انفراد.. رسالة أمريكية لابن سلمان: قد نسمح لإيران بضربكم تنفيسًا للغضب!

- ‎فيتقارير

علمت “بوابة الحرية والعدالة” بشأن رسالة تحذير وصلت من المخابرات الأمريكية لولي العهد السعودي ابن سلمان، بشأن عزم إيران استهداف المملكة بهجمات وُصفت بـ”الفتاكة”.

وقالت مصادر مطلعة في الرياض، إنّ ولي العهد في حيرة من أمره، حيث إنه يعلم بأن واشنطن قد تسمح لإيران بتنفيذ مثل هذه الضربات تنفيسًا عن غضبها وخفضًا للتصعيد، كذلك لكي تبقى مصالحها بمأمن بعيدًا عن الخطر.

ويشكّل مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أمريكية في بغداد تصعيدًا كبيرًا، ويثير الخشية من ردّ عنيف من إيران وحلفائها في المنطقة ضد دول الخليج التي تدرك أن مصلحتها تكمن في تجنّب أي مواجهة مباشرة، بحسب خبراء.

ويرى خبراء ومراقبون أن إيران لن تتخلى عن قاسم سليماني إلا لأمر عظيم، وربما تكون هذه العملية وبالًا على السعودية، والدليل محاولات استفزاز كان آخرها ضرب أرامكو، ويخلق قتل سليماني لإيران حجة في بدْء حرب وإطلاق صواريخ على السعودية، حينها يأتي دور ترامب للحماية واستنزاف المليارات.

ويخشى أن تكون عملية القتل تم شراؤها من قبل السعودية؛ انتقامًا لبعض تصرفات إيران عبر أذرعها، وخاصة ضرب المنشآت النفطية السعودية، وهذا السيناريو سيكون امتدادًا لردود الفعل يتعدى القواعد الأمريكية، وستدفع السعودية ثمن ذلك لأمريكا وإيران.

بأوامر ترامب

وقُتل سليماني والقيادي الكبير في الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة الماضي، في قصف جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي، أمر به الرئيس دونالد ترامب، بعد ثلاثة أيام من مهاجمة السفارة الأمريكية في بغداد.

وتوعّدت طهران سريعًا بالانتقام لمقتل سليماني، وصدرت تهديدات عن حلفاء إقليميين لها، بينهم مليشيات الحشد الشعبي في العراق، ومليشيات حزب الله في لبنان، والشيعة الحوثيون في اليمن.

وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت التوترات بين واشنطن والرياض من جهة، وطهران من جهة أخرى، بعد سلسلة هجمات على ناقلات نفط ومنشآت نفطية اتّهمت إيران بالوقوف خلفها، وبينها ضربة غير مسبوقة ضد شركة أرامكو في شرق المملكة في سبتمبر الماضي أدّت إلى توقف نحو نصف إنتاجها لأيام.

وسارع مسئول سعودي بالقول إن “واشنطن لم تقم بمشاورة الرياض بشأن الضربة التي قتل فيها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بينما تحاول المملكة تخفيف التوتر المتصاعد في المنطقة”.

وقال المسئول إنه “لم تتم مشاورة المملكة العربية السعودية بشأن الهجوم الأمريكي”، وأضاف: “نظرًا للتطورات السريعة تؤكد المملكة أهمية البرهنة على ضبط النفس للوقاية من أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد”.

حلحلة الأوضاع

من جهتها تقول الإعلامية في قناة الجزيرة خديجة بن قنة: “ثمة ما يثير الغرابة في التزامن اللافت بين استهداف أمريكا لقاسم سليماني، وبين قدومه للقاء رئيس الوزراء عادل المهدي في الصباح؛ من أجل تسليمه رسالة تحمل رد إيران على رسالة من السعودية تتعلق بحلحلة الأوضاع في المنطقة، حسب عادل عبد المهدي، هل تم تفويت فرصة لانفراجة محتملة في المنطقة؟”.

وفجّر رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي مفاجأة من العيار الثقيل؛ إذ كشف عن أن قاسم سليماني الذي قتل بغارة أمريكية في بغداد، كان يحمل رسالة مكتوبة إلى السعودية.

وأكد عبد المهدي– في كلمة ألقاها أثناء جلسة يعقدها مجلس النواب العراقي لمناقشة إخراج القوات الأمريكية من أراضي البلاد– أن الرسالة التي جاء بها سليماني إلى العاصمة العراقية كانت تضم رد الجانب الإيراني على رسالة أخرى من السعودية أوصلتها بغداد إلى طهران سابقًا؛ بهدف “تحقيق انفراج في الأوضاع بالمنطقة”.

جديرٌ بالذكر أنه قد مرَّ ما يقرب من 4 أشهر منذ أن هاجمت إيران منشأتي “بقيق” و”خريص” لمعالجة النفط؛ ما أدى إلى انخفاض إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط.

وإذا واصلت الولايات المتحدة وإيران تصعيدهما بضرباتٍ مباشرة على بعضهما بعضًا، فمن المؤكد أن إيران قد توجه انتقامها إلى دول مثل السعودية ومصالحها الاقتصادية، فهي واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة إلى إيران في المنطقة، وتستضيف كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً البحرين وقطر، وجودًا عسكريًا أمريكيًا مهمًّا يمكن لإيران أن تستهدفه.