بعد انسحاب نيودلهى منها رسميًا …هل تنجح باكستان فى إلزام الهند بمعاهدة نهر السند ؟

- ‎فيعربي ودولي

 

توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أيام من التصعيد العسكري بين البلدين، فتح الباب لإعادة النقاش والمباحثات حول معاهدة نهر السند التى لا تزال معلقة، في ظل غياب توافق واضح بشأن مستقبلها.

وتُنظم معاهدة مياه نهر السند، الموقعة عام 1960 بوساطة من البنك الدولي، تقاسم مياه الأنهار الستة المشتركة بين البلدين. لكنها دخلت نفقًا مظلمًا بعد انسحاب الهند رسميًا منها في أبريل الماضي، عقب هجوم دموي استهدف سياحًا في الشطر الهندي من إقليم كشمير.

مخاطر جسيمة

ويرى خبراء أن انهيار المعاهدة يهدد بمخاطر جسيمة، خاصة على باكستان، التي تعتمد بشكل كبير على تدفقات نهر السند لأغراض الزراعة وتوفير المياه للسكان.

تقسم المعاهدة السيطرة على الأنهار، بحيث منحت الهند حق الاستخدام الكامل للأنهار الشرقية (رافي وبيس وسوتليج)، فيما حصلت باكستان على الأنهار الغربية (السند، جيهلوم، شيناب). لكن الخلافات تصاعدت منذ عام 2016، حين طالبت باكستان بتحكيم دولي بسبب مخاوفها من أن مشاريع هندية للطاقة الكهرومائية ستؤثر على حصتها المائية.

البنك الدولي

الهند، من جهتها، طالبت بوجود خبير محايد بدلًا من التحكيم، مما دفع البنك الدولي إلى تجميد كلا المسارين. وفي عام 2022، أعاد البنك تفعيل الآليتين بالتوازي، لكن نيودلهي طالبت رسميًا بإعادة التفاوض على بنود الاتفاق، وهو ما رفضته إسلام آباد.

ويؤكد مراقبون أن غياب وسيط دولي فاعل ساهم في تعقيد المشهد، وإبقاء الاتفاقية في حالة جمود حتى الآن.

ويتوقع المراقبون ان يفتح إعلان الهند وباكستان، أول أمس السبت، التوصل إلى اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار، بعد مواجهات عنيفة بدأت الأربعاء الماضي، إثر غارات جوية هندية على مواقع داخل الأراضي الباكستانية، ردًا على الهجوم في كشمير.

معاهدة نهر السند

وأكدت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، بعد تواصل بين القيادتين العسكريتين في البلدين، مع الاتفاق على استئناف المحادثات مجددًا اليوم الإثنين.

من جانبه، قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار إن بلاده تسعى إلى السلام دون التفريط في السيادة، مشيرًا إلى جهود دبلوماسية شاركت فيها أكثر من 30 دولة لإيقاف القتال، وتفعيل الخطوط الساخنة بين الجيشين.

فى سياق متصل حذرت تقارير دولية من تحول النزاع بين الهند وباكستان إلى ساحة لتنافس تسليحي بين قوى كبرى، وسط تصاعد واردات الأسلحة من الغرب والصين.

وفي حين وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بأنه "كامل وفوري"، لا تزال تساؤلات كبيرة تُطرح حول مصير معاهدة نهر السند، وما إذا كانت التهدئة العسكرية ستُترجم إلى خطوات جدية لإعادة إحيائها، أم أن الأزمة ستبقى حبيسة الخلافات السياسية والمخاوف الأمنية بين الخصمين النوويين.