رغم عزوف المصريين عن الشراء.. الأوكازيون الصيفي يقدم تخفيضات وهمية

- ‎فيتقارير

يشهد الأوكازيون الصيفي عزوفا شبه تام من جانب المصريين رغم التخفيضات التي تقدمها المحال التجارية المشاركة ، وذلك بسبب تراجع القدرة الشرائية والأعباء المالية والاقتصادية التي تواجهها الأسر والتي تجعلها لا تستطيع الحصول على احتياجاتها اليومية الضرورية ، بالإضافة إلى تزايد أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر والذين وصلت أعدادهم إلى أكثر من 60 مليونا وفق بيانات البنك الدولي ، وبالتالي تمتنع هذه الأسر عن شراء الملابس والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية وغيرها من السلع التي تقدم المحال تخفيضات على أسعارها.

ورغم هذا العزوف إلا أن بعض المواطنين اكتشفوا أن بعض المحال تقدم تخفيضات وهمية وغير حقيقية ، وهو ما دفع برلمان السيسي إلى مطالبة وزير تموين الانقلاب، ورئيس جهاز حماية المستهلك، بمواجهة التخفيضات الوهمية في الأوكازيون الصيفي وتشديد الرقابة على المحلات.

 

القدرة الشرائية

حول أسباب تراجع الشراء في الأوكازيون قال الخبير الاقتصادي الدكتور علي الإدريسي إن "نسبة التخفيضات خلال الأوكازيون تختلف من مكان لآخر حسب كون الملابس محلية الصنع أم مستوردة من الخارج، وبالتالي يعرض كل محل من المحال التجارية نسبة تخفيض مختلفة عن المحل الآخر".

وأوضح الإدريسي في تصريحات صحفية أنه من المفترض أن تحقق التخفيضات انتعاشا بعد أن عانت الأسواق من حالة ركود بسبب التأثير السلبي لجائحة فيروس كورونا المستجد والحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار البترول وغيرها من الأزمات العالمية المتوالية.

وأكد أن موسم الأوكازيون وحركة البيع والشراء داخل الأسواق هذا العام بالنسبة للمنتجين والتجار ليست جيدة بسبب تراجع القدرة الشرائية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية التي تضرب مصر ودول العالم، رغم أن المستهلك سيحصل على احتياجاته بأسعار منخفضة عكس ما كانت عليه قبل بدء الأوكازيون.

وطالب الإدريسي الجهات الرقابية المختلفة وجهاز حماية المستهلك أن يكون لهم دور في التصدي للإعلانات الوهمية والمضللة والتخفيضات غير الحقيقية، وتفعيل القانون، مشددا على ضرورة تطبيق الإجراءات القانونية اللازمة من خلال مباحث التموين وغيرها من الأجهزة الرقابية وتغليظ العقوبات وإعلانها حتى تكون رادعة للمخالفين، ومواجهة المخالفات بشكل جذري.

وتوقع، عدم تحقيق قفزة كبيرة في حركة البيع والشراء، إلا أنه سيكون هناك انتعاش داخل الأسواق إلى حد ما، حيث إن ميزانية الأسر محملة بأعباء كثيرة ، لافتا إلى أن هذا الانتعاش سيقلل من حجم خسائر المنتجين والتجار.

 

الملابس الجاهزة

وقال عمرو حسن، رئيس شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية سابقا إن  "المحال التجارية تقبل على المشاركة في الأوكازيون لتنشيط حركة البيع ، موضحا أن التخفيضات هذا الموسم قد تصل لـ ٥٠٪ على الملابس الجاهزة محلية الصنع وكذلك المستوردة".

وكشف حسن في تصريحات صحفية أن الأسواق عانت الفترة الماضية من حالة من الركود في عمليات البيع والشراء وهبوط حركة الشراء ، متوقعا أن يبدأ الانتعاش والتنشيط مرة أخرى داخل الأسواق وتزايد حركة البيع والشراء تزامنا مع بداية موسم الأوكازيون.

وأشار إلى أنه في الوقت الراهن لا تستطيع المحال التجارية المشاركة في التخفيضات عمل تخفيضات وهمية وعرضها على المواطنين، لأن المستهلك حاليا أصبح أكثر وعيا ودراية بهذا الأمر، فضلا عن تطبيق الغرامات المالية على المحلات التي تقدم تخفيضات وهمية.

 

حالة ركود

وقالت الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك إن  "هناك موسمين للتخفيضات سنويا ، وهما الأوكازيون الصيفي في شهر أغسطس من كل عام، والأوكازيون الشتوي في شهر فبراير، موضحة أن التخفيضات تستهدف تقليل حالة الركود في حركة البيع والشراء، والتي جاءت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون في الوقت الراهن نتيجة جائحة فيروس كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية".

وأكدت سعاد الديب في تصريحات صحفية أن المواطنين أصبحوا لا يقبلون إلا على شراء السلع والمنتجات التي يريدونها فقط  ، موضحة أنه رغم أن التخفيضات تؤدي إلى زيادة المبيعات ، لكنها ليست السمة الفعلية التي اعتاد عليها المصريون وأصحاب المحلات التجارية، حيث تغيرت الأولويات والنمط الاستهلاكي بسبب الأزمات الاقتصادية .

وأوضحت أن المستهلك أصبح يحدد احتياجاته في الشراء بناء على الأسعار المتاحة، واحتياجه الضروري للسلع، بحيث لا تشكل ضغطا كبيرا على ميزانيته  ، مشددة على ضرورة معرفة أصحاب المحال التجارية أنه خلال موسم الأوكازيون لا يحققون المكاسب المادية فقط، بل يحققون مكسب ثقة المستهلك في هذا المحل ومنتجاته المعروضة، فلابد من تحقيق المصداقية في العرض ونسبة التخفيض عليه، وكذلك جودة المنتج نفسه وعدم طرح المنتجات المعيوبة بأسعار مخفضة.

وطالبت سعاد الديب بتغيير ثقافة أصحاب المحال والمستهلك من خلال عدم شراء المستهلك إلا ما يحتاجه فقط، ويعتبر الأوكازيون فرصة جيدة له لشرائها بسعر مناسب له، ولابد للمستهلك من النزول إلى الأسواق قبل بداية موسم الأوكازيون لتفقد أسعار السلع التي يرغب في شرائها، ثم النزول مرة أخرى مع بداية الموسم للحصول عليها بالتخفيض الحقيقي المطروح على هذه السلعة .

وشددت على ضرورة أن يكون هناك نوع من المصداقية داخل المحال التجارية المشاركة في الأوكازيون من أجل اكتساب ثقة المستهلك، وتحقيق الربح القليل إلى حد ما من خلال البيع بنسب كبيرة، فهذا أفضل بكثير من البيع بنسب منخفضة بمكسب كبير .