مع اكتمال سد النهضة وجوده والعدم سواء .. خط أحمر السيسي يُغري أبي أحمد لإعلان مشاريع مائية جديدة على النيل الأزرق!

- ‎فيتقارير

في الوقت الذي تستعد فيه إثيوبيا لافتتاح سد النهضة رسميًا خلال شهر سبتمبر الجاري، لوّح رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بإمكانية إقامة مشروعات إضافية على النيل الأزرق، وهي التصريحات التي أعادت الجدل حول الأضرار التىي لحقت بدولتي المصب مصر والسودان.

وعبر (إكس) علق الخبير والباحث في شأن النيل هاني إبراهيم عبر Hany Ibrahi على تصريحات الوزير الاثيوبي "إن إثيوبيا لم تستفد من النيل الأزرق في السابق بسبب المؤامرات" مكذبا ما قاله وأكد أنه "قول غير صحيح ويتعارض مع الأرقام والواقع في مجال الطاقة الكهرومائية توجد عدة محطات مثل تيس اباي 1 وتيس اباي 2 وفينشا وتانا بيلس وغيرها، وبعضها بدأ العمل منذ عام 1964 ، في مجال الأغراض المتعددة".

وأضاف أن "من بينها 345 ينبوعا جوفيا، 101 صهريج مياه، 20 بئرا عميقا،4 مضخات (Water Atlas of Abay Basin, 2020) مؤخرا في إقليم بني شنقول تم إضافة مضخة تخدم 15 ألف نسمة ، بالإضافة إلى مشروع توفير مياه الشرب لمدينة كومبولشا تعتمد على حفر 5 آبار مياه جوفية عميقة وتكفي لعدد يفوق عدد سكان المدينة".

وأشار إلى أنه "وفق التقارير في أديس زيمن سوف تساهم تلك الإضافة في توفير احتياجات السكان من المياه حتى 2030 ، من المعلوم أن هناك قدرات جوفية ضخمة في أثيوبيا، والجميع يعلم أنها تصدر 100ألف متر مكعب مياه إلى جيبوتي من خلال تدفق 28 بئرا فقط في حوض نهر الأواش، يقول الوزيرإن بعد اكتمال السد #GERD

 

وتساءل "على ماذا سوف نتفاوض أثيوبيا مع مصر والسودان، وهو قول يضم الكثير من التسطيح للأمر إذ إن التفاوض يتعلق بعملية ملء وتشغيل السد وانتهاء الملء الحالي، لا يعني أن السد لن يعاود الملء مرة أخرى عقب سنوات الجفاف كما أن تشغيل السد يعد الجزء الأخطر في العملية وأمور أخرى تتعلق بتشغيل السد، وعليه فإن رد الوزير لا يعبر سوى عن أراء سطحية في تلك المسألة.

رفض الوزير الإجابة عن سؤال كم عدد القادة الذين تم دعوتهم لحضور حفل السد الأثيوبي المثير للجدل والذي يفتقد لأي شرعية قانونية، كما رفض الرد على سؤال أن إعلان المباديء ينص على ضرورة التوصل لاتفاق نهائي للسد #GERD واستخدم نفس الفقرة العاطفية، بأن مصر تقوم بسدود ولدينا الحق في سؤالهم لأن المياه تنبع من أثيوبيا في رد عاطفي يتجاهل أن سدود المصب تختلف تماما عن مشروعات المنابع والتي تؤثر على التدفق في اتجاه المصب ثم تطرق إلى إقامة مدينة على النيل في مصر واعتراضه على ذلك".
 

وأشار إلى  تناقض الوزير مع نفسه بقوله: "إن أثيوبيا بصدد بناء مدينة سياحية في موقع السد، ويتم اختيار مواقع الصيد والترفيه" وأوضح هاني إبراهيم أنه "فيما يتعلق بمشروعات السدود القادمة والتصريحات الأخيرة ومدى دقتها رفض الوزير الإجابة، وقال إننا نركز على افتتاح السد والتنمية في أثيوبيا لن تضر المصريين وإن النيل لنا جميعا ولن تكون هيمنة على النيل."

وتابع: "فيما يتعلق بتشكيل لجنة حوض النيل أو عنتيبي قال مازال أمامها سنوات، وإن المهلة كانت 9 شهور ولو لم يحدث توافق سوف تكون هناك مهلة أخرى وإنه يرغب في انضمام الجميع فيما يبدو وجود خلافات قائمة بين الدول التي وقعت على عنتيبي.".

وأكمل، "الوزير الأثيوبي حاول استخدام فكرة التضحية الوطنية في الدعاية للسد بحديثه عن وفاة 15 ألف عامل أثناء بناء السد، لكن الحقيقة أنه دليل إدانة لأثيوبيا؛ لأن الرقم ضخم جدا والاعتراف به يؤكد تدني معايير السلامة في موقع السد، وبالتالي مؤشر خطر للقادم إذا كانت التكلفة البشرية لسد كانت بهذه الأرقام، فكيف نثق في إدارة أثيوبيا لسد يهدد الأمن المائي لمصر إذا كانت التكلفة البشرية خلال البناء ضخمة 15 ألف وفاة.

 تطرق الوزير إلى هيمنة مصر المائية والاتفاقيات الاستعمارية من وجهة نظره هو حديث غير علمي؛ لأن مصر لا تسعى ولا تقول بالهيمنة بل تحافظ على حقوقها المكتسبة".

