تنوّعت الأسباب .. “تيران” أم السحب على المكشوف وراء الخلاف بين السيسي وابن سلمان

- ‎فيتقارير

 

مرت العلاقة بين قادة الانقلاب العسكري في مصر وداعميهم من الرياض بمحطات خلافية كثيرة، كان منها تهدئة (اعتبرها البعض تقاربا) بين النظام السعودي وجماعة الإخوان المسلمين، فكانت الرياض أقل الدول الخليجية إرسالا (حتى الآن للإخوان المعتقلين من جانبها إلى سلطات الانقلاب) وآخر تلك المحطات كشف عنه مصريون وسعوديون بعضهم قدم معلومات مثل الكاتب عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الإهرام السابق، والمعتقل السابق أيضا في سجون السيسي، وقريب الصلة من دوائر الأجهزة الأمنية، وكتب مقالا في الأيام الأولى من أبريل الجاري 2025 يشير إلى أن "زيارة ترامب المقبلة للسعودية تتضمن الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية على تيران وصنافير، ويمكن أن يكون هذا أحد أسباب الخلاف بين مصر والسعودية، اللي خلى العيد هناك الأحد وهنا الاثنين"، بحسب ما تضمن مقالا شهيرا له عبر حسابه على "فيسبوك".

ومن المصادر المصرية أيضا الإعلامي معتز مطر الذي سبق وأشار إلى أن أبو راكان يُلزم السيسي حدوده في التعامل مع الأمير محمد بن سلمان الملك الفعلي للبلاد السعودية، وكشف معتز أن السيسي أخد رشوة 100 مليون دولار من ابن سلمان نظير الموافقة على بيع تيران وصنافير، بحسب تقرير لمعتز مطر @moatazmatar وهو من علّق أن "السيسي بيجيب من الآخر، واختلافه دائماً مش على المبدأ، اختلافه على المبلغ".

تيران وصنافير

وكتب سعوديون عن أن "امتناع مصر عن تسليم تيران وصنافير، وتسجيلات بها سخرية بذيئة لسلمان وولده، ومحاولة المخابرات المصرية تجنيد شخص يعمل في الديوان"، بحسب الأكاديمي السعودي د.سعيد بن ناصر الغامدي، الذي تناول أسباب تصاعد الأزمة بين السيسي ومحمد بن سلمان وكشف معلومات خطيرة.

وقال "الغامدي" @saiedibnnasser: "الهمس المتداول حول تصاعد الأزمة بين السيسي ومبس، يتناول أموراً عديدة منها:

 •امتناع مصر عن تسليم جزيرتي ثيران وصنافير (اسمها الحقيقي ثيران بالثاء).

• وصول تسجيلات صوتية للرياض فيها سخرية بذيئة لسلمان وولده.

• محاولة المخابرات المصرية تجنيد شخص يعمل في الديوان.

وعلق "وأياً كان الأمر فإن في ذلك عبرة لأصحاب القلوب المؤمنة، فقد ألقى الله نيران الشقاق بين الحلف الثلاثي الموالي للكيان المحتل (مصر سعودية إمارات) (فَأَغۡرَیۡنَا بَیۡنَهُمُ ٱلۡعَدَاوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ )".
 

https://x.com/saiedibnnasser/status/1913897204034540008

بفعل فاعل

وأشارت حسابات أن الخلاف بفعل البيت الأبيض وأن ترامب يحاول أن يكسب من جميع الأطراف بظل سياسة فرق تسد، وعن ذلك كتب رفيق الله @Profdr_Aallah، "معلومات خطيرة جدا مؤكدة كما قلت لكم، قبل وصول ترامب ترقبوا قطيعة وفضيحة، وما حدث الآن من خلاف سعودي مصري وإماراتي سعودي وقريبا قطري والكيان مع مصر، كلها تمهيد لوصول مهدي التريليونات والخزانة، ليبتلعها كما حدث أول زيارة له ..  م ق.. #السيسي #النصر_الرياض #العاصفة_الترابية #الكويت #سوريا".

