في ذكرى “ثورة يناير”.. السيسي يؤكد عداءه ويضخم “الأشرار” ليواري خياتنه

- ‎فيغير مصنف

منذ انقلاب 3 يوليو يصر السفيه عبدالفتاح السيسي ومنظرو إنقلابه المشؤون على تريديد نغمة أن “30 يونيو” هي برأيهم “ثورة” كثورة 25 يناير قامت لمطالب محددة غير أن شبكة ” BBC Arabic” فهمت قول السيسي: “ما حدث في مصر قبل سبع سنوات لن يتكرر..” أنه “إشارة على ما يبدو إلى ثورة 25 يناير 2011” بحسب الشبكة.

كما فهم ذلك أيضا الرافضون للإنقلاب فهم أحمد بحيري الذي كتب على “تويتر”: “السيسي النهاردة بيقول للجيش انه مش هايسمح حد يعمله خميرة ثورة في البلد و يستخدمها مخلب قط ضده زي ماهو عمل في ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو..”، وعلق ساخرا “اللي عملنا في الناس مش هايتعمل فينا”.

وعيد السيسي في خطابه من بورسعيد في افتتاح حقل ظهر كان أيضا ضد أي تغيير فقال “أنا لا مؤاخذة شايف كلام كده، احذروا، والله أي تغيير تمنه حياتي أنا وحياة الجيش، محدش يفكر يجماعة يدخلنا معانا في الموضوع دا، أنا مش سياسي بتاع الكلام؟ وأي حد يفكر يقرب منها، هطلب من الناس يدوني تفويض لمواجهة الأشرار.. أي أشرار”. وكانت خلاصة الوعيد كما يقول أحمد البقري “يانحكمكم يانقتلكم”.

التوتر والقلق

بعض المراقبين راوا في خطاب السيسي توترا وقلقا من قادم آت وعليه قال السيسي للمصريين: “هطلب منكم تفويض تاني لمواجهة الأشرار”، ومن بين من رأوه كذلك الإعلامي أسامة جاويش فقال: “‏السيسي ظهر في حقل ظهر خائف متوتر عصبي يهدد يتوعد ينتظر الاغتيال” مضيفا أن “هذا المجنون إما أنه سيقتل في وقت قريب وإما أنه سيحكم لسنوات فوق جثث الجميع.. وأضاف في تعليق آخر “خطاب السيسي اليوم هو استنساخ لخطاب السادات الأخير في سبتمبر ١٩٨١..الرسالة هي انا يا قاتل يا مقتول”.

هرتلة معتادة

غير أن خطاب السيسي لم يخل بحسب المراقبين من عبارات الهرتلة المعتادة في خطاباته وهي العبارات التي دائما ما يبحث فيها ناشطو الفيسبوك وتويتر عن معاني ويصطدمون بانها بلا معنى ومنها عبارات “الدنيا بتعيش لأن ورا منها بلد بتعيش”، وقسمه المتكرر “قسمًا بالله بقالي 50 سنة بتعلم يعني إيه دولة”، كذلك قوله: “إللى عايز يخرب مصر لازم يخلص منى أنا الأول لأنى مش هسمح بكده”.

غير أنه في خضم هرتلته قصد بقايا حفريات السياسيين الذي خرجوا معه في 30 يونيو فخاطبهم: “أنا مش سياسى بتاع كلام.. والبلد ما بتتبنيش بالكلام”، فرد عليه مدحت الزاهد أن خطابه تعبوي لا يصلح لهذا الزمان لاسيما بعد طلبه تجديد التفويض لمواجهة “أشرار..كل الأشرار”، مضيفا أن “الاستقرار سبب النجاح ومحدش يأخذكم فى سكة ويضيع بلدكم”، ولكنه تجاهل أيضا نقل قوة وزارة الداخلية على طريق مصر الإسماعيلية –بورسعيد الصحراوي من أجل تأمين استقراره و”الوزراء” في “حكومته” المنهارة التي تعتمد على الديون الداخلية والخارجية وبيع أصول البلد لتحقيق استقرارها المزعوم.

ولأن شركة إيني الإيطالية هي شريك “حكومته” في حقل ظهر الذي لن تستفد منه البلاد قبل 5 سنوات على الأقل، فجاملهم بتصريح لإيطاليا: “لن نترك قضية ريجينى إلا بالوصول للجناة”، متجاهلا قراءة المدعي العام الإيطالي للمشكلة.

تضخيم العدو

ويعتمد السيسي في خطاباته التعبوية والتي تستخدم مفردات التغيير وتضخيم الداخل ليواري خيباته المتعددة وآخرها فشله الدبلوماسي والتفاوضي فيما يتعلق بنهر النيل، حيث كان جدول الاجتماع الثلاثي بين السيسي ورئيس أثيوبيا وعضو الاتحاد الأفريقي، المفروض يناقش مدة ملء خزان سد النهضة، أثيوبيا صممت على 5 سنوات، ومصر بتقول 10 سنوات.. نتيجة الاجتماع: مصر توافق على ملء خزان السد في 3 سنوات!

أو من خلال تقنينه للإفلاس وبيع الأراض للأجانب وتخصيص آلاف الأفدنة والمساحات المنتقاة للجيش والإنتاج الحربي ومؤسسات الجيش الصناعية.

وهو مطمئن إلى القوة التي يتبناها لن تمكن المواطنين من التعبير عن آرائهم من خلال قنوات التعبير الشرعى الديمقراطى للتغير بعيداً عن القنوات الرسمية، لاس يعنيه أن صوتهم مسموع أم غير مسموع، ولا يعنيه الصوت الواحد في الإعلام الرسمي أو الخاص المتوافق مع الإعلام الرسمي.

انتشار أمني

ومنذ محطة تحصيل الرسوم الأولى على طريق (مصر- الإسماعيلة) تنتشر أفراد الشرطة والشرطة العسكرية، وكانت محافظة بورسعيد، قد أجرت استعداداتها منذ عدة أيام، لزيارة الانقلابي عبد الفتاح السيسى، ورفعت مديرياتها الخدمية، والأمنية، درجة الاستعداد القصوى، تزامنًا مع افتتاح حقل “ظهر” الموجود غرب بورسعيد، وتحديدًا قبالة قرية الديبة.

وذلك مع العلم بوصول عبد الفتاح السيسى اليوم الأربعاء، للمحطة الأرضية لحقل ظهر بشركة بترول بلاعيم، حيث من المقرر أن يشهد الإيذان ببدء الإنتاج المبكر للحقل من الغاز الطبيعى.

ويعد حقل “ظهر” للغاز المكتشف فى البحر الأبيض المتوسط عام 2015، الأكبر فى مصر، وتديره شركة “إينى” الإيطالية.