فيما تواصل عصابة الخليج ومعهم تابعهم جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي التحريض والشماتة في تركيا، واصلت دول حليفة للجمهورية التركية ومسئولون غربيون تقديم التعازي لتركيا باستشهاد 33 من جنودها في إدلب شمال سوريا، نتيجة هجوم للنظام السوري.
وبينما قدمت واشنطن وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وعدة دول تعازيها لأنقرة، ظهر تأييد واسع من إعلاميين ونشطاء وصحفيين سعوديين وإماراتيين ومصريين للنظام السوري، بقصفه رتلا تركيًا أدى لاستشهاد 33 جنديا تركيًا في إدلب. الإعلاميون والصحفيون أشادوا بالسفاح بشار الأسد وروسيا، داعين إياهما لمزيد من استهداف تركيا وجنودها.
وأعلنت تركيا عن استشهاد 33 جنديا إثر هجوم شنته قوات النظام السوري على مواقعها بمحافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وبالتزامن مع الاجتماعات المتكررة بين الوفد الروسي والتركي في أنقرة، تتقدم قوات المعارضة السورية على الأرض وتستعيد العديد من المدن والبلدات التي سيطر عليها النظام السوري، في وقت توشك المهلة التي منحتها تركيا لقوات النظام على الانتهاء.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي حمزة تكين: “من خذل فلسطين واليمن وسوريا ومصر وليبيا وميانمار والسودان والعراق وأفغانستان وتركستان الشرقية.. هل سينصر تركيا؟!”.
ويجيب تكين بالقول: “طبعا لاء فلا تحزنوا فحسابهم سيكون عسيرًا في الدنيا والآخرة.. لست أنا الذي أقول وأتنبأ.. بل هذه سنة الله تعالى بالمنافقين عبر التاريخ”.
عودة سراقب
لم يمضِ عشرون يومًا على سيطرة قوات النظام السوري على مدينة سراقب حتى استعادتها قوات المعارضة السورية المعتدلة، فجر الخميس، واستطاعت تجاوز خطوط قوات النظام السوري عبر عملية بدأت مساء الأربعاء من الأحياء الخارجية للمدينة.
وعن البعد العسكري لتقدم المعارضة السورية، قال الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر، إنه “من اللافت تكتيكيا أن المعارضة تمكنت من النهوض من جديد، بعد تقدم النظام في عدة محاور، واستطاعت ترتيب صفوفها بشكل سريع ومباغت، إذ لم تتجاوز عملية السيطرة على سراقب أكثر من ثلاث ساعات، بدءا من التمهيد الناري وحتى اقتحامها وطرد مليشيات إيران وجيش النظام منها”.
وأشار الأسمر إلى أن “النظام لا يملك إلا قوة في النسق الهجومي الذي يقتحم المناطق، لكنه لا يستطيع تثبيت سيطرته عليها وتأمينها بقوات، ولا يملك تلك المقومات، ولولا الجهد الجوي الروسي التدميري ضد المدنيين لما استطاعت قوات النظام البرية السيطرة على شبر واحد”، مضيفاً: “الأهم من أن تحرر المناطق هو أن تستطيع تثبيت سيطرتك على المناطق لكن النظام لا يملك إمكانية الدفاع عن تلك المناطق أو تأمنيها”.
من جهته يقول الإعلامي السوري فيصل القاسم: “من يعتقد أن النظام السوري يقف وراء سياسة التهجير والتغيير الديمغرافي في سوريا من أجل تأمين حاضنته الطائفية يفهم بالسياسة كما أفهم أنا بالحنكوش اللتوغراطي. النظام مجرد أجير. ولو كان الأسد مهتما بتأمين حاضنته الطائفية لما جعل منها طائفة بلا رجال، ولما ضحى بمئات الألوف من شباب الطائفة”.
وتابع القاسم: “كنا بالقضية الفلسطينية.. صرنا بالقضية العراقية والقضية السورية والقضية الليبية والقضية اليمنية والقضية اللبنانية… وانتظروا مزيدا من القضايا في وقت ليس بالبعيد أبدا”.
ويقول الناشط سعود عبد الرحمن: “خذل المسلمون، بالتحديد العرب منهم، فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرهم من الأعراق المسلمة، بل وباعوا قضايا الأمة خوفا على كراسيهم”.
وتابع: “ولما نهضت تركيا لمساعدة المسلمين في كل مكان، قام أبناء جلدتنا بمساعدة الدول التي يرونها عظمى بمحاولة ضرب اقتصاد تركيا ومحاربتها”.
وتقول الكاتب الأردنية إحسان الفقيه: “يا من تضعون صورة الملك سلمان وولي عهده، وتشتمون تركيا وتُقلّلون مما فعلت من أجل السوريين، باسم دفاعكم عن وطنكم الذي لو كان يعنيكم لأشرتم إلى أصل الخلل وأسباب عدم ثقة الناس بكم: طالبوا حكومتكم بنقل ملايين السوريين من تركيا إلى ربوع المملكة! هل تفعلون أو تتجرءون أو تتقبلون ذلك؟”.
