع دولة الاحتلال إدخال حليب الأطفال منذ 150 يومًا بشكل متواصل.

وأضاف المكتب، في بيان، أن قطاع غزة يوجد به أكثر من 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة، مشددًا على أنهم عرضة لـ"الموت البطيء" بسبب هذا الحصار الخانق .

وطالب بفتح المعابر فورًا دون أي شروط، والسماح العاجل بإدخال حليب الأطفال والمساعدات الإغاثية.

 

الانسحاب الصهيونى

 

وانتقد خليل الحية رئيس حركة حماس في قطاع غزة، ، قرار الانسحاب الصهيونى من جولة المفاوضات الأخيرة التي جرت في الدوحة، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء رغم تحقيق تقدم ملموس في النقاشات.

وأكد الحية، في تصريحات صحفية، أن هذا التصرف يعكس رؤية غير واضحة المعالم حول مستقبل الحلول السياسية، ويهدد بإعاقة الجهود الرامية لتحسين الظروف الإنسانية على الأرض.

وقال إنه رغم ما تم الاتفاق عليه في النقاط الأساسية مثل موضوع المساعدات الإنسانية والأسرى، إلا أن هناك تراجعًا واضحًا في تنفيذ ما تم التوصل إليه، مشيرًا إلى أن هذا الانسحاب قد يكون له تأثير سلبي على استمرارية الحوار.

وأوضح الحية أن الجولة الأخيرة شهدت توافقًا كبيرًا بين الأطراف المتفاوضة، خاصة فيما يتعلق بفتح الطرق لإدخال المساعدات الطبية والغذائية، وهو أمر يمثل أولوية قصوى في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السكان.

وأضاف: نؤكد أن أي تقدم حقيقي لا يمكن أن يتم دون توفير الشروط الإنسانية الملائمة التي تضمن حقوق الناس الأساسية .

 

الزحف نحو فلسطين

 

وحول آليات التواصل المستقبلية، قال الحية إن استمرار الحوار تحت ظروف الحصار والتدهور الإنساني لم يعد مجديًا، مشددًا على ضرورة وجود بيئة مواتية للتفاوض تُتيح لكل الأطراف العمل بحسن نية ومسئولية.

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى التحرك الفوري لدعم قضية الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الشعب يحتاج إلى دعم عملي وليس فقط بيانات رمزية، وأن الزحف نحو فلسطين عبر كل الوسائل المتاحة وحصار السفارات ومصالح العدو وملاحقة جنوده ومجرميه في المحافل القانونية هو مطلب عاجل لرفع الحرج عن السكان.

وانتقد الحية الآليات الحالية لإدخال المساعدات، وقال: نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات، مطالبًا بفتح المعابر بشكل دائم وإدخال المساعدات بطريقة تتماشى مع المعايير الدولية.

وجدد التأكيد على أن التواصل مع الجهات الوسيطة ما زال قائمًا، لكنه لن يستمر دون وجود نتائج ملموسة على الأرض، مؤكدًا أن كل تأخير أو تعثر يزيد من معاناة السكان.

ووجه الحية رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية قائلًا: إن شعبنا يشعر بحالة كبيرة من الخيبة، ولا يتفهم كيف يمكن للأمة العظيمة أن تبقى عاجزة أمام التطورات التي تشهدها المنطقة، داعيًا إلى تحرك فوري وملموس لدعم القضية الفلسطينية وتوفير الحماية اللازمة للسكان.

 

معبر رفح

 

فيما يخص الأردن، نوه بأن أهالي غزة يتطلعون لأرض الحشد والرباط بكثير من الأمل والأخوّة، كما جدتم بأرواحكم ودمائكم، وارتقى شهداؤكم على حدود فلسطين، واصلوا هبتكم الشعبية، وكثفوا جهودكم لتوقفوا هذه الجريمةَ البشعة، ضد أشقائكم ومقدساتكم.

وخاطب الحية الشعب المصرى : ندرك أنكم تتألمون لألم أهلكم وإخوانكم في غزة. يا أهل مصر أيموت إخوانكم في غزة من الجوع وهم على حدودكم، وعلى مقربة منكم؟ الاحتلال حوّل معبر رفح، إلى معبر للموت والقتل والتجويع، لتنفيذ مخططه في تهجير شعبنا، بعد أن كان شريانَ حياة لشعبنا، لذا نتطلعُ بكل ثقة، لمصرَ أن تقول كلمتَها الفاصلة: إن غزة لن تموت جوعًا، ولن تقبل أن يُبقيَ العدوُ معبرَ رفح، مغلقًا أمام حاجات أهل غزة .