الجيش يساند “البشير” وينتشر في الخرطوم.. و”الإخوان” تقف مع الشعب

- ‎فيعربي ودولي

تنتشر الآن في شوارع الخرطوم ومناطق متفرقة من السودان، معدات عسكرية ثقيلة ودبابات وقوات نظامية ضخمة من المجندين في مناطق متفرقة، وقناصة يعتلون المباني المحيطة بالقصر الرئاسي، بالتزامن مع بيان رسمي من الجيش السوداني يؤكد فيه التفافه حول قائده رئيس البلاد عمر البشير.

ويواجه الجيش طوفان الغضب السوداني الممتد لليوم الخامس على التوالي مع سقوط الشهيد الـ23 من الصدور العارية والحناجر الظامئة التي تهتف بإسقاط النظام، يساندهم سودانيون آخرون على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاجات #مدن_السودان_تنتفض و#السودان_تنتفض وغيرها.

وامتدت المظاهرات إلى مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان، رغم قرار إغلاق المدارس والمؤسسات التربوية بكافة مستوياتها.

وقال شهود عيان، إن المحتجين تحركوا صوب (ميدان المولد) وسط المدينة وبعض الميادين الأخرى، وقاموا بحرق إطارات السيارات في عدد من شوارع المدينة، مشيرين إلى أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

تيارات متعددة

وفي وسط هذه الاحتجاجات، تداخل الجميع من كافة التيارات الموجودة في السودان والأحزاب والأفراد المحسوبين على تيار الصادق المهدي، بل والحركات “التقدمية” الاشتراكية والشيوعية من السودان كحزب البعث وتجمع القوى الوطنية، غير أن الإخوان- برأي مراقبين- ينالون نصيبا من السهام التي تصيب هدفها وأحيانا لا تصيب، فتُسبب قناعات غير صحيحة في أغلب الإحيان، فالإخوان الذين وقفوا مع ثورة الشعب دون عنف أو إحراق ما يزال البعض يحسبهم على النظام العسكري القائم منذ 30 عاما، وأن البشير نفسه “إخواني” ببدلة عسكرية!.

ويرى المواطن السعودي إبراهيم بن حسين أن “قطر والإخوانجية خلف ما يحدث في السودان”. يوافقه صاحب قناة المستقلة محمد الهاشمي الحامدي فيقول: “الحاكم العربي الوحيد الذي لم ينتظر مآل المظاهرات في #السودان ليعرض استعداده للمساعدة هو حاكم #قطر. لماذا يصمت الآخرون؟ أم أنهم ينتظرون سقوط النظام أولا؟ أم أنهم يعملون بالخفاء لإسقاطه؟”.

غير أن النسبة الأكبر من المهاجمين يرون أن قطر والجزيرة المحسوبة برأيهم على الإخوان تحافظ على النظام القائم، فيقول “نابغ”: “شكراً لإخواننا في #السودان فثورتهم المباركة أثبتت ما كنّا نقوله عن الجزيرة وقطر”.

رأي الإخوان الذي أعلنه المراقب العام للإخوان المسلمين في السودان الشيخ على جاويش- توفي اليوم- بتأييد الاحتجاجات الشعبية ضد الغلاء والفساد، ومطالبته السلطات الاستجابة للمطالب، وتحذيره من انزلاقها للفوضى والتخريب‏”، توافق معه أعضاء بمجمع الفقه الإسلامي في السودان عندما حذر رجال الأمن من سفك الدماء، ويطالب المسئولين بالرحيل لو ثبت فشلهم.

فريق ثالث يرى أن الثورة في دماء السودانيين، ولا يحتاجون في سبيل ذلك إلى الإخوان أو غيرهم في سبيل الانتفاض، فالأكاديمي الموريتاني المقيم بقطر محمد المختار الشنقيطي كتب على “تويتر”: “السودان.. بلد الثورات الشعبية ذات الجَمال المتجدد:١٩٦٤ ضد عبود، ١٩٨٥ ضد النميري، ٢٠١٨ ضد البشير #مدن__السودان_تنتفض”.

أما الكاتب نبيه عبد المنعم فكتب “لو كان في البشير خير لما ظل في الحكم ثلاثين عاما.. ولما كان آخر هذه الثلاثين أكثر فقرا من أولها.. فثلاثون عاما كافية جدا للحاكم الصالح أن يصلح بلاده، وللبلد المتعثر أن ينهض، وللمتأخر أن يتقدم، وللضعيف أن يقوى.. أزيحوه ليعلم كل من ينسى نفسه على كرسي الحكم أن نهايته آتية لا محالة، وأن آخر أيامه أسود أيامه.. ولقد أثبتت الأيام أنه لا يوجد عسكري صالح للحكم، وأن العسكري الوحيد الجيد هو العسكري الذي يعيش في ثكنات العسكر ولا يفارقها إلا للجلوس متقاعدا فى بيته لا يفارقه.. فاحرصوا على أن لا يأتى عسكرى آخر ولو كان يبكى فى صلاة الظهر والعصر، ولو أدى التحية للشعب واحدا واحدا. وإلا فقد وقعتم فى الفخ”.

المدن تنتفض

والتقى فريق الهلال السوداني أحد قطبي الكرة في السودان، اليوم، فريق الإفريقي التونسي، وشبه ألتراس الهلال السوداني عمر البشير بهتلر بعد وقوع هذه الأعداد من القتلى.

وحفلت مواقع التواصل بتعليقات تناهض استبدادية “البشير”، فقال أحمد علي: “ألم يقولوا إن الرجل كلمة؟!.. ألم يقولوا إن الإنسان يُمسك من لسانه؟!.. فأين أنت من كلمتك أيها الجبان؟.. ألم تقل لو خرجوا يطالبون برحيلك لخرجت لهم؟.. فكن رجلا قدر كلمتك يا رئيس السودان”.