https://x.com/Profdr_Aallah/status/1911838789514731600

ولا يخلو الأمر من لطشات تؤكد أن هناك خلافاً ، وإن كانت الأسباب عشوائية مثلما كتب @sux7ii، "سبب خلاف #مصر والمصريين مع كفلائهم السعوديين، إن السيسي يريد بشار ومبسوط فيه يحكم سوريا  ولا يريد #أحمد_الشرع  و السعودية محجمة الإمارات مع مصر بهالأمر".

وتطوع حساب @albasyon للصلح بين طرفي رحى الثورة المضادة، وكتب "للأسف المشكلة أن مافي خلاف حقيقي، الحسابات المأجورة من كلا الطرفين لأجندات صهيونية لن تسمح، الموضوع بسيط حساب مصري حاط علم مصر أو السيسي، وحساب سعودي حاط صورة ولي العهد ربي يحفظه أو علم السعودية، وسب يا عمي وحرك الرعاع من كلا الطرفين، ولا العاقلين ما يشاركون في هذه الفوضى المصطنعة.".

وقف إمداد النفط

ومن بين الأسباب هو تعطل مصر في دفع مستحقات النفط السعودي الذي يصل إلى مصر، في حين تحقق مصر زيادة في إنتاج النفط بحسب تقارير تنشرها مواقع سعودية مثل (الشرق) و(العربية بزنس).

وفي 2016 حدث أول خلاف علني بين الانقلابيين في مصر والنظام السعودي، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية التي تحدثت عن أنه "بسبب تصويت القاهرة بجانب روسيا على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سوريا، والذي رفض المطالب الفرنسية بإنهاء الغارات الجوية التي يشنها الطيران الروسي على محافظة حلب السورية 2016 ".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المبعوث السعودي في الأمم المتحدة، وصف قرار مصر آنذاك بأنه مؤلم، مضيفاً أن مواقف السنغال وماليزيا كانت أقرب كثيراً إلى القرار العربي المتفق عليه، من ذلك الذي تبنته مصر العضو في جامعة الدول العربية.

 

وذكرت الصحيفة أنه بعد يومين، من دعم مصر لقرار روسي باستمرار القصف على الشعب السوري في حلب قال مسؤول بوزارة النفط المصرية: إن "السعودية أبلغت مصر بتعليق مساعداتها النفطية التي تقدر بنحو 700 ألف طن من المنتجات البترولية شهرياً".

إلا أنه سبق أن حدث خلاف بين بن سلمان الذي تسربت معلومات عن منحة منه لمصر ب14 مليار دولار استولى السيسي منها على 12 مليارا دولار لجيبه لم يعطِ الشعب منها سوى مليارين، وهو الخلاف الذي أوعز فيه عباس كامل لأحد الأجهزة الإعلامية صحيفة الجمهورية بشن حملة رعناء على السعودية، وكان أن كتب رئيس التحرير مقالا بالمن والأذى على الرياض، واتهمهم بأنهم حفاة ورعاة الشياة وغيرها من الاتهامات.

 

كما سبق أن تسربت خلافات بين الجانبين لشهور، وندب السيسي عنه مدبولي فكشف ابن سلمان أنه متريب من رحيل السيسي ونظامه فجأة، بحسب التقارير والدوريات الغربية مثل إيكونوميست التي حذرت من الثقب الأسود في مصر، ويمثله السيسي وطالب ابن سلمان تأمين الاستثمارات السعودية بقوانين، ثم ما لبث أن مر ابن سلمان على القاهرة وصولا منها إلى فرنسا، وهي ساعات حتى أُقيل عباس كامل رئيس المخابرات، ولم يتضح إلى الآن السر وراء إقالة عباس ولا فحوى الزيارة الحقيقية.