احتفاء ومشاهد غير مسبوقة في استقبال الأسرى في غزة .. والعارضة وعيسى أبرز المبعدين إلى مصر

- ‎فيعربي ودولي

شهدت مدينة خانيونس اليوم الاثنين مشهدًا تاريخيًا مؤثرًا بوصول أكثر من 1700 أسير فلسطيني محرر، وسط استقبال شعبي واسع واحتفالات عارمة من الأهالي الذين توافدوا منذ الفجر للقاء أبنائهم ضمن احتفاء جماهيري غير مسبوق في ساحة مستشفى ناصر، حيث توافدت العائلات منذ ساعات الفجر الأولى، وسط هتافات، وزغاريد، ورفع الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة، إلى جانب صور الشهداء.

وأطلق المحتفلون الرصاص في الهواء تعبيرًا عن الفرح، وارتفعت شارات النصر من الأسرى رغم التعب، وحمل بعض الأسرى رسائل من داخل السجون تطالب بالتحرك لإنهاء معاناة من تبقّى خلف القضبان.

ووصل العدد الإجمالي للأسرى نحو 1718 أسيرًا أُفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 250 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

https://x.com/F24online/status/1977736532627735002
https://x.com/F24online/status/1977743885272060124

ونُقل الأسرى عبر حافلات كبيرة إلى مستشفى ناصر في خانيونس، بعد أن تقرر تحويل مسارهم من مستشفى غزة الأوروبي، بسبب استمرار السيطرة الإسرائيلية على المناطق الشرقية.

وكان التنسيق أن تتوقف القوافل (الباصات) في مستشفى ناصر لإجراء فحوصات طبية عاجلة، نظرًا لتدهور الحالة الصحية للعديد منهم نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب داخل السجون، خاصة في سجن "سدي تيمان" سيئ السمعة.

وظهر أغلب الأسرى في حالة صحية متردية، على كثير منهم ظهرت علامات الإعياء الشديد، الهزال، وصعوبة الحركة فيما وصل بعضهم على كراسي متحركة، ومن بينهم مبتورو الأطراف وكبار السن الذين عانوا من ظروف اعتقال قاسية، حيث جرى إدخالهم مباشرة إلى غرف الكشف الطبي، وسط اهتمام طبي وإنساني كبير.

ومر اليوم بمئات المشاهد المؤثرة لأسرى يعانقون أمهاتهم بعد سنوات طويلة من الفراق واختلطت دموع الفرح بآهات الألم، والابتسامة كانت السمة الغالبة رغم المعاناة.
 

الأسرى المبعدون إلى مصر

وكان العدد الصحيح للأسرى الفلسطينيين الذين أُبعدوا إلى مصر ضمن اتفاق شرم الشيخ هو 154 أسيرًا فلسطينيًا وصلوا إلى رفح المصرية، ثم نقلوا إلى القاهرة لإتمام إجراءات الإفراج عنهم ضمن تنفيذ مراحل صفقة "طوفان الأحرار 3".

وهؤلاء الأسرى هم من أصحاب الأحكام العالية، وغالبيتهم قضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، وبعضهم محكوم بالمؤبد، ومن بينهم محمود العارضة، وناصر ومحمود أبو سرور، ومحمود عيسى، وأيمن سدر، وعبد الجواد شماسنة، وسمير أبو نعمة، وباسم خندقجي.

وبالإضافة إلى مصر، يجري التنسيق لنقل دفعات أخرى من الأسرى إلى دول مثل تركيا، الجزائر، باكستان، وماليزيا، كما أن بعض الأسرى سيُمنحون حق اختيار بلد الإقامة لاحقًا، وفقًا لترتيبات إنسانية ودبلوماسية.

وكان الإبعاد ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قمة شرم الشيخ للسلام 2025، بوساطة (مصرية–قطرية–تركية–أمريكية).

محمود عيسى

وقضى الأسير المحرر، القسامي محمود عيسى أكثر من 33 عامًا في سجون الاحتلال ويُعد من رموز الحركة الأسيرة، وكان من أوائل المبعدين إلى مصر، وفي تصريح أولي عبّر عن امتنانه للمقاومة، وقال: إن "الحرية حتى لو كانت منقوصة، تظل حرية".

