صفقة القرن في الذكرى 69 على النكبة الفلسطينية

- ‎فيعربي ودولي

كتب محمد مصباح:

يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم الاثنين، ذكرى "النكبة"، التي فقد فيها الفلسطينيون أرضهم وحقهم فيها رغما عنهم، إثر مؤامرة دولية.

وشكلت نكبة فلسطين محطة سوداء في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني، فمن ناحية تم طردهم من وطنهم وأرضهم وجردوا من أملاكهم وبيوتهم، ومن جهة ثانية شردوا في بقاع الأرض لمواجهة كافة أصناف المعاناة.

وأكد تقرير صادر عن الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء بمناسبة ذكرى النكبة: أن نكبة عام 1948 تمثلت باحتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتدمير 531 تجمعا سكانيا وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين.

69 عاما مضت وحكومة الاحتلال لا تزال تصر على إنكار حقوق، وتمتنع عن تنفيذ القرارات الدولية، والقرار 194 الذي يدعو إلى تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وحق العودة لهم لأراضيهم، التي هجروا منها عام 48.

ووفقًا لما يؤكده العديد من المؤرخين والباحثين فإن عملية التهجير القسري للفلسطينيين تمت "بشكل مبرمج ومخطط، بهدف تطهير فلسطين من سكانها العرب"، فيما واكبت تلك العملية حملات مكثفة من الإرهاب والمجازر والتي شكلت إحدى الأسباب الرئيسية لترك عرب فلسطين لقراهم ومدنهم.

صفقة القرن
وإزاء هذا الوضع المزري، يرى خبراء عدة سبل لدعم القضية.. حيث قال محمد سيف الدولة الباحث في الصراع العربي-الإسرائيلي إن الباب الوحيد لدعم المقاومة في فلسطين هو إسقاط اتفاقية كامب ديفيد التي تعد المصدر الرئيسي للتشريع المصري، وأضاف، أن بنود اتفاقية كامب ديفيد تمنع أي اتفاق آخر يتضامن مع الشعب الفلسطيني وجردت سيناء من قواتها العسكرية.

وأوضح سيف الدولة -خلال ندوة "لجنة الدفاع عن المظلومين السبت الماضي- أن صفقة القرن التي تحدث ترامب ليس هدفها حل القضية الفلسطينية وإنما دمج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية من خلال تكوين منظمة الخليج والبحر الأحمر، والتي سيكون دور "إسرائيل" فيها كمراقب-مواجهة إيران والإسلام الحركي.

ويرى سيف الدولة، أن دمج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية سيتبعه إجراءات عدة أبرزها تصفية المقاومة ونزع السلاح الفلسطيني وإنشاء مزيد من المستوطنات، وقال إننا نعيش العصر الذهبي للعلاقات المصرية-الإسرائيلية، في الوقت الذي يواجه فيه المعارضون قيودا لا مثيل لها من قبل.

وأشار إلى أن مصر قبلت في عهد السيسي بإقامة منطقة عازلة خالية من السكان في سيناء وهو الأمر الذي رفضته المؤسسات العسكرية والأمنية في عهد مبارك، لأن مبارك كان يستمد شرعيته من أمريكا، لذلك كان يسمح بهامش للقوى السياسية للاشتباك مع الكيان الصهيوني، أما السيسي فيستمد شرعيته من "إسرائيل" لذلك لا يسمح بأي انتقاد لها.