توقع مراقبون أن تكتفى قطر بحملة الهجوم الإعلامية على الكيان الصهيونى وألا تلجأ إلى رد عسكرى على الهجوم الغادر الذى قامت به قوات الاحتلال على الدوحة لاستهداف فيادات حركة حماس .
وقال المراقبون ان الدوحة قد تلجأ إلى تجميد دورها فى جهود الوساطة الرامية إلى انهاء حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 .
وأكدوا أن الهجوم الصهيونى هو تصعيد خطير وانتهاك لسيادة قطر موضحين أن تدشين قطر لمكتب سياسي لحماس في الدوحة كانت بتكليف مباشر من أمريكا، أي أن وجود قيادات حماس في قطر هو بضوء أخضر أمريكي، وليس تصرفا منفردا من قبل الدوحة،
كان أمير قطر تميم بن حمد قد أكد أن الدوحة ستتخذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها والمحافظة على سيادتها، وستواصل نهجها البناء في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ونصرة القضايا الإنسانية العادلة .
وقال أمير قطر ان بلاده تدين وتشجب بأشد العبارات هذا الهجوم الإجرامي المتهور، باعتباره انتهاكا صارخا لسيادتها وأمنها، وخرقا واضحا لقواعد ومبادئ القانون الدولي .
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تتبنى سياسات عدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، وتعرقل الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والتوصل إلى حلول دبلوماسية مستدامة .
وطالب أمير قطر المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء هذه التصرفات المارقة ومحاسبة المتورطين في ارتكابها معربا عن أمله في أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية هذا التوجه العادل .
القانون الدولي
حول احتمالات الرد العسكري القطري على دولة الاحتلال، أكد المحلل القطري المختص في الشؤون الأمنية، راشد المهندي، أن بلاده لا تستطيع الرد عسكريًا على الضربة الصهيونية الأخيرة .
وقال المهندى فى تصريحات صحفية إن القانون الدولي هو الحل، موضحا أن ذلك هو ما فعلته الدوحة بتشكيل فريق قانوني لبحث سبل محاسبة دولة الاحتلال على هذا الهجوم المتهور .
ضوء أخضر أمريكي
ووصف الباحث في الشؤون العربية، حسام الحداد، محاولة دولة الاحتلال لاغتيال قيادات من حماس، بالعمل المتهور والجبان، موضحا أن هذه المحاولة تعكس إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على التصعيد وإدخال المنطقة في دوامة لا تنتهي إذ يعد الأمر انتهاكا لسيادة الدوحة، والأعراف والقوانين الدولية.
وأوضح الحداد فى تصريحات صحفية أن قطر دولة وساطة، ولعبت دورا بارزا في عمليات التفاوض خلال الفترة الماضية، وأن القيام بهذا العمل على هذا النحو هو إمعان في إفساد تلك الوساطة ومحاولة لإحراج للدوحة وإبعادها عن الدور الذي تقوم به، لافتا إلى أن تدشين قطر لمكتب سياسي لحماس في الدوحة كانت بتكليف مباشر من أمريكا، أي أن وجود قيادات حماس في قطر هو بضوء أخضر أمريكي، وليس تصرفا منفردا من قبل الدوحة، وبالتالي فإن دولة الاحتلال لم تكن لتقوم بهذا العمل إلا بعد إطلاع الإدارة الأمريكية عليه، خاصة وأن دولة الاحتلال تدرك حجم النفوذ القطري لدى البيت الأبيض.
وأضاف : الإدارة الأمريكية كانت على علم بالعملية، وأنها تدخلت في التخفيف من قوتها، (عبر نظام الإنذار المبكر) حفاظا على صورة حليفتها قطر التي تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الخليج (قاعدة العديد) ، لافتا إلى أن أمريكا أيضا ستتدخل لتخفيف من ردة الفعل القطرية على الجريمة الصهيونية.
الهجوم الإعلامي
وأكد الحداد أن قرار استمرار قطر في وساطتها على المحك، وقد تعلن الدوحة تجميد تلك الوساطة، وقد تستمر فيها بناء على طلبات أمريكية، خاصة أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف شبه دائم التواجد في قطر في إطار استمرار طرح مبادرات وقف إطلاق النار.
وتوقع أن يكتفي الرد القطري على العدوان الصهيوني باستمرار الهجوم الإعلامي وفقط على دولة الاحتلال، ولن يتجاوز أي حدود أخرى مشيرا إلى أن المصلحة الأمريكية تكمن في استمرار تواجد وعمل مكتب حماس من الدوحة حتى تستمر السيطرة عليه ولا يخرج من تحت أيديهم بذهاب قادة حماس إلى إيران أو تركيا.
تصعيد خطير
وقال المفكر السياسي الدكتور جمال أسعد، إن الهجوم الصهيوني على الدوحة يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الاعتداء يمثل تصعيدا خطيرا وتطورا غير مسبوق في الصراع.
وأضاف أسعد، في تصريحات صحفية ، أن تنفيذ عمليات اغتيال على أراضي دولة ذات سيادة مثل قطر يعد تجاوزا صارخا لجميع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية التي تحكم العلاقات بين الدول، مؤكداً أن سيادة الدول مبدأ أساسي غير قابل للتنازل.
وأوضح أن أي عملية عسكرية أو أمنية تتم دون موافقة الدولة المضيفة هي عمل عدائي وغير قانوني، يعرض مرتكبيه للمساءلة الدولية، لآفتًا إلى أن هذه العمليات لا تُعتبر مجرد خرق لاتفاقيات السلام أو قواعد الاشتباك فحسب، بل تعكس نهجا أحادي الجانب يتجاهل تمامًا مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأشار أسعد، إلى أن استهداف الوفد المفاوض لحركة حماس في الدوحة أثناء اجتماع لمناقشة المقترح الأمريكي يُعد ضربة مباشرة للعملية الدبلوماسية، ويُشير إلى رفض دولة الاحتلال للحلول السلمية، ما قد يؤدي إلى تصعيد لا يمكن التنبؤ بعواقبه.