سمحت سلطات الانقلاب باحتفالات #الهالوين بل كانت ضمن حفلات مرخصة ومسموح بها، ونُظمت من قبل شركات ترفيهية ومطاعم وفنادق معروفة، دون أي إشارات إلى منع رسمي أو مخالفة قانونية.
أقيمت فعاليات الهالوين في القاهرة والجونة والشيخ زايد، وشملت: حفلات تنكرية في أماكن مثل The Box One Ninety ونادي محمد علي الملكي.. غرف الهروب المرعبة في Trap'd Egypt .. عروض موسيقية وDJ في The Tap West وFrame Events .. مأكولات مزينة بطابع الهالوين في مطاعم مثل زاكوسكي
المواقع التي روجت لهذه الفعاليات مثل This is Cairo وScoop Empire وMasr Times أكدت أن الحفلات كانت مفتوحة للجمهور، وجرى الحجز عبر منصات رسمية.
وحفل الهالوين هو احتفال سنوي يُقام في ليلة 31 أكتوبر، ويمتد في مصر لأيام بعده، ويتضمن أنشطة مثل ارتداء الأزياء التنكرية المخيفة، ونحت اليقطين "القرعة الحمراء" وحكاية القصص المرعبة، تعود أصوله إلى احتفال قديم يسمى "سامهاين" ويعد حفلا شيطانيا، لمن يعتقدون أن الأموات ترجع للحياة الدنيا وتمارس أدوارا مخيفة قد تصل للقتل.
توسع الاحتفال بالمناسبة وصل إلى فعاليات فردية وبحسب @liixcvr قالت: "اغرب شي صار لي اليوم وحده من بنات الشعبه عزمتني على حفل الهالوين في بيتها 😃😃!!!!!".
https://x.com/liixcvr/status/1985800007199694912
واعتبر @EFFAT52 أن "صور من حفل الهالوين الذي نظمته جمعية ماسونية قبل يومين في أحد فنادق #القاهرة .. #مصر مكتوب علي جبينها في عهد السيسي كل ماهو مُنافٍ مباح عندي!" مقارنا بين ذل ومعاناة مصر من ".. منظومة تعليم متهالكه.. قطارات بتقتل البشر.. مستشفيات على شكل خرابات .. ناس تنام في المقابر.. شعب نصفه تحت خط الفقر.. وبلد عايشة على القروض".
https://x.com/EFFAT52/status/1985042709544054815
وحذر أكاديمي مصري على قناة (ام بي سي -مصر) من احتفالات الهالوين وقال الدكتور محمد محمود حموده من أنها "قد تؤثر سلبًا على نفسية وهوية الأطفال، خاصة إذا تم التعامل معها دون وعي ثقافي أو تربوي، مؤكدًا أن بعض الرموز المرعبة والمظاهر التنكرية قد تزرع الخوف أو التشوش في وجدان الطفل.".
وأشار إلى أن الرموز المرعبة والأزياء التي تتضمن دماء، وجماجم، أو وجوها مشوهة قد تؤثر نفسيًا وتُحدث اضطرابات في النوم أو كوابيس لدى الأطفال، خاصة في الأعمار الصغيرة.
وحذر من تشوش الهوية الثقافية وقال إن الاحتفال بمناسبات لا تنتمي للثقافة العربية أو الإسلامية دون توضيح خلفيتها قد يؤدي إلى خلل في الانتماء والهوية.
وحذّر من أن الأطفال قد يقلدون مظاهر العنف أو الرعب دون إدراك، مما يؤثر على سلوكهم في المدرسة أو البيت.
وشدد على أهمية أن تقوم الأسرة والمدرسة بـشرح خلفية هذه المناسبات، وتوجيه الطفل نحو فهم رمزي معتدل، دون الانغماس في مظاهر قد تكون مضرة نفسيًا.
