تداولت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي ولجان إلكترونية شائعات عن وفاة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، د. محمد بديع، داخل محبسه. ورغم أن وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب نفت هذه المزاعم أكثر من مرة وأكدت أنه يتمتع بصحة جيدة، فإن شخصيات إعلامية محسوبة على الانقلاب، مثل مصطفى بكري، أعادت الترويج لها مؤخرًا، ما أثار جدلًا واسعًا وصمتًا رسميًا قد يفتح الباب أمام مزيد من اللغط والغضب.
ويرى مراقبون أن هذه الشائعات ليست جديدة، إذ تكررت على مدار السنوات الماضية مع نفي رسمي متكرر، بينما لم يصدر أي إعلان واضح أو موثق عن وفاته. ويُعرف مصطفى بكري بمواقفه المثيرة للجدل سواء تجاه الإخوان أو حتى داخل الوسط الصحفي، لكن تصريحاته الأخيرة لم تثبت رسميًا، وظلت جزءًا من موجة شائعات سرعان ما تم تكذيبها.
تطورات قضائية مستمرة
ما يزال د. محمد بديع يواجه أحكامًا مشددة بالسجن والإعدام في قضايا مرتبطة بأحداث ما بعد انقلاب 2013. فقد أصدرت محاكم استثنائية أحكامًا بالإعدام عليه وعلى قيادات أخرى في قضايا مثل "أحداث المنصة" و"أحداث بورسعيد"، إلى جانب أحكام بالسجن المؤبد في قضايا أخرى.
وفي جلسة محاكمة بقضية "التخابر مع تركيا"، صرّح بديع من داخل محبسه بأنه لا يزال المرشد العام للجماعة، وأنه سيبقى في موقعه حتى وفاته أو عزله من داخل التنظيم نفسه.
منذ اعتقاله في أغسطس 2013 عقب فض اعتصام رابعة، وُجهت له ولعدد من قيادات الجماعة عشرات القضايا، تراوحت بين التحريض على العنف والتخابر، وأصدرت المحاكم أحكامًا متفاوتة، بعضها نُقض وأعيدت المحاكمة فيها.
وضعه التنظيمي
يبلغ د. بديع من العمر 82 عامًا، وما زال يقضي عقوبات بالسجن داخل مصر. وتعتبره جماعة الإخوان المسلمين مرشدًا عامًا حتى الآن، رغم وجود قيادات أخرى تولت مهام تنظيمية بعد اعتقاله، حيث انتقلت مسؤولية القائم بالأعمال من د. إبراهيم منير (رحمه الله) إلى د. محمود حسين.
المشكلة الأساسية التي يواجهها بديع هي استمرار الأحكام القضائية القاسية بحقه، ما بين الإعدام والمؤبد، في قضايا مرتبطة بأحداث ما بعد 2013، مع تأكيده من داخل السجن أنه لا يزال المرشد العام للجماعة.
تفنيد الشائعات
منصة "صحيح مصر" (@SaheehMasr) فنّدت ادعاءً أطلقه مصطفى بكري، إذ قال: "جماعة الإخوان المسلمين تعُج بالانشقاقات منذ وفاة المرشد محمد بديع". وأوضحت المنصة أن هذا التصريح غير دقيق، حيث لم تعلن وزارة الداخلية وفاة بديع، ولا الجماعة نفسها، وهو لا يزال على قيد الحياة داخل السجون.
وأشارت المنصة إلى أن آخر ظهور علني لبديع كان في يوليو الماضي، فيما تواصل أجهزة الانقلاب الترويج لتقارير عن خلافات بين الداخل والخارج.
دعوته للسلمية
من أبرز مواقفه، ما قاله في مؤتمر رابعة العدوية: "ثورتنا سلمية وستبقى سلمية.. سلميتنا أقوى من الرصاص". كلمات صدح بها أمام مئات الآلاف في صيف 2013، لتصبح شعارًا لمرحلة مفصلية في تاريخ مصر. لكن المفارقة القاسية أن الرجل الذي دعا للسلمية سُجن بتهمة "الإرهاب"، بينما استُقبل آخرون كانوا يُتهمون بالإرهاب كقادة يشاركون في صناعة السياسة الدولية.
