استثمارات وتطبيع وتجسس.. صفقة أمنية بين السيسي ورئيس الحكومة الهندية للتجسس على الإسلاميين

- ‎فيتقارير

ربط مراقبون بين زيارة السيسي إلى العاصمة الهندية نيودلهي صباح الأربعاء 25 يناير، التي أعلن أنها لحشد الاستثمارات وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وبين ما تناوله موقع "إنتلجنس أونلاين" في أكتوبر الماضي، عن تعاون استخباراتي بين الهند ومصر لمكافحة الجماعات الإسلامية، لاسيما الجهادية، في باكستان وأفغانستان، حيث تحرص نيودلهي على الاستفادة من خبرات القاهرة في هذا الشأن، لاسيما خبرات التجسس المصرية على الجماعات الإسلامية ، بحسب الموقع. 
وأشار إلى أنه مقابل هذه الجهود الأمنية التي يساند بها السيسي حكومة الهندوسي ناردينا مودي، توفر الهند له لقاء كبار رجال الأعمال الهنود، حيث يحل ضيف شرف في يوم الجمهورية الهندية الذي يوافق 26 يناير.

وينشغل السيسي بأدوار أمنية على المستوى الإقليمي يتشارك فيها كمتبوع لرئيس الإمارات محمد بن زايد، ومنها دوره وكيلا للأمريكان لمراقبة الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، وعلى أثر هذا الدور طلبت نيودلهي من القاهرة من قبل وزير الدفاع الهندي "إنشاء ممر آمن من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي" تحت حجة تحديات كبيرة في القدرات والاستراتيجية بحسب تقارير هندية.
السيسي يزور الهند بعناوين "المباحثات الاقتصادية" و"استعراض فرص الاستثمار الهندي في مصر" للتعمية على أدوراه المشينة، لاسيما وأن الهند رفضت قبل وقت ليس بالطويل تصدير القمح الهندي إلى مصر ودول عربية أخرى لحاجاتها المسيسة إليه، فضلا عن اشتراطات للمصانع الهندية في مصر بتشغيل العمالة الهندية واستثناء المصريين.

 

مهمة "دفاعية"
تقرير موقع "إنتلجنس أونلاين" عن التعاون استخباراتي بين الهند ومصر لمكافحة الجماعات الإسلامية، جاء على أثر الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الهندي "راجناث سينج" للقاهرة خلال العام الماضي، والتقى خلالها وزير دفاع السيسي وعبدالفتاح السيسي.

واصطحب الوزير الهندي معه خلال الزيارة، وفدا كان بينه قيادات من جناح البحث والتحليل الاستخباراتي (RAW)، برئاسة "سامانت كومار جويل" حيث التقوا قيادات من المخابرات العامة المصرية، لمناقشة التعاون ضد الجماعات الإسلامية المتشددة في باكستان وأفغانستان.
وأضاف التقرير أن "نيودلهي تحرص على الاستفادة من خبرة متخصصي التجسس في القاهرة، المشهورين بفهمهم للحركات الإسلامية المتشددة، والتي يرأس بعضها مصريون مثل "أيمن الظواهري" زعيم "القاعدة" الذي أعلنت واشنطن مقتله بكابل في 31 يوليو الماضي أو خليفته المفترض "سيف العدل" وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية".
وأكد أن التعاون بين القاهرة ونيودلهي يشمل مجال الصناعات الدفاعية، حيث دعا "سينج" المصريين إلى تآزر أقوى في التسلح والتدريب والتدريبات المشتركة ونقل التكنولوجيا والخبرة وتبادل المعلومات.

ولفت الموقع إلى تبادل الزيارات العسكرية، ففي يوليو 2021، زار الهند، قائد القوات الجوية السابق "محمد عباس حلمي" وطرح آنذاك احتمالية استبدال مقاتلات "داسو ميراج 5" القديمة بـ 70 طائرة مقاتلة خفيفة متعددة المهام من شركة "هندوستان" للملاحة الجوية المحدودة.