ووصفه الاحتلال بأنه "أخطر" الأسرى لديه وعزله 13 عاماً، بين الأعوام التي قضاها في السجن، حتى سُمِّي بـ"عميد المعزولين"، أُطلق الاثنين سراحه وإبعاده إلى مصر وهو أقدم أسرى حركة حماس؛ حُكم عليه بالسجن ثلاث مؤبدات و46 عاماً.

وأبو البراء محمود عيسى، خطف جندي عام 1992 ليحرر الشيخ أحمد ياسين من سجون الاحتلال، وحرره أحفاد الياسين بعد 33 سنة على اعتقاله من أجل شيخهم، ويراجع الرجل حفظه للقرآن الكريم كاملًا مرة كل 3 أيام.

محمود العارضة

والعارضة قائد عملية "نفق الحرية" التي نفذها 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع عام 2021، واعتُبرت من أبرز عمليات الهروب في تاريخ الحركة الأسيرة.

ومحمود العارضة عضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي، ومصنّف من قبل الاحتلال كأحد "أخطر الأسرى"، واعتُقل عام 1996، وحُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة بعد تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.

وأُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أُعلن عنها في قمة شرم الشيخ للسلام، والتي شملت إطلاق سراح 154 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

وأبعد إلى مصر كجزء من الترتيبات الأمنية والسياسية للمرحلة الأولى من الاتفاق، إلى جانب أسرى آخرين مثل أيهم كممجي، عبد الله شرباتي، ونائل ياسين.

وقضى أكثر من 29 عامًا في الأسر، تنقّل خلالها بين عدة سجون، وشارك في تأليف كتب منها فقه الجهاد وتأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي.

وحفظ القرآن الكريم كاملًا، ويُعرف بثقافته العالية وعلاقاته الطيبة مع الأسرى من مختلف الفصائل.

 نائل ياسين

اعتُقل عام 2000 بعد تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال عقب اقتحام شارون للمسجد الأقصى، وقضى أكثر من 24 عامًا في السجن، وعبّر عن ألمه من الإبعاد وقال: "لو أُمرنا أن نسجد لغير الله لسجدنا للمجاهدين في غزة" وأُبعد إلى مصر ضمن الدفعة الثانية، وقد يُنقل لاحقًا إلى تركيا.

عبد الله شرباتي

واعتقل منذ عام 2003، محكوم بـ23 مؤبدًا و35 عامًا إضافية، وأُفرج عنه ضمن الدفعة الثانية، وأُبعد إلى مصر مع احتمال نقله لاحقًا إلى تركيا، ووصف لحظة الإفراج بأنها "عودة إلى الحياة"، لكنه عبّر عن ألم الفراق عن الوطن.

حسام عابد

وأمضى 21 سنة و4 أشهر في السجن، وقال فور وصوله رفح: "فرحة ممزوجة بالتوتر وكل المشاعر المتضاربة في نفس اللحظة"، وأبدى تقديره لغزة وتضحياتها، وعبّر عن أمله في العودة يومًا ما.

ويجري ترتيب استقبال دفعات أخرى في دول مثل تركيا، باكستان، والجزائر، بينما رفضت تونس استقبال أي من الأسرى، ومعظم المبعدين هم من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، ويخضعون حاليًا لرعاية طبية في مستشفيات مصرية.

وبعض الأسماء التي طالبت بها حماس ولم تُدرج في قوائم الإفراج: مروان البرغوثي، أحمد سعدات، إبراهيم حامد، عباس السيد.

تصريح صحفي عن حركة حماس

وأصدرت حركة حماس تصريحا صحفيا في مناسبة إطلاق الأسرى:

نبارك لأسرانا الأحرار، ولذويهم الصابرين، ولجماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، إنجاز تحريرهم من سجون الاحتلال، الذي يُعدّ محطة وطنية مضيئة في مسيرة نضالنا المتواصل نحو الحرية والتحرير.

