“التيار انقطع عن الفيلا”.. وزير كهرباء السيسي يبتز المصريين بشعار “لا تعايرني ولا أعايرك”!

- ‎فيتقارير

لم ير أحد انقطاع التيار الكهربائي في فيلا محمد شاكر، وزير الكهرباء في حكومة الانقلاب، لكنّ المصريين شاهدوا انقطاع الكهرباء عن نحو 90% من القرى والنجوع في المحافظات بل وفي القاهرة والإسكندرية.

وفي محاولة مفضوحة لترضية المصريين وجبر خاطرهم، زعم "شاكر" أن الفيلا المتواضعة التي يقطنها تعرضت لانقطاع التيار الكهربائي بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع منسوب المياه عن معدل الأمان، مما اضطر مركز التحكم في الفيلا لفصل التيار الكهربائي حفاظا على سلامة البيه الوزير، فيما شوهدت جثث بعض المصريين تطفو على وجه مياه السيول بعدما صعقتهم الكهرباء.

الفيلا ضلمة!

خرج "شاكر" على موقع "اليوم السابع"، يبرئ جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي من الفشل، زاعما أن الظروف المناخية التى تمر بها البلاد صعبة وغير معتادة على الشعب المصرى، وبشكل مثير للضحك والسخرية زعم أن "انقطاع التيار الكهربائي فى بعض المناطق يكون لصالح المواطن وحفاظا على سلامة الشبكة الكهربائية".

وتعرضت مصر لحالة شديدة مـن عـدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، بداية من أول أمس الخميس، مع سقوط أمطار شديدة الغزارة على السـواحل الشمالية والوجه البحري، امتدت إلى مدن القناة وخليج السويس تكون رعدية على بعض المناطق، وكشفت مجددا عن تهالك شبكة الطرق والكباري والكهرباء، كما كشفت عن الفساد العسكري الذي أهدر مليارات الدولارات على المقاولين وشركات الجنرالات.

وساخرا من تصريحات وزير كهرباء الانقلاب، يقول الناشط محمد البيسي: "ومن الجهة الأخرى عايز أقول إني سافرت ألمانيا وسويسرا وهولاندا وغيرها والمطر كان سيول 24/7، ولا ميه اتقطعت ولا كهرباء اتقطعت ولا شوارع غرقت".

ويقول محمد الفقي: "أتمنى بعدما كان عندنا معلومة مسبقة إن فيه سيول وأعاصير نطلع بعد يومين دول نقول إحنا استفدنا بالماية المهدرة دي بمقدار كذا وطاقة رياح ولدنا منها كهرباء بمقدار كذا.. أتمنى نطلع كسبانين ولو بمقدار قليل بس يبقى فكرنا واستعدينا كبداية حتى لمواجهة أي حاجة طبيعية".

ويقول الكاتب الصحفي صبحي بحيري: "انقطاع التيار الكهربائي عن كل قرى مصر منذ فجر الأربعاء وحتى الآن دليل دامغ على فشل منظومة الحكم فى التعامل مع الطوارئ".

مضيفًا أن "ما شهدته مصر على مدى اليومين الماضيين أمطار غزيرة مصحوبة برياح متوسطة.. مفيش عاصفة تنين ولا حتى تعبان، لكن نتيجة لخراب البنية التحتية توقفت الحياة فى العاصمة والمحافظات، لكن الحكومة قررت الانتقام من الفلاحين وقطعت عنهم المياه والكهرباء".

وختم بالقول: "بالمناسبة: الأمطار أهلكت محاصيل الفراولة والقمح ومزارع الدواجن فى محافظات الدلتا".

وتعرضت كافة المحافظات المصرية لانقطاع الكهرباء والمياه بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أدى لتوقف مظاهر الحياة، فيما خلت الشوارع من المارة والسيارات، وناشدت محافظة الإسكندرية مواطنيها بعدم النزول إلى الشوارع إلا للضرورة القصوى، وتأخرت فرق الإنقاذ ومسؤولي المرافق في بعض الأماكن وانعدم وجودهم في أماكن أخرى، وقام المصريون بإزالة تراكمات المياه من الشوارع.

