كشفت صحيفة الإيكونوميست البريطانية أن 800 فلسطيني في قطاع غزة استشهدوا برصاص الاحتلال الصهيوني في شهر يونيو أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات .
وأكدت الصحيفة البريطانية أن معدل الوفيات ارتفع في مواقع توزيع المساعدات بأكثر من 8 أضعاف بين شهري مايو ويونيو.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن جيش الاحتلال اقترح خطة تتضمن احتلال مناطق جديدة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الخطة تتضمن حصار مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع ومنطقة المواصي.
وأكد مسؤولون في الأجهزة الأمنية الصهيونية أن الخطط الجديدة لجيش الاحتلال بقطاع غزة قد تلحق الأذى بالمحتجزين.
المساعدات
وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "الحاجة ماسة إلى زيادة هائلة في المساعدات للوصول إلى كل الجائعين في غزة أينما كانوا".
وشدد البرنامج على ضرورة تدفق المساعدات إلى غزة بشكلٍ عاجل وكبير قبل فوات الأوان.
في هذا السياق أكد يوسف أبو كويك، مراسل "القاهرة الإخبارية" في غزة، أن شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع لا تصل إلى مستحقيها، بل تتعرض للنهب والبيع في السوق السوداء بأسعار خيالية، وسط غياب تام لأي آلية أمنية أو تنظيمية تضمن توزيعها بعدالة .
وقال أبو كويك خلال رسالة على الهواء: إن "جيش الاحتلال يرفض تأمين الطرق المؤدية إلى مراكز توزيع المساعدات، ما يتيح لآلاف المواطنين، إضافة إلى عصابات وعوائل متنفذة، التجمهر حول الشاحنات والاستيلاء على محتوياتها".
وكشف أن كيس الدقيق الواحد يباع بأكثر من 350 دولارا، رغم أنه مخصص مجانً للعائلات الفقيرة.
العدوان الصهيوني
وأشار أبو كويك، إلى تصاعد العدوان الصهيوني، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ فجر اليوم إلى 43، معظمهم في المنطقة الوسطى، خاصة في مخيم النصيرات الذي شهد قصفا عنيفا استهدف منازل سكنية مأهولة، وتمكنت طواقم الإنقاذ من انتشال جثامين 30 شهيدا، بينما لا تزال هناك أنباء عن مفقودين تحت الأنقاض، كما استشهد عدد من المواطنين في مراكز توزيع المساعدات بمنطقة نتساريم شمال البريج، حيث لا يزال إطلاق النار مستمراً تجاه المدنيين الذين توجهوا بحثاً عن الغذاء.
وأضاف أن القصف طال أيضاً مناطق غرب خان يونس، بما في ذلك منطقة المواصي التي تصنفها دولة الاحتلال بأنها "آمنة"، مما أدى إلى استشهاد أب وأطفاله الأربعة، وفي مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في منطقة حيدر عبد الشافي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
إبادة جماعية
في سياق متصل حذر ثوريا ديفا، المقرر الخاص لدي الأمم المتحدة، والمعني بالحق في التنمية، من أن الوضع فى غزة كارثي، ولا يمكن تبرير ما قامت به دولة الاحتلال علي مدار 21 شهرا في قطاع غزة.
وقال ديفا – في تصريحات صحفية: "هناك زيادة كبيرة في الوعي لما يحدث في قطاع غزة من إبادة جماعية، ومجاعة مستمرة، وكلها أدلة واضحة على سياسة حكومة الاحتلال التي تمنع إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات".
وأضاف أن الحرب الصهيونية أثرت على النظام البيئي بالكامل في قطاع غزة، وما يحدث على مدار عامين في قطاع غزة أظهر تجاهل دولة الاحتلال للأعراف والقوانين الدولية، وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وأشار المقرر الأممي إلى أن دولة الاحتلال تنتهك وتتجاهل كل المؤسسات الأممية، لذلك قامت المحكمة الجناية الدولية بتوقيع عقوبات بحقها، لافتا إلى أنها مستمرة في ثقافتها الخاصة بالإفلات من العقاب، وهذا يعد تعديا وانتهاكا واضحا للقوانين الدولية.
حملات تضليل
وأوضح أن هناك حملات تضليل معلوماتية مستمرة وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني من قبل جيش الاحتلال، وهناك حاجة لوجود صحفيين مستقلين على أرض الواقع في قطاع غزة، لتوثيق هذه الانتهاكات، مؤكدا أن دولة الاحتلال تمنع الصحفيين من الدخول لتوثيق هذه الجرائم والمعلومات فى القطاع.
وشدد المقرر الأممي على ضرورة وجود التزام قانوني على المسؤولين عن تدمير قطاع غزة لإعادة إعماره، مطالبا بضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة.
ودعا إلى إعادة هيكلة منظومة الأمم المتحدة لضمان فعالية أكبر في التعامل مع النزاعات، منتقدا استخدام حق النقض (الفيتو) كسلاح يعيق العدالة الدولية، وأكد أنه لا يجوز استخدامه لتغطية أو تمرير عمليات إبادة جماعية.
وأكد المقرر الأممي على أهمية تعزيز السلام وضمان حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الصمت الدولي إزاء ما يحدث في غزة يعكس خللا عميقا في النظام العالمي.