تسييس الرياضة.. لاعبو الزمالك حائرون بين حبهم لأبو تريكة وتحذيرات السفيه “مرتضى”

- ‎فيتقارير

لم تكد تمضي ليلة على ذكرى قتل 22 مشجعًا من جماهير الزمالك على يد مدير النادي مرتضى منصور، فيما يعرف بمذبحة استاد الكلية الجوية، حتى خرج القاتل يحذر بعثة النادي من التقاط الصور مع نجم كرة القدم المصرية محمد أبوتريكة، خلال وجودها في قطر.

وحسب الصحف المحلية، فإن مرتضى أعطى تعليمات مشددة لجميع اللاعبين بعدم التصوير مع محمد أبوتريكة، نجم الأهلي السابق، خلال وجودهم بقطر استعدادًا لخوض بطولة كأس السوبر الإفريقي لكرة القدم.

إلى قطر

وينوي النجم المصري أبوتريكة القيام بزيارة بعثة الزمالك؛ لمؤازرته قبل مواجهة الترجي الرياضي التونسي؛ حيث تجمعه صداقات ببعض لاعبي القلعة البيضاء.

وكان “منصور” قد اشترط خلال تصريحات له بمؤتمر صحفي، الثلاثاء الماضي، حصوله على تعهد كتابي من الحكومة القطرية بتأمين بعثة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك في قطر وعدم تقييد حريتهم، وهو ما تم بالفعل.

ويواجه نادي الزمالك الترجي الرياضي التونسي، يوم 14 من الشهر الجاري، ضمن كأس السوبر الإفريقي، ويتوقع مراقبون ورياضيون ونشطاء أن تتواصل هتافات الجماهير في المدرجات لدعم أبو تريكة، وهو ما يحدث عادة من قبل المنتخب الوطني المصري والمنتخبات العربية، على الرغم من الحملة الشرسة التي يقودها العسكر ضده في الصحف والإعلام.

وفي كأس الأمم الإفريقية، واصلت الجماهير الهتاف لدعم “الماجيكو”، محمد أبو تريكة، خلال مباراة تونس وأنجولا، عند وصول المباراة للدقيقة 22، كما حدث في جميع مباريات المنتخبات العربية بالبطولة.

وانطلقت الهتافات للمرة الأولى في المباراة الافتتاحية بين مصر وزيمبابوي، في الدقيقة 22، وهو الرقم الذي كان يحمله “أبو تريكة”، ثم تكررت في مباريات المغرب وناميبيا، الجزائر وكينيا، ثم تونس وأنجولا.

ومع بدء البطولة، انتشر هاشتاج “#اهتف_لتريكة” في الدقيقة 22؛ بهدف دعمه ومؤازرته ضد حملات التشويه التي تقودها أذرع عصابة الانقلاب الإعلامية والصحفية؛ بسبب تقديمه العزاء في وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، واتهامه بدعم الإرهاب، والحجز على أمواله.

لن يتكرر

يقول الصحفي المتخصص في الشأن الرياضي أحمد سعيد: إن “شعبية أبو تريكة ومواقفه في جميع قضايا الوطن والأمة العربية الرياضية وغير الرياضية جعلت الشعوب العربية تتعاطف معه بشكل كبير، خاصة بعد الهجوم الذي تعرض له؛ بسبب تقديمه العزاء في وفاة رئيس مصر الدكتور محمد مرسي”.

مضيفا أن “الشعوب والجماهير تقودها عاطفتها نحو نجومها المفضلين، حتى وإن كانت ضد رغبة الأنظمة، فتجد إعلام النظام يهاجم أبو تريكة، فيزداد التعاطف معه محليا وعربيا، لما يملكه من رصيد حب كبير، وهو ما كان واضحا ومفاجئا خلال المباراة الافتتاحية، ووجود عبدالفتاح السيسي”.

