لماذا يتكتّم العسكر على محادثات «عطبرة» حول كارثة سد النهضة؟

- ‎فيتقارير

كتب: يونس حمزاوي
رغم أن خبراء الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيويبا، أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بمفاوضات سد النهضة الإثيوبى، اختتموا فعاليات اجتماعهم الخامس عشر، اليوم الإثنين، بمدينة عطبرة السودانية، والتى استمرت خمسة أيام متتالية، إلا أن الدول الثلاث تعمّدت التكتم الشديد على نتائج الاجتماعات.

الاجتماعات تم تخصيصها لاستكمال مناقشة النقاط الخلافية في التقرير الاستهلالي للمكتب الاستشاري الفرنسي المعني بتنفيذ الدراسات الفنية، بعد توقف دام 4 أشهر.

وأوضحت مصادر أن الخبراء المشاركين ناقشوا الجوانب الفنية للدراسات المطلوبة لوضع أسس استرشادية لقواعد الملء والتخزين، والتى تضمن عدم التأثير الضار على معدلات تدفق المياه فى مجرى النيل الأزرق، فضلا عن عدم إلحاق الضرر بالسدود المقامة على مجرى النهر أو نظم تشغيلها.

ولم تصدر من جانب حكومة الانقلاب، على وجه الخصوص، تصريحات رسمية عن الاجتماع يمكن أن تظهر وجود نقاط مضيئة تضع حدا لخلافات الدول الثلاث بشأن الدراسات الفنية وتأثيرات سد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان)، وآلية وموعد تخزين المياه بالسد.

وجاء اجتماع عطبرة عقب انتهاء مدة الـ11 شهرا المقررة لعمل دراسات سد النهضة، دون ظهور نتائج إيجابية.

وقال نادر نور الدين، الخبير المصري في الموارد المائية، إن اجتماع عطبرة دعت إليه مصر للوقوف على أسباب تأخر المكتبين الاستشاريين الفرنسيين في تقديم التقارير الفنية المتعلقة بالسد؛ لأنه كان من المفترض أن يكون جاهزًا الشهر الماضي، ولم يحدث ذلك.

رفض الوساطة الألمانية

ويشير متابعون للملف إلى أن حكومة الانقلاب بدأت في الاستعانة بدول عربية صديقة، لديها صلات قوية واستثمارات كبيرة في أديس أبابا؛ من أجل الضغط على إثيوبيا لـ"تليين موقفها".

ورفضت القاهرة بشكل غير معلن وساطة عرضتها ألمانيا، عبر وزير خارجيتها زيغمار غابرييل قبل أسابيع، وبررت مصادر هذا الرفض بأن "الحكومة لا تريد لطرف دولي أن يتدخل في المفاوضات؛ لعدم الثقة الكاملة في توجهاته".

أسباب التكتم

وبحسب مراقبين، فإن السبب وراء هذا التكتم الشديد هو الفشل المتواصل في المفاوضات، الأمر الذي يضع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وحكومته في ورطة كبيرة.

وكشفت مصادر حكومية ذات صلة بالملف، عن أن السيسي بات على يقين بفشل المسار الفني للمفاوضات في وضع حد لهذه الخلافات، وأن النظام يتجه إلى التدخل سياسيا عبر مؤسسة رئاسة الانقلاب أو وزارة الخارجية، في محاولة لتحسين موقف القاهرة المزري.

وبدأت إثيوبيا تركيب توربينات توليد الكهرباء استعدادا لملء السد، بالتزامن مع الفيضانات المقبلة في شهر يونيو، وتريد أن يكون الملء على 3 سنوات، في حين تصر مصر على أن تكون المدة من 6 إلى 10 سنوات.

وبدأت سلسلة اجتماعات بين الدول الثلاث، منذ مارس 2011، وصبت في صالح إثيوبيا، كان أهمها توقيع رئيس الانقلاب على اتفاق المبادئ بالخرطوم، منتصف مارس 2015م، والذي منح مشروعية لنباء السد.

وتدرك أديس أبابا أنه كلما تأخر البت في الدراسات الفنية والاتفاق حول آلية ملء سد النهضة، دفعها ذلك إلى المضي قدمًا في تحقيق مرادها وفرض الأمر الواقع، الأمر الذي وضع السيسي وحكومته في ورطة كبيرة أمام جموع الشعب المصري.