 

ثلاثي إقليمي
وتتشارك الهند وتل أبيب في علاقات معلنة منذ وقت بعيد لاسيما في مجال الزراعة والهندسة الوراثية والبرمجيات، عوضا عن الجوانب الفنية (سينما بوليود) وأضيف لهما بعد تطبيع أبوظبي وتل أبيب بتوقيع اتفاقات ما يسمى بـ"اتفاقات أبراهام" في أغسطس 2020، مشيرة إلى آفاق سانحة لتطوير شراكة ثلاثية بين كلا البلدين وبين الهند.
وفي ضوء التعاون الثلاثي تهتم الهند بعناوين تنشرها الصحافة العبرية، ومنها هآرتس التي عنونت كمثال مصر في ضيق شديد حتي أنها تفكر في بيع أسهم بقناة السويس  وتلوح للصين، في حين كانت الهند من بين الدول التي تسعى إليها سلطات الانقلاب لأجل شراء أسهم في القناة

تحليل لمؤسسة "أوبزرفر" للأبحاث في نيودلهي أكد تنامي تعميق العلاقات بين أبوظبي والهند وتل أبيب، وهو ما يعني أن الهند أقرب لبيع أسهمها لاحقا إلى من تتعاون ومنذ وقت بعيد تل أبيب.

الباحثان في المؤسسة نافديب سوري وهارون سيثي أشارا إلى أن العلاقات دبلوماسية الكاملة بين الإمارات وإسرائيل تطورت سريعا إلى إرادة سياسية للمضي قدما بسرعة فاجأت العديد من المراقبين في المنطقة، حسبما أورد موقع أوراسيا ريفيو.

 

التطبيع المصري مع الصهاينة

وأشار الباحثان إلى أن القاهرة سبقت أبوظبي عام 1979، عندما وقعت على معاهدة السلام في كامب ديفيد، إلا أن تطبيع أبوظبي وتل أبيب شهد ازدهارا استثنائيا، وتفوق على نظيره المصري.
فبعد 4 عقود من التطبيع المصري الإسرائيلي، بلغت التجارة الثنائية بينهما عام 2021 حوالي 330 مليون دولار فقط، ومعظمها كان مدفوعا بشكل أساسي بالقنوات الحكومية، كما ظل تنامي العلاقات الثقافية بطيئا بسبب العداء الصريح والمعلن من جانب المثقفين المصريين البارزين ومن عامة الناس.
وبعد عام واحد من توقيع "اتفاقات أبراهام" بلغ حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وإسرائيل 900 مليون دولار، وفي الربع الأول من عام 2022 وصل بالفعل إلى 1.5 مليار دولار.
ويشير الباحثان "نافديب سوري" و"هارون سيثي" إلى أن الهند تنظر إلى تنامي العلاقات الإماراتية الإسرائيلية باعتباره "فرصة يمكن الاستفادة منها"، عبر شراكة ثلاثية ترتكز على نقاط القوة الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا المتخصصة وقاعدة الاقتصاد والموارد البشرية الضخمة في الهند ووقدرات الإمارات في مجال الخدمات اللوجستية والاستثمارات وهو الهدف نفسه الذي أعلن عنه السيسي في التعاون المشترك بين تل أبيب وأبوظبي ونيودلهي والقاهرة.
 وبحسب "أوبزرفر" الهندية، فإن المسؤولين في تل أبيب يرون أن الدول الثلاث لديها القدرة على الوصول بحجم التجارة البينية إلى 110 مليار دولار بحلول عام 2030، وتفاعل وفد أعمال من الهند والإمارات مع أعضاء غرفة التجارة "الإسرائيلية الآسيوية" في تل أبيب؛ لمناقشة التعاون في مجالات الأمن الغذائي والتصنيع والأمن السيبراني والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية.

وقالت المؤسسة إن "نجاح شراكة الهند مع الإمارات وإسرائيل قد يدفع باتجاه توسيع الشراكة مع بلدان أخرى، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، من خلال تجمعات اقتصادية صغيرة، مثل مبادرة مجموعة "I2U2" و"منتدى النقب".
وتسعى القاهرة إلى حشد الاستثمارات الأجنبية في الوقت الذي تحاول فيه مواجهة نقص في الدولار أدى إلى انخفاض حاد في قيمة الجنيه.

وفي العام الماضي، سعت إلى مساعدة من الدول الخليجية الحليفة الغنية بالطاقة ومن صندوق النقد الدولي بعد أن فاقمت التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا من التحديات التي تواجهها.

وتسعى القاهرة إلى إقامة علاقات سياسية وتجارية تتجاوز تحالفاتها التقليدية مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية، بما يشمل منطقة أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا.