تنكيس العلم المصري في تيران وصنافير وفضيحة “الاختيار 3” من باع سيناء: مرسي أم السيسي؟

- ‎فيأخبار
قضية "تيران وصنافير" إلى موعد آخر

ما زال نظام السيسي يواصل خداع المصريين عبر دراما ساقطة لا يمكن وصفها إلا بالفاشلة في تزوير حقائق التاريخ المصري، وبأموال المصريين الغلابة والفقراء الذين يعانون الأمرين من غلاء الأسعار والفقر والرسوم والضرائب، فيما تستغل الأجهزة الأمنية والمخابرات للإنتاج الدرامي بمليارات الجنيهات، من أجل تلميع قائد الانقلاب العسكري، وهو ما يخالف الواقع تماما.

إذ فوجيء المصريون في الحلقة الـ11 من مسلسل الاختيار 3، الزعم بأن “الإخوان باعوا سيناء” مدعية أنها تكشف مخطط الجماعة لبيع سيناء وتجنيس أجانب بالجنسية المصرية من أجل تسهيل شرائهم أراضي بسيناء بالمناطق الحدودية، في تمهيد لبيع سيناء.

تلك الأكاذيب تصادف عرضها في يوم 13 أبريل، الذي يوافق يوم تنكيس العلم المصري من على جزيرتي تيران وصنافير  في 13 أبريل 2016، بعدما قرر السيسي تقزيم مصر ، ورد أموال السعودية التي دعمت انقلابه العسكري، ببيع أراضي مصرية ثابتة بجميع الوثائق والمراجع أنها مصرية، وحارب عليها الجنود المصريون وماتوا في حروب مع إسرائيل، وهو ما أثبتته جميع درجات التقاضي في مصر، وهو الحكم التاريخي للمحكمة الإدارية العليا، والتي أكدت مصريتها تماما، إلا أن السيسي تلاعب بالقوانين عبر هيئة قضائية غير مختصة لتلغي الحكم عبر محكمة الأمور المستعجلة، بل وينتقم من القضاة مُصدري الحكم وأبنائهم لاحقا.

هذه الواقعة الفاضحة للسيسي ومخابراته والمؤكدة لخيانته وعساكره لدماء المصريين، والتي تنطلي أيضا على محاولات مخابرات تشوية سمعة وتاريخ الإخوان، سواء بمسلسل الاختيار أو عبر جميع وسائل التشوية  الإعلامية والسياسة.

وفي الحلقة 12 من الاختيار 3،  دار حوار بين عبد الفتاح السيسي حين كان وزيرا للدفاع (يجسد دوره الممثل ياسر جلال) ورئيس مكتبه عباس كامل (يجسد دوره الممثل جمال سليمان) حول نية جماعة الإخوان المسلمين بيع أراض من سيناء لأفراد غير مصريين تم تجنسيهم، وجاء على لسان الممثل الذي يجسد دور السيسي في المسلسل “لأ والله ما يحصل أبدا طول ما إحنا عايشين، ماحدش هايقدر يشتري حدود مصر”.

وهو الحوار الذي أثار سخرية المتابعين لأحداث المسلسل من المصريين بسبب التناقض بين أحداثه وما دار على أرض الواقع، وهو التذكير بقرار السيسي في 30 مارس الماضي.

ونشر القرار في الجريدة الرسمية، وينص على استثناء مدينتي شرم الشيخ ودهب وقطاع خليج العقبة السياحي في محافظة جنوب سيناء من الخضوع لجميع أحكام قانون التنمية المتكاملة في شبه جزيرة سيناء، الصادر بقانون رقم 14 لسنة 2012.

وينص القرار على أن يكون تملك الأراضي والعقارات المبنية في المنطقة للأشخاص من أبوين مصريين وللأشخاص الاعتبارية المصرية المملوك رأس مالها بالكامل لمصريين دون غيرها من أي جنسيات أخرى، ما يعني أن للأجانب الحق في تملك الأراضي دون الحاجة لتجنيس.

