“فرانس برس”: المعتقلون السياسيون بمصر يقبعون في السجون “بلا نهاية”

- ‎فيتقارير

نشر موقع "دايلي صباح" التركي تقريرا نقلا عن وكالة "فرانس برس" سلط خلاله الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجون الانقلاب العسكري. وقال التقرير، الذي ترجمته الحرية والعدالة، إن سلطات الانقلاب تتهم السجناء السياسيين بجرائم يُزعم أنهم ارتكبوها أثناء وجودهم خلف القضبان حتى لا يتم الإفراج عنهم ويظلون في السجن لعدة سنوات. وأضاف التقرير أن هذه الممارسة يطلق عليها المجتمع القانوني والناشطون في البلاد "إعادة التدوير" أو "التناوب"، ويمكن أن ينتهي المطاف بالسجناء إلى ما لا نهاية، حتى بعد أن تأمر المحكمة بالإفراج عنهم.

وأوضح التقرير أنه في نوفمبر 2019، تم اعتقال سولافة مجدي، 33 عاما، وهي صحفية، وزوجها حسام السيد، والمصور الصحفي محمد صلاح من مقهى في إحدى ضواحي القاهرة الراقية مع صديق مشترك.

واتهم الثلاثة بالانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وفي أغسطس من العام الماضي، تم توجيه اتهامات جديدة إلى مجدي بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء احتجازها، على الرغم من أنها لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى الهاتف.

وقالت تغريد زهران والدة سولافة وراعية نجل الزوجين خالد لوكالة "فرانس برس": "لقد وُجهت إلى ابنتي تهمة في قضيتين، وهذا مهزلة في حقها، هذا غير طبيعي، أريد لهذا الكابوس أن ينتهي نريد أن نستيقظ ونعيش حياتنا".. وأضافت، وهي تخنق دموعها "ما نمر به هو سريالية".

وقالت منظمة العفو الدولية إن سولافة مجدي أُجبرت على الخضوع لفحص الحوض مما أدى إلى نزيف حاد، وأنها تعرضت للتفتيش بدون ملابس، وتعرضت للضرب العنيف على أيدي حراس السجن.

وقالت: "قلبي ينفطر عليها طوال الوقت"، مستنكرة نظام الاعتقالات السابقة للمحاكمة المفتوح الذي يبقي الناس خلف القضبان لسنوات. وأضافت: "كيف تدخل الأم السجن ولديها طفل يبلغ سبع سنوات من العمر، ثم عندما يفرج عنها سوف يكون في سن المراهقة"؟ 

60 ألف معتقل

وتقدر منظمات حقوقية أن نحو 60 ألف سجين سياسي محتجزون في السجون الانقلاب، وفي حملة قمع مستمرة ضد المعارضة منذ استيلاء عبد الفتاح السيسي على السلطة في عام 2014.

وترى مي السعدني، المديرة القانونية في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن اتجاه تمديد الاحتجاز السابق للمحاكمة هو "إجراء عقابي" من جانب قوات أمن الانقلاب لإسكات المعارضة، يمكن أن يستمر الاحتجاز السابق للمحاكمة لمدة تصل إلى عامين بموجب القانون المصري.

وأضافت أن "المحتجز الذي يتوقع عادة أن يُطلق سراحه أو على الأقل يبدأ في النظر في قضيته بعلامة السنتين يمكن الآن أن يتناوب في قضايا جديدة دون قيد… لا توجد نهاية في الأفق".

وأوضحت أن السجناء غالبا ما يقعون في مأزق قانوني، مضيفة: "أصبح من "الطبيعي" أن يتم احتجاز المتهمين عند اعتقالهم بدلا من تركهم في انتظار المحاكمة". وتابعت: "أصبح من 'الطبيعي أن يُحرم المحامون من الاطلاع على ملفات القضية والأدلة والتحقيقات، لقد أصبح من الطبيعي أن يُجدد الاحتجاز تلقائيا".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أنهى عبد الرحمن طارق، 26 عاما، إضرابا عن الطعام استمر 53 يوما بعد أن بدأت صحته في التدهور بسرعة، وكان يحتج على إعادة توزيعه باستمرار بين سجن طره المزدحم ومركز الشرطة. وقال أحد المقربين من عائلته لوكالة "فرانس برس": "عندما رأيته في السجن، كانت حالته سيئة لكنه كان مصمما على الاستمرار لأنه قال إن ما يحدث له ظالم ولم يعد قادرا على العيش هكذا وأنه يفضل الموت".

حبس انفرادي

وكان من المقرر إطلاق سراح طارق، أو "موكا" كما يلقب بمودة، في أكتوبر 2020 من حجز الشرطة – وهي ممارسة إجرائية بعد إطلاق سراحه من السجن، وقد قضى سنة في السجن.

وبدلا من ذلك، اتُهم طارق بنشر أخبار كاذبة عن وباء الفيروس التاجي والانضمام إلى جماعة إرهابية، وقال أحد أفراد العائلة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إن موكا تحدث عن تعرضه للتعذيب على أيدي حراس السجن.

وشملت هذه الحوادث تعليقه من سقف زنزانته، وصعق أعضائه التناسلية بالصدمات الكهربائية وتركه في الحبس الانفرادي دون تهوية.

وقد أمضى الناشط السياسي الشاب بالفعل ست سنوات في السجن بتهم مختلفة، وقال أحد أفراد العائلة "إن موكا كان دائما قويا إلا انه عندما يتعرض شخص لمثل هذا الضغط ، ليس لديه خيار سوى المقاومة" .

 

https://www.dailysabah.com/world/mid-east/prisoners-in-egypt-languish-in-jails-with-no-end-in-sight