بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض ولقائه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد كـ (قائم بأعمال الملك)، رغم أن المناصب داخل السعودية ليس فيها هذا المنصب، جاء غياب واضح للملك سلمان الذي تخطى الثمانين من عمره، مع إشاعة غريبة تتعلق بأن أنباء متواترة عن وفاة الشيخ سفر الحوالي 67 سنة في سجون السعودية.
ولم يثنِ ذلك الحقوقيين عن مطالبتهم بالكشف عن مصير الملك ووضعه الصحي والوظيفي فمنصة (حماة الأقصى في بلاد الحرمين) @aqsa_saudi3n قالت "نداء وطني شفاف ومشروع: في ظل غياب الملك سلمان عن المشهد السياسي، وتكرار غيابه عن اللقاءات والمناسبات الكبرى، نطالب ببيان رسمي واضح حول سبب #غياب_الملك..#غياب_الملك_سلمان أمرًا عابرًا..والشعب من حقه أن يعرف.
وأضافت "رئيس دولة كبرى يزور المملكة، و #الملك_غائب تمامًا عن المشهد؟ لا استقبال.. لا لقاء… لا ظهور، هل يُعقل أن يكون الغياب عارضًا؟ أم أن هناك ما لا يُقال؟.. الشعب له الحق أن يعرف #أين_الملك؟".
https://x.com/aqsa_saudi3n/status/1922379123294380471
منصة تدقيق إكس أو ما يعرف ب@grok قالت عن الخبر الآخر: "لا يوجد تأكيد رسمي لخبر وفاة الشيخ سفر الحوالي حتى 13 مايو 2025، الخبر انتشر عبر منشور على إكس، لكن لا توجد تقارير من مصادر موثوقة مثل الجزيرة أو بي بي سي، شائعات مشابهة ظهرت في 2018 وتأكد كذبها، الصورة المرفقة تعود لعام 2018، ربما مرتبطة باعتقاله، ننصح بالتريث حتى يصدر بيان رسمي".
الخبر الذي تداوله مشاهير في مصر ومنهم الكاتب الإسلامي د. محمد عباس @drmohamadabbas3 قال إن الشيخ سفر الحوالي توفاه الله.
https://x.com/drmohamadabbas3/status/1922472032085721437
ولعله سار على من نقل الخبر ابتداء @mohamedyaak فقال فيه: "توفي اليوم الشيخ الجليل سفر الحوالي ـ رحمه الله ـ كان الوحيد من كبار العلماء الذين رفضوا الاستعانة بالأمريكان لقتال العراق من أرض الحرمين عام 1990، الوحيد الذي قال بوضوح إنها موالاة للكافرين على أهل الإسلام، دفع ثمن هذا الموقف من يومها اعتقالا وسجنا وتجريدا من جواز السفر"
https://x.com/mhmdhndawy/status/1922315343420080631
https://x.com/mhmdhndawy/status/1922315770446389344
مطالبات أممية مرفوضة
ولم يصدر عن منصة معتقلي الرأي @m3takl أي تعليق على "الوفاة" ليعطي إحساسا أنه أمر غير مؤكد، إلا أنها نقلت عن خبيرة الأمم المتحدة لحقوق كبار السن الدكتورة كلوديا ماهلر Claudia Mahler، أكدت قلق منظمة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من سجن رجلي الدين سفر الحوالي وسلمان العودة، وخطر الإعدام الذي يواجههما، وظروف سجنهما، وحرمانهما من الرعاية الصحية.
واعتبرت "ماهلر" أن رفض السلطات السعودية السماح لها برؤيتهما مخالف للشروط الدولية وقوانين حقوق الإنسان خصوصًا كبار السن.
وأكدت أنه منذ العام 2006، استقبلت السعودية 4 مقررين أمميين فقط، بينما تجاهلت أو رفضت 16 طلب زيارة، من بين ذلك المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية، والمقرر الخاص المعني بالإعدام والقتل خارج نطاق القضاء وغيرهم من المقررين.
وإن كانت المنصة تتابع أخبار الشيخ ضمن متابعتها وكتبت في أبريل الماضي دعوة لإطلاقه "الحرية للشيخ المسن #سفر_الحوالي الذي يعاني أمراضاً عدّة، فيما لا يزال رهن الاعتقال التعسفي منذ يوليو 2018. ونشر صورة للشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله يطمئن على صحة الشيخ سفر الحوالي.".