إنَّ طوفان الأحرار إنجاز وطني تاريخي، جسَّد وحدة شعبنا، وأكّد أنَّ مقاومته وتمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية هو السبيل لتحرير الأرض، وتحقيق العودة، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.

فرحة أهالي الأسرى المحرَّرين العارمة في غزّة العزّة وضفّة الإباء تملأ القلوب وتغمر البيوت والساحات، رغم الألم وقساوة الجراح، وهي تعبير عن قوّة وصلابة شعبنا التي لا تكسرها جرائم العدو.

لا يمكن لمجرم الحرب نتنياهو وعصابته المتطرّفة، ومن ورائهم أمثال بن غفير وسموتريتش، أن ينتزعوا فرحة شعبنا بإنجاز المقاومة في طوفان الأحرار، الذي عُمّد بالدماء والتضحيات، وحطّم غطرستهم وأفشل مخططاتهم.

إنّ فرحة اليوم بتحرير أسرانا الأبطال في طوفان الأحرار هي محطة مهمّة في مسارٍ متواصلٍ حتى إنجاز التحرير الشامل للأرض والمقدسات.

وقد كشف أسرانا المحرَّرون ما تعرّضوا له من أبشع صور التعذيب النفسي والجسدي على مدار عامين كاملين، في مشهد يجسّد أقسى صور السادية والفاشية في العصر الحديث.

إنّ هذه الجرائم الممنهجة بحقّ الأسرى تضع المؤسسات الحقوقية والإنسانية حول العالم أمام مسؤولياتها في التحرّك العاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وضمان حريتهم.

لقد تعاملت المقاومة مع أسرى العدو وفق قيمها الإسلامية والوطنية والحضارية، فحافظت على حياتهم رغم المخاطر، بينما يُمعن جيش الاحتلال المجرم يومياً في إذلال وتعذيب أسرانا الأبطال في سجونه.

لقد أبدعت مقاومتنا الباسلة في الوفاء بوعدها لأسرانا الأحرار؛ وعدٌ وعهدٌ ووفاءٌ لتضحياتهم وجهادهم، فتحرير الأسرى من سجون العدو كان وسيبقى في صميم أولوياتها الوطنية.

تبادل مع جثامين

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإثنين، 13 أكتوبر الجاري أنها ستسلم جثامين 4 أسرى إسرائيليين في إطار صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى.

وأوضحت الكتائب في بيانها، عصر الاثنين، أن الأسرى الذين سيتم تسليم جثامينهم هم: غاي إيلوز، يوسي شرابي، بيفين جوشي، دانيال بيريز.

ويأتي هذا الإعلان في إطار تنفيذ مراحل صفقة التبادل التي تشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال مقابل أسرى إسرائيليين وجثامين محتجزة لدى المقاومة في قطاع غزة.

ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس و"إسرائيل" حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 بتوقيت غرينتش).

وأفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صباح اليوم الاثنين، جميع الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء البالغ عددهم 20 أسيرًا، في إطار المرحلة الأولى والثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وجرت عملية التسليم على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى 7 أسرى في مدينة غزة في تمام الساعة الثامنة صباحًا، تلتها المرحلة الثانية التي ضمت 13 أسيرًا في مدينة خانيونس.

ونشرت كتائب القسَّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسماء 20 من الأسرى "الإسرائيليين" الذين سيتم إطلاق سراحهم في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" وتبادل الأسرى.

وقالت الحركة في بيان: "في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى قررنا الإفراج عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء".

ومن بين المفرج عنهم الأسير بار أبراهام كوبرشتاين، إضافة إلى الأسير أفيتار دافيد، ويوسف حاييم أوحانا، وكذلك سيغيف كالفون، وأفيناتان أور، وإلكانا بوحبوط، وماكسيم هيركين.

كما شملت القائمة كلاً من نمرود كوهين، ومتان تسنغاوكر، ودافيد كونيو، إلى جانب إيتان هورن، ومتان أنغريست، وإيتان مور، وغالي بيرمان، وزيف بيرمان.

ومن بين الأسماء أيضًا: عمري ميران، وألون أوهل، وغاي جلبوع-دلال، وروم براسلافسكي، إضافة إلى أريئيل كونيو.