ونظمت شركات ترفيهية مصرية تعمل وفق تراخيص سياحية وتجارية، مثل Quality Venture وFrame Events. الحفلات ولم تُسجل أي تدخلات أمنية أو إيقاف للحفلات، مما يؤكد أنها كانت ضمن الأنشطة الترفيهية المسموح بها.
وبعض الانتقادات ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الأزياء المرعبة أو الطقوس الغريبة، واعتبرها البعض تغريبًا ثقافيًا.
وتطور الهالوين في مصر منذ بدأت الاحتفالات بشكل محدود في المدارس الدولية، حيث كان الهدف تعليميًا وثقافيًا، لتعريف الطلاب بالعادات الغربية وقالت دراسة ميدانية أجرتها جامعة عين شمس عام 2023 إن بعض المدارس تحتفل به بهدف تعزيز التعدد الثقافي، بينما تحفظت أخرى على الطابع المرعب والرمزي للاحتفال.
ومنذ عام 2022، بدأت المطاعم والفنادق في القاهرة والجيزة والجونة تنظيم حفلات تنكرية للهالوين، في عام 2025، شهدت الاحتفالات طفرة، بعد تنظيم شركات فعاليات ضخمة شملت؛ غرف الهروب المرعبة وعروض DJ وموسيقى مايكل جاكسون ومسابقات أزياء تنكرية ومأكولات بطابع الهالوين مثل "البيتزا الدموية" و"كوكتيل الأشباح".
وخلال العامين الأخيرين انتشرت صور وفيديوهات الاحتفالات على منصات مثل TikTok وInstagram، مما ساهم في تطبيع الهالوين كجزء من الثقافة الشبابية وبعض الشباب استخدم الهالوين للتعبير عن قضايا اجتماعية أو سياسية من خلال الأزياء الرمزية.
وركز بعض المنظمين إلى تخفيف الطابع المرعب والتركيز على الجانب الترفيهي ليتحول من مناسبة تعليمية إلى مهرجان جماهيري، يعكس تغيرًا في الذوق العام وتزايد الانفتاح على الثقافة العالمية، رغم استمرار الجدل حول رمزيته ومصدره.
ونشرت ميادة @hasrimaydia صورا من حفل «الهالوين» الذي نظمته جمعية ماسونية قبل يومين في أحد فنادق القاهرة. وعن قبح الصور علقت "لا تتعجلوا… فانتقام السماء قادم، ولن يتأخر.".
https://x.com/hasrimaydia/status/1984782951968543187
وأضاف مصطفى عبد اللطيف (صانع الأحلام) @mostafalateef "اعلان عن احدى حفلات الهالوين في فندق مزيج بلد ، ربنا يستر في حفل عيد الحب بقى ".
https://x.com/mostafalateef/status/1985713832442913194
ومصطلح "الماسونية" يُستخدم أحيانًا في الخطاب الشعبي للإشارة إلى فعاليات غامضة أو مثيرة للجدل، لكن لا دليل موثق على وجود تنظيم ماسوني لهذه الحفلات.
والهالوين في الأصل هو عيد ذو جذور وثنية ثم مسيحية، مرتبط بموسم الحصاد وأرواح الموتى.
ورموزه الأساسية تشمل: القرع (اليقطين): رمز للحماية من الأرواح الشريرة. الأقنعة والأزياء التنكرية: تعبير عن التحول والخوف واللعب مع المجهول. الظلام والموت: يمثل الجانب الغامض من الحياة، ويُستخدم كأداة للتسلية والتأمل.
والهالوين في السياق العربي يعكس صراعًا بين الترفيه والهوية، وبين الانفتاح على العالم والتمسك بالخصوصية الثقافية. وبعض الشباب العربي يرى فيه مساحة للتمرد المرح، بينما يراه آخرون غزوًا ثقافيًا يجب مقاومته.
ويُتهم المشروع الإبراهيمي بأنه يسعى إلى هندسة الوعي الديني، وهو ما يتماشى مع ما يُنسب للماسونية من رغبة في إعادة تشكيل القيم والمعايير عبر الإعلام والتعليم والثقافة.