فيما اعتبر الإعلامي حافظ المرازي “الحلقة 11 من الاختيار 3 تبدو مصورة قبل القرار الرئاسي الأخير بالسماح للأجانب بالتملك في سيناء ، وأشارت إلى الحفاظ على حدود مصر من دون إشارة للتنازل من دون تحكيم دولي عن تيران وصنافير.

بينما رأى السياسي والبرلماني السابق ثروت نافع “من أكبر إنجازات نظام يوليو هو إزالة الفوارق بين الواقع والدراما لدى العامة، فصدقوا ما يُملى عليهم وليس ما تراه أعينهم، فأصبح واقعهم خرافة وكوميديا سوداء، تيران وصنافير مصرية”.

وعلق سمير العركي “طب والتنازل عن تيران وصنافير، منح الأجانب الحق في التملك في سيناء، لو أنتج الإخوان مسلسلا ضد السيسي لن يخرج أفضل من ذلك، فمع كل حلقة يقارن المصريون بين هذه المزاعم وبين ما حدث بالفعل على أرض الواقع، كملوا برافوا عليكم”.

وأضافت الكاتبة الصحفية شيرين عرفة ساخرة “أهي دي أهم حلقة فعلا في مسلسل (الاختيار 3)  تخيلوا لولا إنقاذ السيسي سيناء، كان ممكن نلاقي الرئيس مرسي الله يرحمه، صحي من النوم في 2016 بيقول لنا أنا أمي قالت لي ما تاخدش حاجة من حد، حتى لو الحد ده أبوك، وبيعمل اتفاقية مع السعودية يتنازل بها عن جزيرتي تيران وصنافير”.

ولعل ما يتناوله السيسي ونظامه من اتهامات وتشوية للاخوان في الدراما أو الإعلام، يجري أمر وأشد منه على أرض الواقع، فحينما قال السيسي في بداية انقلابه العسكري، لن أرفع الأسعار على المواطن المصري إلا بعد ما أغنيه ، وها هو الفقر يبتلع أكثر من 80 مليون مصري.

وحينما قال الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه، فانهال عليهم بالضرائب والرسوم والتصفية الجسدية والإفقار والطرد من الوظائف وتسريح الموظفين بأسلحة عديدة بين اتهامات زائفة  بالإرهاب ومخدرات وعدم حاجة العمل لهم، وقال إنه زاهد في حكم مصر وإن ثلاجته بقت بلا أي شيء سوى المياه لعشر سنوات، ثم بنى أكثر من  10 قصور و استراحة رئاسية واعترف بأنه بنى قصور وسيبني، ثم اشترى طائرات رئاسية بنحو 3 مليار دولار، وشرد المصريين وأزال عقاراتهم ونهب اأراضيهم وأموالهم بمصادرة أو قوانين نزع الملكية، وقام بالتنازل عن مساحات أكبر من دلتا مصر بالبحر المتوسط لليونان وقبرص، وتسبب بأكبر أزمة وجودية لمصر بالتنازل عن الحقوق التاريخية لمياه النيل وسمح لأثيوبيا ببناء أكبر سد في العالم على نهر النيل، ثم يعحز بجيشه وأسلحته المخزونة بالأقبية عن الحفاظ على أمن مصر المائي، ولم يتوقف السيسي عند ذلك بل ورط مصر في أكبر احتلال اقتصادي بتاريخها بسلسلة لا نهائية من الديون ترهن مستقبل كل المصريين للمؤسسات والدول الدائنة، والتي بسببها يعرض أصول مصر وشركاتها الرابحة للإماراتيين والسعوديين والصهاينة أيضا ، وهذه بعض معالم الكوميديا السوداء، التي يحاول السيسي إخفاءها بالتصويب الدرامي نحو معارضيه للتغييب التام عن الواقع المرير.