“فيفي عبده”.. ماذا تفعل راقصة السيسي في بلاد الحرمين؟

- ‎فيتقارير

تهافت السعوديون لالتقاط سيلفي مع الراقصة المصرية “فيفي عبده”، ما أثار السؤال حول الفخر في أن يتصور المسلم مع راقصة، حيث أصبح فساد القيم في مملكة ابن سلمان محزنًا للغاية، ولا نعتقد أن إنسانًا عنده مروءة يقبل أن يقف بجانب راقصة أو يعطيها قيمة، ويخشى مراقبون أن تتحول “فيفي” إلى قدوة لبنات بلاد الحرمين.

ويطالب مغردون سعوديون بوقف الانحلال الأخلاقي الحاصل في البلاد، إثر الانفتاح الذي تمارسه هيئة الترفيه ومشاريعها التي تسهم في انفلات المجتمع.

ويقول المغردون، إن المملكة بعد إلغائها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باتت مرتعا للتجاوزات الدينية والأخلاقية، والاختلاط بالشوارع ومعاكسات النساء، والمجاهرة بالمعاصي والمنكرات دون رقيب أو حسيب.

وأضاف آخرون أن غياب الهيئة عن المشهد في الشوارع والأسواق بالمملكة بات ملموسا، فقد بدأ من يصفونهم بالمنحلين أخلاقيا والراغبين بالانحراف من الجنسين يجاهرون بمعاصيهم، وكأنهم حصلوا على رخصة للقيام بذلك من قبل هيئة الترفيه.

رسائل توعية

وكان لافتا في هذه الحملة كمية التسجيلات المصورة التي يرسل من خلالها شخصيات مجتمعية وناشطون رسائل توعية للمجتمع والحكومة على حد سواء من خلال ذكر المحاسن والخدمات لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يحل بالمملكة حاليا في ظل هيئة الترفيه.

وظلت المملكة العربية السعودية ملتزمة بفتاوى ابن باز، التى تحرم الغناء والموسيقى والسينما وغيرها من الفنون، إلى أن صعد الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد في المملكة، لتتحول البلاد نحو سياسة انفتاح اجتماعي غير مسبوق، تمثل عرض مسلسلات حصرية لنجوم كبار، وإعادة افتتاح دور السينما، وإقامة حفلات موسيقية، وتنظيم بطولات للمصارعة الحرة.

هذا التحول قابله علماء الدين فى المملكة برفض كبير، ونقل موقع “بي بي سي”، عن رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، قوله إن “الحفلات الغنائية والسينما فساد للأخلاق ومدمرة للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين”، وذكر أن “السينما تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، وتعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا”.

وشدد العالم السعودي الذى شغل أيضًا منصب المفتى العام، على أن “الحفلات الغنائية لا خير فيها، فالترفيه بالأغاني ليل نهار، وفتح صالات السينما في كل الأوقات، هو مدعاة لاختلاط الجنسين، أولا سيقال تخصيص أماكن للنساء، ثم يصبح الجميع رجالاً ونساءً في منطقة واحدة، فهذا كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم”، ولكنه أضاف أن الترفيه بالقنوات التلفزيونية والوسائل الثقافية والعلمية “لا بأس به وهو طيب”، وفقا لـ”بي بي سي”.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رد على انتقادات علماء الدين لسياسة الانفتاح التى قام بها، فى تصريح لمجلة “فورين أفيرز”، وقال إنه يعتقد أن نسبة صغيرة فقط من علماء الدين مؤدلجون إلى حد لا يمكن إقناعهم، بينما أكثر من نصف هؤلاء العلماء يمكن إقناعهم عن طريق التواصل والحوار بمساندة المبادرة.

العائلة الفاسدة

وتناولت حلقة البرنامج الوثائقي لقناة “بي بي سي” البريطانية الثانية، والمعنونة باسم “بيت آل سعود- عائلة في حرب”، الفساد الأخلاقي الذي ينتشر بين أبناء الأمراء من العائلة المالكة السعودية سواء داخل المملكة أو خارجها.

