قصف في غزة وتصعيد بالأراضي المحتلة.. ماذا تريد حكومة الاحتلال؟

- ‎فيعربي ودولي

واصل الاحتلال الصهيوني جرائمه حيث قصفت طائراته الحربية، قبل أيام، موقعين تابعين لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أحدهما جنوبي مدينة غزة والآخر شمالي القطاع. ضمن ما زعمت أنه رد على إطلاق بالونات حارقة من القطاع.

ولا يزال الاحتلال يواصل اعتداءاته في القدس لاسيما عبر اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وعمليات هدم لمنازل الفلسطينيين وتهجيرهم لصالح الصهاينة.  

وفي الضفة الغربية المحتلة استشهد شاب فلسطيني في بلدة كفر قاسم داخل الأراضي المحتلة عام 1948 متأثرا بإصابته بعد تعرضه لعملية طعن، فيما أصيب فتى آخر بجروح طفيفة، وتعد هذه جريمة القتل الثانية التي تسجل في الداخل الفلسطيني المحتل خلال أقل من 24 ساعة، حيث استشهد شاب في حي بير الأمير بمدينة الناصرة برصاص قوات الاحتلال فجر السبت الماضي.

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام صهيونية بأن مفاوضات التهدئة الجارية بين حكومة الاحتلال وحركة حماس بوساطة مصرية للتوصل إلى تسوية وصلت إلى طريق مسدود بعد قرابة شهر ونصف الشهر. وأرجع مراقبون سبب عرقلة مفاوضات التهدئة إلى تعنت السلطات الصهيونية واشتراطها ربط ملف الإعمار بملف الجنود الأسرى، بينما في المقابل تتمسك قيادات حركة حماس بموقفها بفصل الملفين عن بعضهما البعض.

بدورها نددت رابطة علماء فلسطين بمماطلة الاحتلال في رفع حصاره المستمر للعام الخامس عشر على التوالي المفروض على قطاع غزة، جاء ذلك في وقفة نظمتها الرابطة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لكسر الحصار على أنقاض برج الجلاء بمدينة غزة الذي دمره الاحتلال في 15 من مايو الماضي والذي كان يضم نحو 30 مؤسسة إعلامية محلية ودولية.

وقال شرحبيل الغريب، المحلل السياسي إنه منذ انتهاء المواجهة العسكرية المسلحة بين فصائل المقاومة والاحتلال بدأت المفاوضات غير المباشرة التي استمرت لأكثر من 40 يوما برعاية القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار والبدء في معركة سياسية مع الاحتلال.

وأضاف في حواره مع تليفزيون "وطن"، أن هناك عددا من الملفات التي يجري الحديث عنها منذ الحين وحتى هذه اللحظة، وحاولت القاهرة خلال الأيام الماضية أن يكون هناك فصل في المسارات بعد إصرار الاحتلال الصهيوني على ابتزاز الفصائل الفلسطينية والضغط على قطاع غزة واستغلال حالة الموقف الإقليمي والدولي تجاه تضييق الحصار على قطاع غزة وابتزاز الشعب الفلسطيني بأنه لا يمكن الحديث عن أي حل إلا بحل موضوع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وأوضح الغريب أن الاحتلال يتعامل مع الشعب الفلسطيني بسياسة التنقيط؛  فكلما استمر الهدوء قدم بعض التسهيلات وهذه السياسة هي سياسة الموت البطيء للشعب الفلسطيني والقتل الممنهج لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون الحصار، مشددا على أن استمرار الحصار جريمة إسرائيلية لا تقل عن العدوان الذي حدث في 11 مايو.

وأشار إلى أن القول بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود وأننا على مقربة من مواجهة جديدة سابق لأوانه، مضيفا أن الاحتلال يراوغ ويبتز ويماطل، لكن المشهد الآن مختلف؛ فحكومة الاحتلال تحمل الكثير من التناقضات وهي حكومة هشة، وهذه السياسة الإسرائيلية تأتي في إطار المناورة مع الفصائل الفلسطينية لفرض معادلة جديدة مع قطاع غزة.

بدوره قال محمد أبوخضير، الصحفي المتخصص في الشأن الفلسطيني، إن سياسة الاحتلال لم تتغير فهو يتعامل بعنجهية، ووزير الحرب الإسرائيلي في الحكومة الجديدة هو نفسه وزير الحرب في عهد نتنياهو وهو ينتمي إلى اليمين المتطرف، مضيفا أن الحكومة الجديدة تريد إثبات أنها أكثر قوة من نتنياهو؛ فعدد المعتقلين في تزايد وعدد الأسرى في ارتفاع وكذلك عدد الشهداء ولم يتوقف القمع الإسرائيلي.

وأضاف أبو خضير، في مداخلة لتليفزيون "وطن"، أن الاحتلال يحاول ترسيخ معادلة جديدة لتعميق الحصار على قطاع غزة وإعادة إنتاج الاحتلال للأسف بمساعدة أطراف عربية وبمساعدة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية لذلك عمليات الاعتقال والقمع والقتل مازالت مستمرة.

وأوضح أن المقاومة خلال المواجهة الأخيرة أثبتت قدرتها على الرد على الاحتلال، لكن المقاومة للأسف ظهرها مكشوف فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ولا تجد دعم أو مساندة، مضيفا أن المقاومة تسعى بكل قوة لترسيخ معادلة جديدة واستعادة الأرض ووقف العدوان على القدس.