كلنا مع تركيا
ويصطف إعلام السفيه السيسي وراء الاحتلال الروسي والإيراني في سوريا، وتدعم موقفه الإمارات والسعودية والبحرين، ولم تقدم تلك الدول التعازي في الشهداء الأتراك، بل على العكس تشفّى إعلام تلك الدول في الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 33 جنديًا تابعين للجيش التركي.
وتحت عنوان “الجيش السورى يكثف ضرباته ضد الإرهابيين المدعومين عسكريا من قبل أردوغان”، لم تخفِ صحيفة “اليوم السابع” التابعة للمخابرات التي يقودها اللواء عباس كامل، من تشفيها في الشهداء الأتراك، وكتبت تقول: “واصلت وحدات من الجيش العربى السورى عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان بريف إدلب، ونفذت ضربات مكثفة ضد مواقعها وتحركاتها على محور سراقب وكبدتها خسائر كبيرة”، على حد قولها.
ونقلت “اليوم السابع” عن وكالة الأنباء السورية “سانا” التي تديرها روسيا، مزاعم وأكاذيب، مفادها أن “وحدات الجيش تابعت استهدافاتها المركزة ضد الإرهابيين على محور سراقب بريف إدلب الجنوبى الشرقى ونفذت ضربات نارية مكثفة بسلاحى المدفعية والصواريخ على مواقع المجموعات الإرهابية وخطوط إمدادها ومحاور تحركها، وأوقعت فى صفوفها العديد من القتلى ودمرت عدة مدرعات وعربات ثقيلة”.
وواصلت “اليوم السابع” رص الأكاذيب بعضها فوق بعض، بالقول “إن المجموعات الإرهابية فى ريف إدلب تتلقى دعما عسكريا مباشرا من قوات النظام التركى فى هجماتها وبجميع وسائط الدعم النارى المدفعى والصاروخى والطيران المسير المتطور، والذى يتم من خلاله استهداف مواقع الجيش وتقديم المعلومات للتنظيمات الإرهابية”.
وقالت الصحيفة لسان مخابرات السفيه السيسي: إنه “وبحسب المعلومات الميدانية فإن قوات النظام التركى فى ريف إدلب تنخرط بشكل مباشر فى قيادة هجمات التنظيمات الإرهابية ضد مواقع الجيش العربى السورى، وأن جنود النظام التركي يندمجون فى صفوف الإرهابيين خلال الهجمات ضد الجيش”.
وأشادت الصحيفة بالمجزرة التي تشنها قوات الاحتلال الروسية في سوريا، وقتل المدنيين والأطفال والعجزة والنساء الذين يحاولون الفرار من الحرب، بالقول إن “وزارة الدفاع الروسية أكدت فى وقت سابق اليوم أن العسكريين الأتراك الذين تعرضوا للقصف فى إدلب وقتل 33 منهم كانوا فى صفوف الإرهابيين”.
ونددت “اليوم السابع” بالتدخل التركي لصالح المسلمين في سوريا، ونقلت الصحيفة الممولة من الإمارات عن مصدر عسكرى أن “الإرهابيين يستخدمون صواريخ كتف صناعة أمريكية وبدعم تركى لاستهداف الطائرات الحربية السورية والروسية فى الوقت الذى يقدم فيه النظام التركى دعما للإرهابيين بالمدفعية والصواريخ المحمولة على الكتف فى المعارك الدائرة على محور سراقب”.
وختمت صحيفة العسكر بمصر جولة أكاذيبها بالقول: “حررت وحدات الجيش العربى السورى خلال اليومين الماضيين مساحات واسعة بريفى إدلب الجنوبى وحماة الشمالى الغربى، شملت عدة بلدات استراتيجية، منها كفرنبل وكفرعويد والعنكاوى وجبل شحشبو الاستراتيجى بعد تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد”، على حد غيبوبة رئيس تحريرها خالد صلاح!.
ولا يترك السفيه السيسي مناسبة لإثبات عدائه لثورات الربيع العربي، منذ انقلابه في 3 يوليو على الرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي، إلا قام بها بدءا من مصر مرورا باليمن والعراق وليبيا وليس انتهاء بالثورة السورية.
حيث أكدت مصادر مصرية وخليجية أن عودة النظام السوري إلى مقعد الجامعة العربية باتت قريبة، بعد تسع سنوات من تعليق عضوية سورية في أعقاب اندلاع الثورة عام 2011.
وبحسب المصادر، فإن مشاورات رفيعة المستوى تؤدي فيها عصابة العسكر بمصر دورا كبيرا، أوشكت على الانتهاء، بهدف إعادة سورية للجامعة العربية، وتسليم مقعدها للسفاح بشار الأسد.
وذكرت المصادر أن “عودة سورية للجامعة باتت أقرب من أي وقت مضى، في ظلّ اقتراب النظام من استعادة السيطرة على قطاع كبير من الأراضي التي كانت خارج سيطرته”.
وأضافت أن عصابة الانقلاب بمصر “تؤدي دورا كبيرا في إقناع قوى خليجية بأن تلك الخطوة تأخرت كثيرا، حتى سمحت لإيران بوضع قدمها في المنطقة، وأنه كان من الخطأ منذ البداية الإقدام عليها”، على حد قوله.