وفي إيذان بكارثة إنسانية محققة، غابت حكومة الانقلاب تماما في أزمة السيول، وقُتل جراءها 36 شخصا على الأقل، وأصيب 72 آخرون، في حين لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب تصريحات رسمية صادرة عن وزارة الصحة.

وأعلنت حكومة الانقلاب بعد خراب مالطا، عن تخصيص تعويضات مالية للمتضررين، ومثلها لإعادة كفاءة البنية الأساسية في المناطق المتضررة، في حين أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن إرسالها بيانات تحذيرية للمحافظات، من دون أن تلقى اهتماما من المسئولين!.

ورغم انتقادات كثيرة وجهها مصريون لحكومة الانقلاب في تعاملها مع الأزمة، وجّه "مدبولي"، خلال رئاسته غرفة إدارة الأزمات بمقر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، الشكر لأجهزة عصابة الانقلاب وعلى رأسها الجيش والشرطة بزعم التنسيق والتعاون البناء فيما بينهم.

وأطلق العديد من أهالي منطقة الزرايب استغاثات كثيرة، منذ الساعات الأولى لتساقط الأمطار في مصر، الخميس، خاصة سكان المنطقة بين المحاجر الجبلية والمقابر على بعد عشرات الأمتار من مدينة مايو، التي تصفها إحدى اللافتات بـ"المدينة الخضراء"، بينما قال مسئولون في وقت سابق: إنه تم تغيير مجرى السيول وإبعاد الخطر عن سكانها بـ24 مليون جنيه.

الكنائس بدلا من الحكومة!

وقال الناشط القبطي إسحاق إبراهيم: إن هناك "كارثة بمنطقة زرايب، نتيجة السيول حتى الآن: 9 وفيات، و25 مفقود معظمهم من الأطفال وكبار السن، وتم تدمير نحو 75% من عشش ومنازل الأسر بالمنطقة".

وأضاف، في تدوينة له على "فيسبوك"، أن "كنيسة الأنبا أثناسيوس استضافت عشرات الأسر مسيحيين ومسلمين بداخلها، وفي انتظار تدخل مؤسسات الدولة. أغلب سكان المنطقة فقراء جدا، ويعملون بجمع القمامة، وفي حاجة عاجلة للمساعدة وتوفير مسكن بديل حتى لو بصفة مؤقتة لحين تمكنهم من إعادة بناء مساكنهم".

جدير بالذكر أن "الكنيسة الإنجيلية، بمنطقة كفر العلو في مدينة حلوان، قد فتحت أبوابها للأشخاص المتضررين من الأمطار". وقالت، في بيان لها، إن "الكنيسة بطوابقها الـ5 مفتوحة لكل إخوتنا من المسلمين والمسيحيين، من زرايب 15 مايو، وأي منطقة أخرى".

يُشار إلى أن منطقة الزرايب من المناطق المصنفة على أنها من أكثر المناطق المُهددة بالخطر، لأنها تقع في مجرى السيول في الجبل، وبحسب وسائل إعلام محلية، يعيش في منطقة الزرايب أكثر من ألفي شخص، وغالبية سكانها من العاملين في جمع القمامة.

وقد أطلقت حكومة الانقلاب على هذه المنطقة اسم "حي الزهور" منذ عدة سنوات، ضمن خطة التطوير التي كان من المقرر أن تشهدها المنطقة، ولم ترها حتى الآن.

جدير بالذكر أن محللين وخبراء مصريون أكدوا أن "إعصار التنين"، الذي ضرب أنحاء مصر منذ مساء الأربعاء الماضي، كشف كذب حديث السفيه السيسي عن إنفاقه 4 تريليونات جنيه على البنية التحتية في مصر.

ورصد نشطاء عجز البنية التحتية على استيعاب مياه الأمطار، وانسداد شبكات الصرف، ما سبب انهيارات وغلق لطرق رئيسية، وانقطاع الكهرباء وخدمات الإنترنت والهاتف الأرضي، والمياه، وسقوط 29 برجا كهربائيا، وتوقف مترو الأنفاق، والقطارات، ووفاة 20 مصريا وإصابة العشرات بحسب احصاءات وزارة الصحة.

وكان السفيه السيسي قد قال، في 23 سبتمبر 2019 الماضي، إن قيمة ما أنفقه على البنية التحتية بمصر 4 تريليونات جنيه، أي نحو 250 مليار دولار بخمس سنوات.