الانقلاب يواصل حربه على “ألتراس أهلاوي” بحملة اعتقالات

- ‎فيأخبار

 كتب: إسلام محمد
عادت العلاقة بين "ألتراس أهلاوي" وميليشيات الانقلاب إلى النقطة صفر، بعد أن اعتقلت داخلية الانقلاب عددا من قيادات المجموعة الشبابية الأكبر في مصر، وعرضهم على النيابة، اليوم الإثنين، فيما كانوا يجهزون لإحياء ذكرى مذبحة استاد بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي.

ورغم أن العلاقة بين الطرفين متوترة منذ "بورسعيد"، إلا أن الأمور كانت هادئة منذ فترة، واكتفى الألتراس بالمتابعة الصامتة دون تجمعات كبيرة، مقابل الهدوء الذي التزمته الداخلية نحوهم، إلا أن ذكرى مجزرة بورسعيد أحيث العنف الأمني نحو المجموعة الأكثر تنظيما بين جمهور كرة القدم في مصر.

الأزمة الجديدة نشأت عندما قرر "الألتراس" تجميع جمهور الأهلي، يوم الأربعاء المقبل في الثالثة عصرا، داخل ملعب التتش بمقر النادي الأهلي بالجزيرة؛ لتأبين ذكرى الشهداء، ما دفع قوات الأمن إلى اقتحام منازل عدد كبير من ناشطي ألتراس أهلاوي بعدد كبير من الجنود قاموا بترويع الشباب وأسرهم، واقتيادهم في سيارات الشرطة، حتى تم عرضهم على النيابة، اليوم الإثنين.

أعضاء جروب "الألتراس" على "فيس بوك" أكدوا، في البيان الذي أصدروه، أنهم تعرضوا مع أعضاء سابقين لتهديدات صريحة بعدم الوجود في محيط النادي يوم الذكرى، وأن من سيخالف ذلك سيلقى مصير شهداء الأهلى ببورسعيد، مؤكدين أنه ليس من حق أي جهة أن تتخذ قرارا أو تهدد بمنع أو نقل اليوم، معتبرين أنها ليست مباراة مقامة دون جمهور، "في إشارة إلى منع حضور الجماهير للمباريات"، وليست مظاهرة يتم التصريح بها أو تغيير مكانها، "في إشارة إلى قانون التظاهر"، ولكنه يوم ثابت ومعروف لدى الجميع، يقام بالمكان الذي مات من أجله 72 شهيدا.

وأضافت المجموعة "أقل وأبسط شىء يستطيع الجمهور وأهل وأصدقاء الشهداء تقديمه لهم في مكان النصب التذكاري المخصص لهم حتى عودة حقهم"، موضحين أنه بعد خمسة أعوام من المذبحة لم يتم القصاص من القتلة ولا من المشاركين.

وأكدوا أن "الألتراس هو جزء صغير يمثل أعظم جمهور، وأن قرارات المجموعة لا يتم اتخاذها بشكل فردي ولا عن طريق أشخاص بعينهم، وأن إحياء ذكرى الشهداء لا يتوقف على شخص ولا يحتاج إلى قرار من داخل المجموعة؛ لأنه ليس قرارا شخصيا، بل مجموعة كاملة من أصدقاء وأهالي الشهداء".

ومن جانبه، أوضح المحامي مختار منير أن أحراز أعضاء الألتراس الذين تم التحقيق معهم أمام نيابة غرب القاهرة بعد اعتقالهم من منازلهم، فجر أمس، بناء على إذن ضبط وإحضار صادر من نيابة أمن الدولة العليا، هي تيشيرتات لاعبي الأهلي و"طبلة " و"استيكرات" عليها 74، وهو رقم عدد شهداء الأولتراس.

وأوضح- في تصريحات صحفية- أنه لم يستدل حتى الآن على عددهم ولا سبب اعتقالهم، ويعتقد أن هذا الاعتقال مرتبط بذكرى مذبحة بورسعيد؛ لإفساد إحيائهم لذكرى المذبحة داخل النادي الأهلي بالجزيرة.

وعلى صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أشار أعضاء الرابطة إلى أن "الأحراز" التي ضبطت معهم تتمثل في مجموعة من الشماريخ والمطبوعات، التي تحمل شعار "أهلاوي" وطبلة.

وتأسس "ألتراس أهلاوي" عام 2007، تحديدًا في شهر أبريل، على يد مجموعة من مُشجعيه الذين قرروا الاقتداء بمجموعات المشجعين في الخارج، وذلك عقب تأسيس "وايت نايتس" لمشجعي نادي الزمالك بشهر واحد، وذلك رغم الرفض الأمني لوجودهم في المباريات، إلا أن إصرارهم وتزايد عددهم كانا كفيلين بتحديهم للضغوط الأمنية والاستمرار في المدرجات.

وكتبت ثورة يناير شهادة ميلاد جديدة للألتراس، حيث كانت مشاركتهم على نطاق واسع في أحداث الثورة والتصدي للبلطجية مع باقي شباب الميادين، كما شارك أعضاء الرابطة في معظم الفعاليات الثورية التي انطلقت بعد الثورة، وهو ما تسبب في إعلان قوات الأمن العداء لهؤلاء الشباب.

وكانت مباراة المقاولون العرب والأهلي علامة فارقة؛ حيث رفع أعضاء الألتراس لافتات "يسقط حكم العسكر"، ورددوا هتافات منها "اكتب على حيطة الزنزانة.. قتل الثوار عار وخيانة"، "آه يا شرطة عسكرية.. انتوا كلاب زى الداخلية".

وجمعت المباراة التالية للأهلي مع المصري، والتي شهدت فور انتهائها مجزرة غير مسبوقة في الملاعب المصرية، راح ضحيتها 72 من شباب الألتراس ومشجعي النادي، وهو ما تسبب في ثورة للألتراس لم تهدأ حتى الآن، رغم الحكم على 21 من منفذي المذبحة بالإعدام، فيما تم الحكم بالمؤبد و15 سنة و10 سنين وسنة لبعض المتهمين وبراءة الباقين.