أصحاب ورش الأحذية: بيوتنا اتخربت وبنموت بالبطيء بعد رفع أسعار الجلود

- ‎فيأخبار

  رانيا قناوي
كشف تقرير صحفي ما يواجهه أصحاب ورش ومصانع الأحذية، سواء من الجلد الطبيعى أو الصناعى، والمصير المجهول لهذه الصناعة، في ظل اختفاء الأيدي العاملة واتجاهها لقيادة التوك توك، وارتفاع أسعار المواد الخام، فضلا عن قلة الأجور.

ونقل التقرير المنشور على صحيفة "الوطن"، اليوم الخميس، عن أصحاب الورش والمصانع، بأن هناك 5 أسباب جوهرية ساعدت على تعميق أزمة صناعة الأحذية فى مصر، تتمثل فى غياب الصنايعية والأيدى العاملة بشكل ملحوظ، واكتفاء الورش بأصحابها فقط، وانصراف الصبية والشباب عن تعلم المهنة، وتصدير الجلد الطبيعى فى مراحله الأولية بدلا من الاستفادة منه فى السوق المحلية، بخلاف المشاكل المادية التى يُعانى منها العاملون فى هذه الصناعة بسبب الركود وارتفاع أسعار مستلزمات الصناعة بشكل كبير.

وفي حى باب الشعرية قال عرابى محمد، 68 عاما: «فى يوم من الأيام الورشة دى كانت مليانة صنايعية إنما دلوقتى بقيت قاعد بطولى، ومبقتش عارف أجيب صنايعى واحد، لأنى مش هلاقى فلوس عشان أديله، وهو على الأقل عايز 20 جنيها أقل حاجة عشان المصروف كل يوم، لكن أنا عن نفسى بقول أوفر الـ20 جنيها وأصرفهم على البيت، لأن هو كمان مش هتكفى معاه العشرين جنيه دول وهيحتاج أكتر، وأنا عايز أشغله بس التاجر مش مشغلنى».

وأضاف أن العمارة يوجد بها أكثر من 60 ورشة، لا يختلفون عن وضعه كثيرا، وأن أى شخص يصل إلى سنه يحتاج إلى الراحة، لكن «الراحة دى هتيجى منين وأنا ورايا التزامات للبيت والإيجار والكهرباء، شوفوا أقل إيصال كهرباء كام دلوقتى، ووسط الغلاء ده كله هجيب صنايعى منين، ده كان زمان تلاقى العيال الصغيرة اللى جاية تتعلم مالية الورش وكانوا كتير، لكن النهارده متلاقيش خالص».

وتابع: «السنوات الست الماضية كانت بداية النهاية لصناعة الأحذية، حاسس إنى خلاص ممكن أبيع الورشة فى أى وقت أو أقفل خالص، لأنى ساعتها مش هبقى قادر أستمر مع الأسعار دى، إحنا بنموت بالبطىء كأنك قاعد بتخنق فى واحد لحد ما يموت، وهو ده اللى إحنا بقينا فيه دلوقتى».

فيما قال أحمد عباس، 70 عاما، صاحب ورشة لصناعة الأحذية فى منطقة باب الشعرية: إنه يعمل فى هذه المهنة منذ نحو 50 عاما، ويعانى من قلة الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية، وارتفاع أسعار المستلزمات بشكل غير طبيعى، ويعمل داخل ورشته مع ابنه الذى تعلم منه صناعة الحذاء، مؤكدا أن «الأسعار زادت تدريجيا من بعد الثورة تقريبا، و(الكُلّة) كانت أسعارها دايما ترتفع وتنزل تانى، لكن دلوقتى بقت ترتفع ومتنزلش ودى بالنسبة لنا ظاهرة غريبة وعلى كل أنواعها، النهاردة الكيلو منها وصل لـ50 جنيها، بعد ما كان بـ15 جنيها من 6 سنين، والضربة الجامدة بقى لينا بتكون مع ارتفاع الدولار، لأن متر الجلد الصناعى كان يتراوح بين 14 و18 جنيها، لكن سعره حاليا يبدأ من 55 جنيهاً، والمسامير التى يتم شد الحذاء بها أصبح «الباكو» منها بـ15 جنيها حيث ارتفع 8 جنيهات.

وعن غياب الصنايعية ونقص الأيدى العاملة أوضح: «الأيدى العاملة فى مهنتنا انقرضت وبقت قليلة جدا، حتى اللى يدخل دلوقتى مبتعرفش تتكلم معاه، ده كان الأول فيه احترام من الصبيان للكبير، لكن دلوقتى ممكن يسيبك ويمشى وهو بيكلمك، والإيد دلوقتى بقت بتلطم، ومبقتش عارف تلاقيها من غياب الصنايعية ولا غلاء الأسعار ولا التاجر اللى عايز يمص دمنا، وبقى كله بيصطاد من كله، وبقينا بنضطر ننزّل من حق الحاجة والبضاعة عشان الشغل يمشى».