الفرق بين جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي أردوغان، أن الأول ذهب إلى نيويورك ليهاجم الإسلام أمام ترامب، وأردوغان ذهب إلى هناك ودافع عن المسلمين وفضح تواطؤ الغرب في الجرائم التي يتعرض لها المسلمون، ورفض أردوغان صفقة القرن بينما السفيه السيسي يدعم صفقة القرن مقابل الكرسي و9 مليارات دولار.
وأظهر السفيه السيسي، قبل ثلاث سنوات في عام 2017، دعمه لصفقة القرن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خلال مقابلته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وقبل أكثر من قرن جمع أثرياء اليهود 50 مليون ليرة ذهبية وعرضوا على السلطان عبد الحميد الثاني سداد ديون الدولة العثمانية مقابل تمكين اليهود من الهجرة إلى فلسطين، فرفض بشكل قاطع.
واليوم.. جمع محمد بن سلمان ومحمد بن زايد 50 مليار دولار لتنفيذ صفقة القرن خدمةً للصهاينة، ويظهر السفيه السيسي في البيت الأبيض وهو يقول إنه داعم وبشدة لكل الجهود التي تبذل في صفقة القرن، وأعلن ترامب الثلاثاء الماضي خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي تعرف باسم “صفقة القرن”.
وأثارت الخطة ردود فعل غاضبة ورافضة في العالم العربي؛ كونها تنص على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بدون القدس، بالمقابل لا يمكن أن يكون الموقف التركي اليوم تجاه “صفقة القرن” المشبوهة منعزلا عن الموقف العثماني الذي اتخذه السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله.
أحلام الصهاينة
السلطان عبد الحميد رفض تسليم فلسطين للحركات الصهيونية قبل 123 عامًا. ورغم كل الاعتبارات العصرية التي تحتم على تركيا رفض هذه الصفقة، إلا أن النفس العثماني في هذا الرفض حاضر لا محالة.
فعام 1896 رفض السلطان عبد الحميد الثاني، رحمه الله، بيع فلسطين لرئيس الوكالة اليهودية “ثيودور هرتزل” لتأسيس دولة صهيونية تجمع الصهاينة وثقافتهم ولغتهم في فلسطين.
ويومها ردّ السلطان عبد الحميد على “هرتزل” بالقول: “أنا لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض، لأن هذه الأرض ليست ملكًا لشخصي بل هي ملك للدولة العثمانية، والله لإن قطعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلى عن شبر واحد من فلسطين”.
وفعلا استطاع السلطان عبد الحميد أن يحمي فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، واستطاع أن ينسف “صفقة القرن” التي قدِم بها “هرتزل”، ولم يتحقق حلم الصهاينة إلا بعد أن تلقوا الدعم ممن خانوا الأمة والإسلام وفلسطين… وبعد أن أُسقِطَت الخلافة الإسلامية العثمانية، وبعد كل هذه العقود الطويلة من الزمن.
أردوغان يرفض
من جهته قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن القدس “ليست للبيع”، واصفا خطة السلام الأمريكية المعروفة بـ”صفقة القرن”، بأنها “مشروع احتلال”، ومعلنا تمسكه بموقف السلطان “عبدالحميد الثاني” من قضية فلسطين.
وشدد على أنه “لا ينبغي لأحد أن يقول في وقاحة: نعطيكم شيئًا، واتركوا هذه المناطق لنا”، وقال “أردوغان” عن خطة السلام الأمريكية المزعومة للشرق الأوسط: “يطلقون عليها صفقة القرن، أي صفقة هذه!؟ هذا مشروع احتلال”.
وأكد “أردوغان” أن نظرة تركيا إلى فلسطين هي نفس نظرة السلطان العثماني الراحل “عبد الحميد الثاني”، الذي اشتهر تاريخيا بأنه رفض التنازل عن أرض فلسطين للحركة الصهيونية، رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية التي مورست ضده أوائل القرن الماضي.
القادم مكة
“إنني أشـم رائحـة بلادي في الحجاز، وهـي وطنـي الذي عليّ أن أسـتعيده مرة أخـرى، الآن أصبـح الطريـق مفتوحًا أمامنا إلى مكة والمدينة، لقد اسـتولينا على القـدس واسترجعناها ونحـن اليـوم في طريقنـا إلى يثرب، وسـوف يـأتي اليـوم الـذى نقـف فيه كعملاق ضخـم يغسـل قدميـه في مياه البحـر الأحمر والخليج العربي”، كلمات قالتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية “جولـدا مائيـر” أثناء زيارتها إلى مدينـة أم الرشراش المصرية بعـد حـرب 67!.
تداعِب “مائير” حلمًا إسرائيليًا قديمًا، ولد بخيانة عربية وتغذّى عليها حتى كبر وتحول إلى وحش كاسر، يسرح ويمرح على مرأى ومسمع من الجميع في منطقة منقسمة داخليًا ومهزومة نفسيًا دون أي رد يذكر، يواجهونه بمقاومة متفرقة وبيانات شجب واستنكار لا تزيدنا إلا وهنًا على وهن، حتى صرنا أضحوكة الشرق والغرب.
بعد إعلان ترامب تفاصيل صفقة القرن بمباركة عربية، ما عاد هناك متسع لكلام بُحت الأصوات من كثرة ترديده، ولا نملك إلا أن نُجيب عن سؤال قديم لنزار قباني، حين قال: متى يُعلنون وفاة العرب؟ فنجيبه: الآن حان وفاة العرب.
