بسبب ابتزاز حكومة الانقلاب.. توقف مزارع الدواجن والبط عن الإنتاج

- ‎فيأخبار

 

أهالي قرية برما التابعة لمركز السنطة محافظة الغربية يستغيثون لإنقاذهم من إهمال العسكر ومحاربتهم لوقف نشاطهم الأساسي الذي يعتمدون عليه من أجل توفير لقمة العيش وهو إنتاج الكتكوت البلدي والبط بأنواعه، خاصة في الأعمار الصغيرة من 1 : 15 يوما، والتي تعتمد القرية في تسويقها على أصحاب التربية المنزلية والمزارع الصغيرة المتخصصة في تربية تلك الأنواع.

هذه القرية العريقة في هذا الإنتاج الذي يلبي حاجة الشعب المصري ويوفر له الغذاء يتجاهلها العسكر ولا يهتم بها أي مسئول أو يحل مشكلات أهلها ويرفع من قدراتهم وإمكانياتهم، حتى يتمكنوا من زيادة هذا الإنتاج بشكل يخدم في النهاية المواطن مما أدى إلى توقف مزارعهم ومفرخاتهم عن الإنتاج، وتهديد 80 ألف مواطن يعملون في مملكة الدواجن والبط ببرما بالبطالة وقطع الأرزاق.

 

أسعار العلف

حول هذه الأزمة قال المحاسب محمد نوار موزع كتاكيت وخبير إنتاج داجني إن "برما يعيش فيها حوالي 100 ألف نسمة منهم 80 ألفا على الأقل يعملون بصناعة الدواجن، من تفريخ الكتاكيت والبط وتوزيعها، والقليل منهم يعملون بمشاريع التسمين في مزارع كبيرة بالقرية وضواحيها لإنتاج الدجاجة أو البطة المناسبة للذبح".

وأضاف نوار في تصريحات صحفية أن "المُربي في برما 3 أنواع أولها مربي الأمهات وهو المالك للدواجن أو البط الكبير الذي يبيض البيض المُخصب كي يدخلونه المفرخات المنزلية أو بالمعامل لإنتاج الكتكوت البلدي والساسو أو البط بأنواعه، ومعظم هذه المفرخات توقف إنتاجها نتيجة ارتفاع أسعار العلف وهناك مُربي التسمين الذي يأخذ الكتاكيت أو البط الصغير ويَعلفُه لحين الوصول لسن الذبح وهؤلاء رغم انخفاض أسعار الكتاكيت إلا أن ارتفاع سعر العلف أوقف الكثير منهم خشية الخسارة".

وأوضح أن "المربين يشترون كميات كبيرة من العلف طوال الدورة ومعظمهم يشتري بالأجل ويُسدد مع البيع، وهنا يواجه مخاوف مكاتب شركات الأعلاف أيضاً الذين يتوقعون أي زلزال بأسعار لحم الدواجن أو البط فيخسر المربي، ولا يستطيع السداد فيقدمون الأعلاف بكميات أقل، لأنهم أيضا يشترونها نقدا من الشركات".

وأشار نوار إلى أن "هناك مربي الأعمار المختلفة وهو من يشتري الكتاكيت أو البط عمر يوم من المُفرخ ويقوم بتحضينها أو تربيتها مددا تتراوح بين يوم إلى أسبوعين ويعطيها للسريح وهو البائع الجوال حسب العمر المطلوب منه وهؤلاء أيضا توقف الكثيرون منهم عن العمل، لأن السريح الذي يأخذ منهم إنتاجهم انخفضت كميات توزيعه".

وكشف أن "مربي الأمهات في برما معظم ما ربحوه خلال الـ 10-15 عاما الأخيرة، في هذا العمل خسروه عام 2020-2021 بسبب الارتفاع الجنوني في سعر العلف الذي وصل لـ 9000 جنيه للطن، رغم أن أسعار المكونات لا تتعدى بأي حال الـ 6600 جنيه، بالإضافة لـ 500 جنيه أخرى للوسيط مما سبب زلزالا في الصناعة".

وطالب نوار "بالرقابة على أصحاب مصانع الأعلاف، حتى لا يستغل البعض هذا الارتفاع الجنوني بالأسعار العالمية ليقلل من المكونات النموذجية، أو يضع لها بدائل أقل جودة طلبا لمزيد من الربح أو ليقدم للمربين سعرا تنافسيا أقل يأكل به السوق، ثم تجد المربي نهاية الدورة خاسرا، لأن الأعلاف الرخيصة كانت سيئة".

وحذر من أنه "مع استمرار أسعار الأعلاف في الزيادة لمدة 6 أشهر أخرى سيخرج المزيد من أصحاب المفرخات والمزارع من الإنتاج الذي سينهار، معربا عن تخوفه من أن ينخفض الإنتاج إلى حوالي 40% فقط من احتياجات الشعب المصري وسنكون في حاجة لاستيراد 60% من الخارج بالدولار".

وقال نوار إن "99% من منتجي البطة الصغيرة سواء المفرخات أو المربين تعرضوا لخسائر، بسبب ارتفاع سعر العلف وتكلفة الإنتاج فباعوا ما لديهم من الأمهات وأصبحنا بدلا من أن كنا ننتج 120% من حاجة مصر من البط تراجعنا إلى 40% فقط".

 

عنابر بدائية

وقال الحاج محمد عبد ربه أبو الخير من قدامى مفرخي البط والكتكوت البلدي بقرية برما إن "القرية كانت في السابق تعمل بظروف تفريخ وتربية بدائية لكنها تطورت مع الوقت ووفرت مئات الآلاف من فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر من عمال وباعة أعلاف وأصحاب مفرخات وموزعين ومربين في المنازل ومربين التسمين وباعة المحلات في برما والمدن والمحافظات المجاورة".

وأكد أبو الخير في تصريحات صحفية أن "معظم العنابر بقرية برما عشوائية أو بدائية بلا إمكانيات تربية سهلة وبعضها قديم عمره عشرات السنين أشبه بالعنابر التي كانت في العصور الفرعونية حيث المبنى من الطوب اللبن الطيني والحجارة حتى يعملا كمكيف طبيعي للهواء، فلا تحس الدواجن بالحرارة صيفا أو بالبرد شتاء مع إضاءة طبيعية تأتي عبر "كوَّة" أو فتحات بسقف عنبر التربية تأتي بضوء الشمس ونسمات الريح لتغيير هواء العنبر بشكل هادئ طيلة النهار والليل أضاف لها ملاك هذه العنابر بعض الإضاءة الكهربائية".

وأشار إلى أنه "إذا تم تطوير هذه العنابر بشكل حديث وقروض ميسرة سيتضاعف الإنتاج بشكل كبير وتنخفض الخسائر الناجمة عن الأمراض".

وأعرب أبو الخير عن "حزنه لأنه بدلا من دعم دولة العسكر لهم لتطوير المزارع والمفرخات وتوفير فرص عمل جديده نجد الإهمال الشديد لأهم مناطق إنتاج البط بأنواعه وكتاكيت بلدي وساسو منذ مئات السنين" .

 

دخل إضافي

وأكد محمد أحمد عبد الرازق مربي وموزع أن "كل أهالي برما حتى الموظفين يعملون بصناعة وإنتاج البط والكتاكيت وتوزيعها بحثا عن دخل إضافي يساعدهم في تربية أولادهم وتوفير حياة كريمة، مشيراإلى أن برما بها إنتاج محلي رائع، وهذا يدعم الاقتصاد بدلا من الاستيراد بالعملة الصعبة وحاليا نحن ننتج البط عالي الجودة محليا وبعمالة مصرية وعلف مصري ورغم ذلك لا نجد دعما من دولة العسكر".

وقال عبد الرازق في تصريحات صحفية إن "ارتفاع سعر العلف تسبب في وقف عمليات الإقبال على التربية وتوقفت معظم المُفرخات عن إنتاج صغار البط والكتاكيت البلدي والساسو، وهذا تسبب بوقف مصدر دخل لآلاف العاملين بهذا القطاع الهام واتجه معظمهم للعمل بمهن وأعمال أخرى ليوفروا ما يعولون به أسرهم".

وأوضح أن "أهم المشاكل التي يواجهونها تتمثل في أسعار الأعلاف التي لا تجد أي رقابة عليها من دولة العسكر لافتا إلى أن سعر العلف كان من 3-4 سنوات حوالي 4 آلاف جنيه وصل الأن لحوالي 9 آلاف جنيه وهذا الفارق الكبير يؤذي المربي الذي يتحمل فارق التكلفة".