في يوم الصحة العالمي.. مصر ضمن أسوأ 20 دولة في مؤشر الرعاية الصحية

- ‎فيأخبار

دعت منظمة الصحة العالمية شعوب العالم للانضمام إلى حملة جديدة تهدف إلى إقامة عالم يتمتع بقدر أكب من العدالة والصحة، مضيفة أن جائحة كورونا كشفت أن كثيرا من البشر على وجه الأرض لا يمكنهم التمتع في حياتهم بالصحة والحصول على الخدمات الصحية اكثر من غيرهم لأسباب تتعلق بالظروف التي يولدون ويكبرون ويعيشون فيها.

وقالت المنظمة، بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي وافق أمس 7 إبريل،  إنه في جميع أنحاء العالم تكافح بعض الفئات من أجل تلبية احتياجاتها بالدخل اليومي القليل وتعيش في أوضاع سكنية وتعليمية مزرية وسيئة وتحظي بفرص عمل أقل وتعاني من قدر أكبر من عدم المساواة بين الجنسين وتنعدم فرص حصولها على البيئة الآمنة للمياه والهواء النظيف والأمن الغذائي والخدمات الصحية.

وفي السياق ذكر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن عدد المستشفيات في مصر يصل إلى 652 عام 2019 مقارنة بـ691 مستشفى في عام 2018 بانخفاض نسبته 5.6%. ولا زالت الصحة في مصر رهينة لسياسات المبادرات التي يطلقها الانقلاب بين الحين والآخر، وتعاني الصحة من ضعف الإمكانات المادية وهو ما ظهر خلال جائحة كورونا من نقص الأكسجين ومستلزمات الحماية وهو ما تسبب في وفاة 436 طبيبا خلال جائحة كورونا.

هجرة الأطباء

وقالت الدكتورة نهال أبوسيف، استشاري الأمراض الباطنة بجامعة برمنجهام في بريطانيا، إن منظومة الصحة في مصر في أسوأ مراحلها منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013، وهو ما تسبب في هجرة آلاف الأطباء من مصر للخارج.

وأضافت، في حوارها مع برنامج "عرق الجبين" على تليفزيون وطن، أن مصر تطرد الكفاءات الطبية وقد شهد العام الماضي هجرة 7 آلاف طبيب خارج مصر، لما يعانوه من نقص الموارد الطبية وعدم الاهتمام بالتأمين الصحي وعدم تقديم تعويض مناسب للأطباء الذين يتوفون، مضيفة أن مصر فقدت 450 طبيبا حتى الآن جراء وباء كورونا بسبب نقص الإمكانات وأدوات الوقاية وهذا لم يحدث في أي دولة بالعالم.

وأوضحت أن المميزات التي يحصل عليها الطبيب في بريطانيا تشمل التأمين الصحي وإذا توفي الطبيب تحصل أسرته على 60 ألف جنيه استرليني من الحكومة بالإضافة إلى مستحقاته العادية مثل مكافأة نهاية الخدمة وغيره، كما الطبيب إذا تعرض للإصابة يحصل على إجازة مرضية كاملة المصاريف كما يتقاضى راتبه كاملا.

وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية ذكرت في تقرير لها أن عدد الأطباء لكل 2000 شخص في مصر طبيب واحد، وهي أقل نسبة في أي دولة حتى الدول الفقيرة، في حين أن النسبة العالمية طبيب لكل 133 مواطن، كما أن عدد الأسرة في المستشفيات يبلغ سرير واحد لكل 2000 مواطن، وكل ألف طفل حديث الولادة يموت منهم 11، وهذه الإحصاءات تشير إلى فشل منظومة الصحة في مصر.   

عزوف عن الخدمات الصحية الرسمية

بدوره قال الدكتور مصطفى جاويش المسؤول السابق بوزارة الصحة، إن هناك حالة عزوف من المصريين عن خدمات المنظومة الصحية بسبب تردي أوضاع القطاع الصحي، مضيفا أم منظمة الرفاة العالمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية ذكرت أن مصر والعراق من أسوأ 20 دولة في العالم في مؤشر الرعاية الصحية.

وأضاف "جاويش" أن مؤشر الرعاية الصحية يركز على عدة جوانب منها الإنفاق على قطاع الصحة، ومؤشر العادة وانتشار المخاطر وانتشار بعض الأمراض، مضيفا أن الإنفاق الحكومي على قطاع الصحة في مصر يبلغ حاليا 1.2% فقط من إجمالي الناتج المحلي وهو أقل من المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية بنسبة 9.1% من الناتج المحلي.

وأوضح أن تراجع الإنفاق الحكومي على الصحة يتبعه نقص التجهيزات وتراجع بناء المستشفيات وتدني مستوى الخدمات وأجور الأطباء، مضيفا أن الدستور الذي تم تعديله في 2014 ذكر في المادة 18 أن ميزانية الصحة 3% من الناتج المحلي،  وتزيد سنويا حتى تصل إلى المؤشر العالمي الذي حددته منظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أن المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ذكر في بحث له أن 71% من المصريين عازفون عن الرعاية الصحية الحكومية وباقي النسبة تتفاوت لديهم الرغبة في تلقي الخدمات الصحية الحكومية.