 

وأردف، "في مياه النيل والتي تنظمها حقوق الاستخدام الطويلة زمنيا والتي تم صياغتها لاحقا في اتفاقيات استفادت منها دول عديدة في الحصول على الأراضي مثل أثيوبيا في اتفاق 1902 الحدودي، كما هناك اتفاقيات أخرى لم تشهد فترة الاستعمار مثل 1959 بين مصر والسودان بخلاف العديد من الاتفاقيات والأُطر التعاونية بين مصر ودول الحوض أو بين دول الحوض وبعضها البعض .".

اكتمال سد النهضة

ورأى المراقب محمد عبد الواحد أن "اكتمال سد النهضة يُعزز بشكل كبير نفوذ إثيوبيا في حوض النيل، حيث أصبحت قادرة على التحكم في تدفقات النيل الأزرق، مما يمنحها نفوذًا مائيًا، اقتصاديًا، وسياسيًا غير مسبوق، ومع ذلك، مصر تظل قوة إقليمية مركزية بسبب تاريخها و جغرافياتها، قوتها العسكرية، وتحالفاتها الدولية، فهي الدولة الوحيدة في دول حوض النيل التي أنشأت حضارة على ضفاف النيل".

والسؤال الذي يشغل حالياً مراكز الفكر والقرار هو، هل انتقل مركز الثقل من مصر إلي إثيوبيا؟".

وأضاف، @Mohamed07262176، ".. الجواب على ذلك يكمن في الإجابة على سؤال أخر و هو، هل أثيوبيا قادرة على لعب دور الريادة في الإقليم لاسيما و مشاكلها الحدودية مع كل جيرانها، و صراعات 83 قومية بالداخل، و عداوات مع كل جيرانها بسبب بناء سدود وقطع المياه عن كل دول الجوار بلا استثناء، هل إثيوبيا قادرة على الخروج من عزلة دامت آلاف السنين؟ أم هي دولة وظيفية تنفذ سياسات استعمارية مثلها مثل إسرائيل؟".

https://x.com/Mohamed07262176/status/1963545745673388274
 

مشروعات جديدة على النيل الأزرق

 

قال رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد: إن "ما تحقق في سد النهضة ليس إلا بداية، ويمكننا بناء المزيد من السدود في حوض النيل لتوليد كميات هائلة من الطاقة، ليس لصالح إثيوبيا وحدها، بل لصالح المنطقة بأسرها ولحماية البيئة".

 

وزعم أحمد التزام بلاده الكامل بعدم الإضرار بدول المصب، مضيفًا أن الهدف من السد هو توليد الكهرباء وإدارة المياه بما يخدم التنمية المشتركة، حسبما أوردت إذاعة فانا الإثيوبية عن مقابلة تلفزيونية أجراها بموقع المشروع.

 

وتابع: “لن نحرم أحدًا من حقوقه المائية، فالمياه التي تُخزن تمرر وتستخدم أيضًا للري في السودان ومصر”.

 

وقال آبي أحمد: إن "الاستفادة من موارد نهر النيل الأزرق بشكل عادل ومنصف ليست جريمة أو خطأ في أي ظرف من الظروف، بل هي حق طبيعي لإثيوبيا كما هو حق لدول المصب".

 

وأضاف أن “إثيوبيا كثيرًا ما عُوملت في قضية سد النهضة وكأنها أخذت شيئًا لا يخصها، في حين أنها بدأت باستخدام موارد النهر بشكل محدود فقط”.

 

وتابع: “هناك من يدّعي أننا أوقفنا جريان المياه، وهذا غير ممكن علميًا وعمليًا، فالسد ليس مصممًا لذلك”.

 

وأشار رئيس وزراء إثيوبيا إلى أن سد النهضة يخزن 74 مليار متر مكعب من المياه، ورغم ذلك يستمر النيل في التدفق إلى دول الجوار، مضيفًا أن “الاعتقاد السائد لدى البعض بأن السد سيوقف النهر تصور خاطئ”.

 

وشدد على أن المشروع، إلى جانب توليد الطاقة، سيحقق فوائد اقتصادية واسعة النطاق، مما يمكن إثيوبيا من استرداد استثماراتها في غضون بضع سنوات.

 

وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي، باكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق، فيما وصفه بالقول إنّه: “حافز وطني للنمو، وإرث يدعو إلى تنشئة جيل ملتزم بالدفاع عن مصالح إثيوبيا، وذلك مع التعاون مع الدول الأخرى على أساس المنفعة المتبادلة”.

 

وأوضح آبي أحمد، أن سد النهضة الإثيوبي يُمثل “نهاية قصة الفقر، كما أنّه يُظهر قدرة إثيوبيا على تحقيق تنمية سريعة في وقت قصير”، وجاء ذلك خلال حوار له مع مستشاره للشؤون الاجتماعية، دانيال كيبرت.

 

وفي السياق نفسه، تابع رئيس الوزراء الإثيوبي، بالقول إنّ: “سد النهضة لا يُنهي فقط الرواية القديمة عن افتقار نهر (أباي) النيل الأزرق إلى منبع دائم، بل إنّه يُمثل أيضا رمزا قويا للصمود والوحدة”.

 

ووصف سد النهضة بكونه يعتبر “مشروع وطني تاريخي قد أضاء الطريق إلى الإثيوبيين”، كما أنّه استذكر خلال حديثه الذي نقلته الوكالة “رحلة بنائه الصعبة، والعقبات العديدة التي واجهتها، بما في ذلك النقص المالي، وكذا الضغوط الدبلوماسية، وجائحة كوفيد-19، والتوترات الإقليمية”.

 

وتستعد إثيوبيا لافتتاح سد النهضة رسميا خلال أيام.