وبشأن المقارنة بين جيل أبو تريكة والجيل الحالي، رأى أن “الجيل السابق لن يتكرر، فهو جيل “منتخب الساجدين”، بينما الجيل الحالي تطارده الفضائح المتتالية، بالإضافة إلى الفضائح المالية والإدارية، كما حدث في بطولة كأس العالم في روسيا بمعسكر المنتخب، وتستمر المهازل مع بطولة الأمم الإفريقية بما فعله اللاعب الدولي عمر وردة، وكان من المفترض استبعاده؛ لأن له سوابق كثيرة”.

وبعد أكثر من ستة أعوام من الانقلاب استطاع السفيه السيسي، أن ينفرد بشكل كبير بالحكم، ويزيح أي شخص يمتلك من الرصيد الجماهيري ما يتجاوزه، أو يقترب منه، والحلول كثيرة، من عزل، أو تغير في المنصب، أو سجن، أو إدراج اسمه على قوائم الإرهاب، مع هجوم إعلامي بلا حساب، وأجهزة سيادية تدير من الخلف، وفي العلن.

إزاحة الرموز

من “أنا ربنا خلقني طبيب”، إلى “أنا عارف مصر وعلاجها، لو سمحتوا متسمعوش كلام حد غيري”، تصاعدت “أنا” السفيه السيسي، وليس في الإمكان معرفة ما إذا كان ذلك غرورًا، أم انفرادًا بالسلطة بشكل فظ، أم محاولة لإزاحة الرموز الجماهيرية، أم غيرة من شعبية البعض.

وفي ظل حالة الانقسام الكبير التي تعاني منها مصر، من الصعب أن تجد ردًّا واضحًا معتمدًا على أسس علمية في تفسير تصرفات السفيه السيسي نفسيًّا، ولكن يمكن التعامل مع حقائق ووقائع تتعلق بإبعاد وتشويه أصحاب الكاريزما، ومن لديهم رصيد شعبي حتى لو في نطاق محدد.

بدأ الأمر بعد الغدر بالرئيس الشهيد محمد مرسي، ومذبحة فض رابعة مع رفض الإفراج عن 100 ألف معتقل، في أي قرار بالعفو يصدره السفيه السيسي، وتبع ذلك هجوم على شخصيات سياسية وإعلامية على خصومة سياسية مع الانقلاب، لينتقل الأمر في النهاية إلى شخصيات ليس لها علاقة بالسياسة، أو الشأن العام مثل لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة الذي يصر النظام على محاصرته، إضافة إلى رجال أعمال لم يعلنوا الرضوخ التام للسفيه السيسي.

بل وانتقل الأمر أيضًا لرموز عصابة السيسي، والشخصيات التي كانت مقربة منه، كما حدث مع أحمد محمد علي المتحدث العسكري السابق، واللواء أحمد وصفي، والمهندس إبراهيم محلب، ورفض عودة أحمد شفيق لمصر، ليبقى السفيه السيسي الوحيد الذي يعمل، والوحيد الذي يتكلم، والوحيد الذي يعرف في شارع، لم يعد يعرف اسم رئيس وزراء حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، وتنسى مؤسسات الدولة ووضع اسم السفيه على يافطات المشروعات الكبرى.

جدير بالذكر أن تغريدة لأسطورة كرة القدم أبوتريكة، نعى فيها الرئيس الشهيد محمد مرسي، أصابت إعلامي الإنقلاب وعلى رأسهم أحمد موسى، بحالة هستيرية، دفعتهم لشتمه وسبّه على الهواء مباشرة.

وقال “أبو تريكة” في تغريدته: “رحم الله الدكتور محمد مرسي رئيس مصر السابق وأسكنه فسيح جناته وغفر الله له، وثبته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة وتجاوز عن سيئاته”.

وفي الثالث من يوليو 2013 انقلب وزير الدفاع في ذلك الوقت السفيه عبد الفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الشهيد محمد مرسي، وغدر به وأعلن عزله، واحتجزه في مكان غير معلوم، وعطّل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحيلوا لاحقا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم.