لا يشكل خطاب الكراهية ظاهرة ثقافية عابرة أو انفعالًا شعبويًا، بل هو بنية تحتية أيديولوجية تُصاغ بعناية داخل الورش الطبقية للهيمنة، وهي مقولة من أدبيات الفكر اليساري إلا أن يساريين واجهوا الحملة التي يتعرض لها الإخوان المسلمون في مصر جراء وقفة (بعيدا عن صوابيتها أو خطأها) نظمها مقدسيون (منهم أبناء الحركة الإسلامية) في الداخل من عرب 1948، والذين هم مجنسون قسرا بالجنسية “الإسرائيلية” وينطبق ذلك على الجميع ومن جميع الطوائف الدينية في الداخل الفلسطيني.
طلعوا الإخوان يحرروا الأقصى
وتداول صحفيون وكتاب إسلاميون مقالا للصحفي بالأهرام كارم يحيى (عضو سابق بمجلس نقابة الصحفيين) نشره عبر فيسبوك يخالف فيه تيارا، وعبر Karem Yehia قال: “شهادة يأثم القلب لو امتنعت عنها: لو تركت الأنظمة العربية فلسطين لمقاتلي شباب الإخوان وغيرهم من متطوعي الشعوب على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، لا للجيوش المقيدة بحسابات الأنظمة وفسادها وتحالفاتها لتحررت في 1948أو بعدها بسنوات قليلة “.
وأوضح “هذا ما قرأت في التاريخ من مصادر العديد منها يختلف مع جماعة الإخوان أشد الخلاف ” مستدركا “وأقولها مع قناعتي بعد قراءات ودراسة بأن حماس ليست هي الإخوان تماما ولم تعد منهم، بل وتتميز عنهم وتطورت عما كانت عند التأسيس 1987.”.
ورأى أن ذلك الاختلاف “ولأن رفعها السلاح ضد الاحتلال يضعها في صف فصائل التحرر الوطني “، مضيفا “كما أنني ممن انتقدوا قيادة الإخوان في الكثير من القضايا ومازلت “.
وأشار إلى اختلافه أيضا مع “رؤية الجماعة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني ” و”ودرست وانتقدت تفاعل الجماعة سياسيا في مصر مع مسار كامب ديفيد قول ما سبق مع التشديد بأن النقد شيء والسب والهرتلة والتحريض شيء آخر”.
ويتشابه ما كتبه “كارم يحيى” إلى حد ما في ما قاله المرشد العام د. محمد بديع وهو يخاطب قاضي الانقلاب منفعلا، عن لماذا الإخوان داخل السجون؟ وأنه لأجل صفقة القرن وذكر موقفا تاريخيا لعطاء الإخوان وحبهم لأوطانهم بالضابط معروف الحضري الذي زامله وهو شاب بزنزانة واحدة، وكان قريب الصلة بعبدالناصر حتى إنه أنقذه في معركة الفلوجة، وخلص إلى أن “خرجونا نقاتل اليهود فإن قتلناهم عدنا إلى سجونكم وإن قتلونا أراحكم الله منا”.
صحفيون لجان
وضمن سياق الوعي عبر Karem Yehia عن قلقله من ظاهرة الصحفيين اللجان الذين يعملون مع النظام بنشرة وقال: ” يبدو أن صحفيين وأعضاء نقابة صحفيين في مصر تم اصطيادهم للعمل، لجان عند الأجهزة الخربانة سيئة السمعة إياها”.
وأضاف “وروى أساتذة محترمون عملوا في الصحافة المصرية منذ الخمسينيات عن اختيار هذه الأجهزة لمن هم أقل كفاءة أو منعدميها وبلا أخلاق في المهنة لكتابة تقارير ضد زملاء محترمين والتحريض عليهم “.
وتابع: “واليوم أصبح الصحفي اللجنة مكشوفا تماما في تحريضه وبذاءاته ويدلل كلما كتب بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أي مدى انحدر من يقبل التعاون مع الأجهزة إياها عن فشله وبؤسه التام، فلا معلومة صحيحة اجتهد في تدقيقها، ولا لغة سليمة مع تعويض هذا النقص بالاتهامات والأقوال غير المنطقية الساذجة والكثير من الألفاظ البذيئة والشتائم، والادعاء الساذج بالوطنية والدفاع عن الدولة”.
