عام على رحيل “طبيب الغلابة”.. هل انتهت الإنسانية في شبه دولة العسكر؟

- ‎فيسوشيال

احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالذكرى الأولى لرحيل الدكتور محمد مشالي الذي أطلق عليه "طبيب الغلابة" وتوفي في 28 يوليو عام 2020، عن عمر ناهز 76 عاما.
ولد محمد عبدالغفار مشالي في قرية "ظهر التمساح"، بمركز إيتاي البارود، بمحافظة البحيرة عام 1944، وانتقل مع أسرته، للإقامة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية.
التحق "مشالي" بكلية الطب بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام 1967، متخصصا في الأمراض الباطنية (الطب العام) والحميات والأطفال. وعمل في بداية حياتة في الريف، متنقلا بين الوحدات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وافتتح عيادته الخاصة بمدينة طنطا عام 1975.
كرّس الطبيب حياته لعلاج الفقراء على مدى أكثر من نصف قرن. 
وأحيا النشطاء الذكرى الأولى لرحيل الدكتور محمد مشالي، فكتب محمد حسني: من فقد الدنيا فما فقد أي شيء.. لكن من فقد الآخرة فقد كل شيء.. رحل وترك الأثر الحسن.. الذكرى الأولى لوفاة هذا الرجل العظيم. طبيب الغلابة الدكتور محمد مشالي رحمه الله. 
https://twitter.com/iBn_Anagar_30_7/status/1420396566528024578
وغرد أحمد متعب: "اكتشفت بعد تخرجي أن أبي ضحى بتكاليف علاجه ليجعل مني طبيبا، فعاهدت الله ألا آخذ قرشا واحدا من فقير أو معدوم" طبيب الغلابة محمد مشالي رحمة الله عليه.
https://twitter.com/bn_mt3ab/status/1419729962077151236

نموذج فريد
وانتبهت وسائل إعلام مؤخرا إلى قصة الطبيب مشالي لينال حظا من الشهرة خلال سنوات عمره الأخيرة، ويحوز لقب "طبيب الغلابة".
تعددت الروايات حول سبب تكريس مشالي حياته لعلاج الفقراء، ومن أبرزها أن ذلك جاء تنفيذا لوصية والده، بينما قالت رواية أخرى إن "ما دفعه لذلك وفاة طفل بين يديه، بسب عجز أسرته عن شراء الدواء".
وظل مشالي طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه، وهو خمسة جنيهات، وزاد أخيرا ليصل إلى عشرة جنيهات، بينما يتقاضى غيره مئات الجنيهات،
لكن في حالات كثيرة كان طبيب الفقراء يرفض أن يتقاضى أي أجر، بل يدفع من جيبه الخاص للمرضى لشراء الدواء.

هل انتهت الإنسانية في دولة البيادة؟
الحديث عن الغلابة والتعاون قد يكون من المفردات النادرة الأن في دولة الانقلاب، بعدما جنح المنقلب السيسي بالمصريين إلى ضفة الفقر والجوع والعوز دون رعاية،وهو الذي أقسم قبل 8 أعوام بعد انقلاب أن "المصريين نور عينه".
سبق وأن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع معدلات الفقر في البلاد لتصل إلي 32.5 في المئة من عدد السكان.
وقالت وزيرة التخطيط  في حكومة الانقلاب، هالة السعيد، إن "ارتفاع معدلات الفقر بنسبة 4.7 في المئة، بسبب تطبيق ما أطلق عليه "برنامج الإصلاح الاقتصادي" في الفترة ذاتها، وهو ما تطلب تكلفة على المجتمع و الدولة المصرية، حسب قولها".
وتصدر الصعيد قائمة المحافظات الأكثر فقرا في الجمهورية، حيث سجلت محافظة أسيوط نسبة فقر بين مواطنيها بلغت 66.7 في المئة، تلتها محافظة سوهاج بنسبة 59.6 في المئة، ثم الأقصر 55.3 في المئة، والمنيا 54 في المئة، ثم قنا 41 في المئة.

القطاع الطبي في مصر يتهاوى
في السياق،أكد موقع "ميدل إيست آي" أن "القطاع الطبي في مصر تحت سلطة الانقلاب العسكرى يتهاوى في ظل قلة الإنفاق برغم مزاعم العسكر بذل طاقتهم المالية على هذا القطاع الهام".
وعلى سبيل المثال، في جائحة كورونا حددت وزارة الصحة بحكومة الانقلاب 360 مستشفى في جميع أنحاء البلاد للتعامل مع عدوى كورونا في حين أن وزارة التعليم العالي قد وضعت جانبا عددا أكبر من المستشفيات التعليمية للأشخاص المصابين بالفيروس.
لكن الأطباء يقولون إن "هذا أقل بكثيرمن الأرقام المطلوبة للتعامل مع تدافع المرضى الجدد، مما يعني أن جزءا صغيرا فقط من المصابين يمكن علاجهم".
وفي الوقت نفسه، تزدهر المستشفيات الخاصة، مستفيدة من الطلب المتزايد على فرض أسعار باهظة، ومع ذلك، حتى الأثرياء نسبيا لا يستطيعون تحمل تكاليفها.