صدر بيان مشترك لوزراء خارجية مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر يرحّب بخطة ترامب، وحتى السلطة الفلسطينية رحّبت بها، وجاء الترحيب قبل أن تدرس حماس الخطة، وبعد تسلّمها إيّاها بأقل من ساعة ما شكل ضغطا علنيا على حماس .
وبالمقابل تجاهل ترامب التعديلات التي اقترحتها الدول العربية، وفي تعليقه على خطة ترامب بعد لقاء الأخير بنتنياهو، قال حازم عياد في حسابه على منصة إكس، “ترامب تجاهل التعديلات التي اقترحتها الدول العربية وتجاهل الاعتراف بالدولة واي دور للسلطة وتبنى رؤية نتنياهو بالكامل ووضع شرطا جديدا الامن مقابل التطبيع في ابتزاز صريح للدول العربية.”
لقاء نتنياهو وعبدالله بن زايد
والتقى نتنياهو مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في سبتمبر 2025 على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وهو لقاء لم تُعلن عنه مسبقًا حكومة الاحتلال، لكنه كُشف لاحقًا عبر وسائل إعلام إماراتية و"إسرائيلية".
وكان بين التعليقات الصحفية أن الطرفين ناقشا ضرورة وقف الحرب في غزة، وأن الوزير الإماراتي دعم بلاده لحل الدولتين وجاء اللقاء بعد توتر بين الإمارات وإسرائيل بسبب هجوم "إسرائيلي" على قيادات حماس في قطر، ما دفع أبوظبي لاستدعاء نائب السفير "الإسرائيلي" لديها.
ويعد هذا اللقاء الأول والوحيد المعلن رسميًا بين نتنياهو ومسئول عربي رفيع منذ تصاعد الحرب، ويعكس استمرار التواصل رغم التوترات، لكنه لا يعني توافقًا سياسيًا شاملًا.
وقالت منصات تدقيق إن عبدالله بن زايد بن سلطان آل نهيان التقى ونتنياهو في نيويورك في 26-27 سبتمبر 2025، وأكدت الإمارات دعم خطة ترامب لوقف الحرب في غزة، ورفض ضم الضفة الغربية، وطالبت بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق. لكن المصادر لا تؤكد أن هذه شروط مسبقة للقاء نفسه، بل مواقف تم التعبير عنها خلاله. (مصادر: رويترز، جيروزاليم بوست، موقع وزارة خارجية الإمارات).
ولم يُنشر سابقا محتوى ما قاله الشيخ عبد الله لنتانياهو في الاجتماع. ولم يرد مكتب نتانياهو بعد على طلب التعليق.
زيارة بن زايد المفاجئة
وفي محاولة لقراءة زيارة الشيخ محمد بن زايد المفاجئة إلى القاهرة، قال الدكتور مراد علي، الخبير في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الأزمات، في حسابه على منصة إكس، “لا يمكن قراءة زيارة الشيخ محمد بن زايد المفاجئة إلى القاهرة اليوم إلا في إطار الإعلان المرتقب الليلة عقب اجتماع ترامب مع نتنياهو، وهو إعلان يُرجَّح أن يتضمن خطوات تطبيعية وأمنية جديدة، قد تُحدث تغييرات جذرية في المشهد. ومن اللافت أيضاً أن هذه الزيارة تأتي بعد يومين من لقاء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد مع نتنياهو في نيويورك ، ما يدفع إلى التساؤل:
– هل هناك صفقة تُطبخ خلف الكواليس؟
– وهل مطلوب من مصر ضمانات أو تنازلات تتعلق بتطورات قادمة في غزة ؟
– أم أن هناك ملفًّا حساسًا تسعى الإمارات إلى إقناع مصر بالتعاون فيه أو على الأقل عدم عرقلته؟ ربنا يستر!!”
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشاد بالجهود التي يبذلها محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم للإعلان عن خطة ترامب والمكونة من 20 بنداً.
والتقى ترامب بعدد من قادة الدول العربية والإسلامية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي للترويج لخطته المكونة من 21 نقطة لإنهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ قرابة عامين، وإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال الحركة تحتجزهم.
وقال حساب @e_minister1 (المعارض فيما يبدو) أن "بن زايد بين صياغة خطة سحق غزة والتمهيد لها — سفير الصهاينة إلى العرب والمسلمين" وأنه ".. لم تكن الخطة التي عرضها ترامب ونتنياهو على العالم «مفاجأة» عفوية.
وأضاف أن "الإمارات شاركت في تشكيل بعض عناصرها والتمهيد الإعلامي والدبلوماسي لها — بما في ذلك عبر أحداث وإشارات أمنية وعسكرية كالتي طالت الدوحة ومناطق أخرى — لتجعل المشهد الإقليمي أكثر تقبلاً للعرض.".
وتابع: "الرسالة التي حملتها أبوظبي إلى العواصم العربية والإسلامية كانت صريحة: إسرائيل قوة لا تُقهر الآن، وإمكانات واشنطن تُقدّم فتاتًا لكنه الحل الوحيد — فاقبلوا بما يُعرَض.
وأردف، "ما قُدّم باسم “وقف القتال وإعادة الإعمار ليس سوى تصفية البُعد السياسي للقضية الفلسطينية، وتفريغ المقاومة من أدواتها، وتثبيت «انتصار» سيادي لصالح قيادة إسرائيل المتطرفة المجرمة.. موضحا أن "البيان الذي صدر من دول عربية وإسلامية ترحب بالطرح المريض .. لم يصدر عن دولٍ رحّبت عن قناعة … بل عن دول مورست عليها ضغوط مكثفة بكل الطرق عبر شبكة عملت على إنتاج الخطة وصياغة الرواية التي تسبق التنفيذ. ".
وعلق على الجولات المكوكية لابن زايد في الأيام السابقة وزياراته المتكررة لدول المنطقة وكونه أول الواصلين لقطر بعد الاعتداء عليها .. كل هذا كان دوره المرسوم له في التمهيد"، قائلا: "..لقد وكل الصهاينة ابن زايد بمهام التحدث باسمهم بما لا يستطيعون قوله وهو انتصارهم الأكبر .. لكنه سيكون يوما ما أحد ضحاياهم .. فهؤلاء المجرمين لا عهد لهم ولا شرف .. وإن ظن ابن زايد أن عبوديته لهم ستحميه فهو أحمق كسابقيه .. لو سقطت غزة .. فلن يقف في وجه الصهاينة شيء حتى يطأوا غرف نومكم بأحذيتهم .. ".
https://x.com/e_minister1/status/1973003190896337170
جيش يدخل غزة
وقال الناشط فريد شعبان @nobelF88 معلقا على زيارة ابن زايد للسيسي " اظن زيارة ابن زايد اليوم.. هى الاستعداد لدخول قوات مصرية إماراتية غزة.. وكيفية تصفية قوات حماس وتغليب قوات ابو شباب المدعومة من الإمارات ومن مصر من خلال العرجانى.. الشيء الثانى حث مصر على غض الطرف عن سيطرة مليشيا الدعم السريع على مثلث العوينات على حدود مصر ليبيا السودان وترك ممرات الدعم من خلال أراضي ليبيا".
https://x.com/nobelF88/status/1972724704302506153
وكان بيان مشترك قد صدر عن وزراء خارجية مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وباكستان وتركيا والسعودية وقطر، رحب "بالدور القيادي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، مؤكدين ثقتهم بقدرته على إيجاد طريق للسلام، وشدد الوزراء على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، ورحبوا في هذا السياق بإعلان الرئيس ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وكذلك إعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية".
واضاف البيان أن الدول تلتزم "بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين".