تلقت أسرة الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي، المعتقل في دولة الإمارات بعد ترحيله قسراً من لبنان أثناء عودته من زيارة إلى سورية، اتصالاً هاتفياً منه استمر دقيقة واحدة، وسط استمرار تعرضه لخطر الإخفاء القسري في مكان غير معلوم مدة تزيد على شهر ونصف شهر.
وأفادت الأسرة في بيان، مساء اليوم الخميس، بأن القرضاوي سأل خلال هذه المكالمة القصيرة وغير الواضحة عن أحوال بناته. وعند استفسار الأسرة عن سبب منعه من التواصل معها أو مع محاميه حتى الآن، رغم مرور مدة طويلة على اعتقاله، أكد أنه سيتاح له قريباً التواصل معهما.
وأعربت الأسرة عن أملها أن يكون هذا الاتصال، رغم قصر مدته وعدم وضوح صوته، مؤشراً إيجابياً على تغيير في نهج الإخفاء القسري الذي يتعرض له الشاعر منذ احتجازه. وناشدت الأسرة السلطات الإماراتية الإفراج الفوري عنه، والسماح له بالتواصل مع محاميه وأفراد عائلته، التزاماً بالقوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وفي السياق نفسه، طالبت 46 منظمة حقوقية عربية ودولية بإطلاق سراح القرضاوي، معبرةً عن قلقها العميق إزاء استمرار إخفائه القسري وغياب أي معلومات حول وضعه القانوني أو مكان احتجازه بعد ترحيله من لبنان إلى الإمارات في 8 يناير/ كانون الثاني 2025.
وكان القرضاوي قد أُوقف في لبنان بتاريخ 28 ديسمبر/ كانون الأول 2024 أثناء عودته من سورية، بناءً على طلب تسليم صادر عن النيابة العامة الإماراتية عبر السفارة اللبنانية في أبوظبي. وبعد استجوابه من قبل النيابة اللبنانية، أصدر مجلس الوزراء اللبناني قراراً بترحيله قسراً إلى الإمارات، استناداً إلى تأكيدات الحكومة الإماراتية لنظيرتها اللبنانية بأن التعامل معه سيتم وفق المعايير الدولية التي تضمن سلامته.
ومنذ وصوله إلى الإمارات، لم تتمكن أسرته أو محاموه من التواصل معه أو الحصول على أي معلومات رسمية بشأن وضعه القانوني، ما أثار مخاوف جدية بشأن سلامته وحرمانه من الضمانات القانونية الأساسية. وفي إطار التضامن معه، شهدت مدن لندن وباريس ولاهاي ونيويورك وقفات احتجاجية أمام سفارات الإمارات، نظمها أصدقاء القرضاوي بمناسبة مرور شهر على ترحيله إلى أبوظبي. كما نظمت حملة “أصدقاء عبد الرحمن” وقفة تضامنية أمام قصر العدل في بيروت، وشاركت في فعالية مماثلة في برلين بحضور أصدقاء الشاعر من المصريين والعرب، إلى جانب متضامنين أجانب من الدول التي شهدت الوقفات.