الصحفي مصباح قطب
الصحفي مصباح قطب، محرر الاقتصاد في المصري اليوم وعبر فيسبوك وحساب Mesbah Kotb اتفق جزئيا دون “مقابلة” افتراضية مع كارم يحيى واعترض على جزئية الهجوم غير المبرر على حماس أو أصولها الفكرة الممثلة في الإخوان المسلمون رغم الخلاف المعروف عنه معهما وقال: “لا أوافق أبدا على لغة أن قيادات حماس قاعدين في الفنادق الفخمة المكيفة وكذا، وأن مفروض لو مقاومين بجد يبقوا وسط الناس وكيت في غزة لأن ده كلام فارغ “.
وأضاف، “وعمليا قيادات حماس مات واستشهد منهم ومن أسرهم المئات في غزة ، أقول ذلك وأنا سياسيا ضد الإسلام السياسي بكل صنوفه من الإخوان إلى حزب الله إلى السلفية الأيديولجية وهكذا ، شايف أن من يوم دخولهم الملعب أو بالأدق إدخالهم بديلا للمقاومة الوطنية ، في لبنان وفلسطين ، خسرنا خسائر فادحة فلسطينيا وعربيا “.
واعتبر أن “الموقف الصحيح الآن هو التصدي للهمجية الصهيو أمريكية التي وصلت في الوحشية ذروة غير مسبوقة في التاريخ ، ولنؤجل حساب حماس إلى وقت الحساب”.
إلا أنه رأى أن وقفة السفارة في تل أبيب تخضع لمصالح اقتصادية بين الإخوان وقطر وأن الطرف الفاعل هو هائج ومقاول انفار لصالح المصالح، المهم المقاومة
وعلى صفحة مصباح قطب تداخل معه الكاتب محمد المصري Mohamed Ibrahim Elmasry وقال يا سيدي إدخال المقاومة الإسلامية الملعب، و إن القضية خسرت كلام غير علمي وغير صحيح ولا يفيد”.
واوضح “انظر جنوب أفريقيا، كانت المقاومة هناك فيها كل أنواع المقاومة بما فيها الإسلامية ودا عن علم مع أن المسلمين هناك أقل من القليل، لأن دا قانون كوني.. ” مضيفا “مقاومة الاستعمار الاستيطاني العنصري في فلسطين او في جنوب افريقيا هو واجب وطني ومطلب إنساني ومساير للتاريخ تماما، لو مقاومة زادت عليه أيدولوجية شيوعية فمرحبا، ولو زادت عليه إسلام فمرحبا، ولو زادت عليه إنسانية مع الإلحاد فاهلا وسهلا، مع تحياتي وتقديري”.
بناء على الموقف لا الفعل
حساب “حُرَّاس السفينة إبراهيم فودة” أشار إلى أن “البعض من الإخوة الذين كتبوا واعترضوا على الوقفة الاحتجاجية التي كان على رأسها بعض الرموز والشخصيات الفلسطينية مثل الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب ، وكانت الوقفة في تل الربيع في (الداخل الفلسطيني) أمام السفارة المصرية هناك، وكانت الوقفة من أجل التعبير والاحتجاج على المجرم السيسي، بسبب غلقه المتعمد لمعبر رفح ومنع دخول المساعدات لأهل غزة”.
وعما كتبه البعض يعترضون على هذه الوقفة الاحتجاجية، ووصفوا من شاركوا فيها بالسقوط المروّع الذي لا يغتفر، محتجين ومعللين قولهم هذا
بأن هذه الوقفة تعتبر بمثابة تبرئة لنتنياهو وجيش الاحتلال من القتل للفلسطينيين وغلق المعبر وتحميل مصر وحدها كامل المسؤولية عن غلق المعبر، أوضح أن هذا بالضبط ما يردده إعلام السيسي المجرم إذ يقولون بنفس هذا الشيء”.
وأبدى تعجبا من التحليل وقال :”غريب والله تحليلكم هذا، لقد استمعت الفيديو أكثر من مرة ووقفت على ما قاله الشيخ كمال الخطيب إذ في البداية قال بالصريح الواضح: إن الاحتلال الغاصب ونتنياهو بطائراتهم ودباباتهم وعتادهم هم المسؤولون عن هذا الدمار والقتل والتشريد والهدم والتجويع لأهل غزة، لكن هذا ليس معناه أن السيسي برئ من هذه الجريمة، وأن السيسي الشريك الأول لنتنياهو في قتل وتجويع الفلسطينيين في غزة بغلق المعبر”.
وأكمل ما قاله الخطيب عن السيسي “ووصفه الشيخ بالمجرم الدموي وقال: “نحن هنا في هذه الوقفة نناشد نخوة السيسي إن كان عنده نخوة، ونناشد فيه الإنسانية إن كان عنده منها ، ونناشد فيه الرجولة هذا إن كان رجلا، ونناشد فيه العروبة هذا إن كان عربيا أن يفتح المعبر”.
وأردف بتساؤل “الخطيب”، “هل في ذلك من خطأ ؟ لقد جلد الشيخ ظهر الخائن السيسي على رؤوس الأشهاد [ هذا لمن يعي الكلام ] ثم قام الشيخ بنعت السيسي بالقاتل المجرم الذي أزهق أرواح الآلاف من المعتصمين الأبرياء في ميدان رابعة، وأنه هو الوكيل الأول لنتنياهو في غلق المعبر وقتل الفلسطينيين، فالشيخ بذلك قد اتهم الأصيل في القتل وهو نتنياهو، واتهم أيضا وكيله وشريكه الأساسي وهو المجرم السيسي، فما العيب في ذلك ؟!”.
وعلق “فودة”، “هل ما زال عاقل في الدنيا لا يعرف بأن مصر وحدها هي التي تتحمل إثم غلق المعبر وعدم دخول المساعدات لغزة؟ أليس اسم المعبر معبر رفح المصرية وليست رفح الإسرائيلية؟ مين اللي قافل المعبر ؟ السيسي أم نتنياهو؟” مضيفا ” المجرم السيسي وحده وعصابته من يتحملون إثم هذه الجريمة [ غلق معبر رفح ] ولا أحد غيرهم، أليس معبر رفح هذا هو نفسه معبر رفح الذي دخل منه في 2012 إلى غزة رئيس الوزراء د/ هشام قنديل على رأس وفد كبير يضم وزراء وقيادات أمنية في زيارة استغرقت ثلاث ساعات لإعلان تضامن مصر مع الشعب الفلسطيني، بأمر من الرئاسة المصرية ووقفت الحرب وقتها على غزة في عهد الرئيس الشهيد الرجل الشهم دكتور محمد مرسي؟ هو هو بشحمه ولحمه وقتها كان اسمه معبر رفح الواقع على أرض مصرية كاملة السيادة للدولة المصرية، والآن هو هو نفسه معبر رفح أرض مصرية لكنها الآن منزوعة السيادة عن مصر بالوكيل السيسي نائب نتنياهو “.
وخلص إلى أن “الذين وقفوا أمام السفارة المصرية في تل الربيع في الداخل الفلسطيني يجلدون ظهر السيسي القاتل ويعترضون على غلق المعبر ما هي جريمتهم؟ ما هي سقطتهم؟ هل كان من المفروض أن يذهبوا أمام بيت نتنياهو والكنيست ليعترضوا ويطلبوا من نتنياهو فتح معبر رفح المصري بدلا من الوقوف أمام السفارة المصرية كما يقول بذلك المعتوه أحمد موسى؟ كلام غريب جدا”.
وشدد على أن “المعبر مصري ومغلق من السيسي وحده بتنسيق مع نتنياهو، فيا جماعة الخير [ يا نخبة الخير ] لا أزايد أبدا على حبكم وإخلاصكم ومشاعركم وحزنكم على أهل غزة، لكن وحدوا الله كده واهدؤا وركزوا في كلامكم وبلاش تتبنوا[بدون قصد] رواية إعلام السيسي المجرم ، اسمعوا الفيديو اللي الشيخ كمال الخطيب تكلم فيه أمام السفارة المصرية، بس رجاء اسمعوه كويس .. فين الغلط اللي فيه؟ اللهم عليك بالسيسي المجرم وعصابته، اللهم انتقم منهم يا رب العالمين وانتقم من كل المتخاذلين عن نصرة أهلنا في غزة .. اللهم امين .. #غزة_الأبية لا يضرهم من خذلهم..”.