ولكن البرنامج يقول إن سلطة آل سعود لا تأتي من عائدات النفط فقط، لكنها تأتي من دورهم في خدمة الإسلام كما يذكرون، حيث إن الملك يصور نفسه على أنه خادم الحرمين الشريفين، ومن هذه الصفة يحصل على مسئولية كبيرة.

وينقل البرنامج عن “ديفيد ويلبرج”، أحد كبار الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، قوله “إن العائلة السعودية تهتم بأن تظهر كنموذج جيد داخل بلدها”. ووفق التعاليم الدينية المتبعة في السعودية فإن النفاق هو أسوأ الصفات غير الأخلاقية، وخاصة في حالة ما إذا مارس الأمير السعودي عملا غير إسلامي بينما هو يظهر التدين.

وهذا هو السبب الرئيسي في أن العائلة المالكة السعودية حريصة على عدم خروج قصص عن أمرائها بما يتناقض وتعاليم الإسلام، وتظهر عكس الصورة الذهنية المأخوذة عنهم.

وذكر أحد العاملين مع آل سعود عن قرب، وهو حارس شخصي لدى العديد من الأمراء السعوديين، أن معظم الأمراء يعانون من البارانويا، على حد قوله. وهو يروي كيف يقومون بأعمال غير أخلاقية عبر جلب فتيات ذات مواصفات خاصة من أي مكان في العالم وحتى من أمريكا لو كانت مطابقة للمواصفات التي يرغبونها وبأي ثمن، ويقول “في الواقع فإنهن عاهرات فرز أول حيث يدفع لها مقابل ما تقدمه من خدمات”.

ويقول البرنامج، إنه ورغم السرية التي يحيط بها آل سعود تصرفاتهم، فإن قصصًا كثيرة انتشرت عن سلوكهم المشين في الخارج، وقليل منها وصل إلى المحاكم. وينقل عن المعارض السعودي “سعد الفقيه” قوله: إن بعض هؤلاء الأمراء يتعاملون كأنهم فوق الناس في العالم.

ويشير البرنامج إلى أن لندن كانت مسرحًا للهو هؤلاء الأمراء السعوديين، ويورد أحد أشهر قصص الانحراف الأخلاقي للأمراء السعوديين في لندن، حيث ذكر البرنامج قصة الأمير “سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود” الذي قتل خادمه في لندن، حيث وفرت لندن لهذا الرجل فرصة ليعيش نمطًا مختلفًا من الحياة.

جريمة القتل

وفي عام 2010، اكتشف أنه على علاقة مثلية مع خادمه بندر الذي عثر عليه قتيلًا في فندق في لندن، وينقل عن أحد المحققين في القضية وهو “جون ماكلارين” أن الأمير ادعى أن خادمه قد قُتل بعد أن تعرض لهجوم من مجهولين، لكن الصور داخل الفندق أثبتت أنه هو الذي قتل خادمه.

وينقل البرنامج شهادة الحارس الشخصي له، حيث ذكر أنه شعر بمهانة شديدة من محاولة محامي الأمير السعودي نفي صفة العلاقة مع الخادم وتبرئته منها، أكثر من جريمة القتل في حد ذاتها، وقد أدين الأمير بالسجن مدى الحياة، لكن وبعد 3 سنوات ووفقًا لاتفاق وقع مع السعودية نقل إلى الرياض ولم يُعرف عنه أي شيء منذ ذلك الحين.

ويشير المعارض السعودي سعد الفقيه إلى أن العائلة والملك نفسه مهووسون بصورتهم أمام الغرب، وكلما كان الناس على دراية أكثر بالسلوك غير الأخلاقي للعائلة المالكة في السعودية ونوقشت هذه الحالات في وسائل الإعلام الغربية، بدا النظام السعودي أكثر اهتزازا.