والشيخ سفر الحوالي رجل مسن يعاني من أمراض مزمنة، هو واحد من عشرات معتقلي الرأي المسنين الذين تحتجزهم السلطات بظروف لا إنسانية، نطالب بالإفراج عنه وعن أقرانه المعتقلين دون قيد أو شرط.
ويعيش الحوالي في خطر حقيقي يتهدد حياته بشكل كبير، نظراً لوضعه الصحي وسنه وحملت منظمات حقوقية سعودية السلطات المسؤولية التامة عن حياته، وندعو الجميع للتغريد بوسم اسمه كي نزيد الضغط من أجل الإفراج الفوري عنه، قبل أن نفقد باحثاً ومفكراً نتيجة الإهمال الصحي.
في يوليو 2018، اعتقلت السلطات السعودية عبدالرحيم الحوالي، كونه ابن الدكتور سفر الحوالي بعد اعتقال أشقائه الثلاثة إبراهيم الحوالي
وعبدالله الحوالي وعبدالرحمن الحوالي، وفي السجن، تعرض الحوالي للاختفاء القسري والتعذيب الجسدي، كما خضع لمحاكمة غير عادلة لم يُسمح له فيها حتى بتوكيل محامٍ.
وفي أغسطس 2018 مر الشيخ الحوالي (مريض بالفشل الكلوي) بحالة صحية حرجة للغاية وهناك خطر على حياته، وذلك تزامناً مع مرور شهر كامل على اعتقاله مع أبنائه الأربعة وشقيقه سعدالله حيث كان قد أصيب في مارس منذ ذلك العام بكسر في فخذه أثناء وضوئه للصلاة، وأُجريت له عملية ناجحة، بحسب الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد @LoveLiberty.
واعتقل الشيخ الحوالي بعد انتشار نسخة من كتابه "المسلمون والحضارة الغربية". وإلى اليوم، لا يزال رهن الاعتقال.
ومن أبار معتقلي الرياض ما نشرته @m3takl عن صور التعذيب التي تعرّض لها الدكتور علي بن حمزة العمري منذ اعتقاله في سبتمبر 2017: "الضرب الشديد، الصعق بالكهرباء، إطفاء السجائر في جسده، التعذيب النفسي، إضافة لإصابته بفشل كلوي".
وقالت: إن "الشيخ الدكتور عبدالله بصفر دخل عامه الخامس في السجن ولا يزال يعاني مرارة السجن، إذ اعتقلته السلطات السعودية في أغسطس 2020 على خلفية قبوله دعوة لإمامة المصلين في باحة مسجد آيا صوفيا بإسطنبول، فيما يقضي حكمًا جائرًا بالسجن مدة 12 سنة".
ولأكثر من 20 سنة مضت ولا يزال الشيخ سليمان العلوان يعاني ظلمة السجون وظلم السجان، إذ جرى اعتقاله في عام 2004 وأكمل مدة محكوميته الأولى 15 سنة، ثم أكمل محكوميته الثانية 4 سنوات، لكنّ السلطات ترفض إطلاق سراحه.
وعلى خلفية تغريدة تعاطف فيها مع شقيقه سلمان العودة، يقضي الأكاديمي الدكتور خالد العودة، حكمًا جائرًا بالسجن مدة 5 سنوات، بتهمة السعي لتوظيف اعتقال شقيقه لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن، ورغم انتهاء مدة محكوميته، إلاّ إن السلطات ترفض إطلاق سراحه.
وتمر هذه الأيام الذكرى السنوية الرابعة لاعتقال الدكتورة #لينا_الشريف طبيبة أمراض الجهاز الهضمي، والتي اختفت قسريًا منذ اعتقالها ضمن حملة مايو 2021؛ بسبب دفاعها عن قضايا حقوق الإنسان عبر تغريدات في تويتر، ولا معلومات عن ظروف احتجازها حتى الآن.
كما لا معلومات جديدة عن الناشطة الحقوقية إسراء الغمغام، وزوجها موسی الهاشم، اللذين اعتقلا بعد مداهمة منزلهما في القطيف أواخر 2015، وأصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكمًا ضد الهاشم بالسجن مدة 17 سنة وضد الغمغام بالسجن 13 سنة.
ويواجه الشيخ عبدالعزيز آل عبداللطيف المعتقل منذ سبتمبر 2017 تهمًا مُعلّبة مثل: "الخروج على ولي الأمر، زعزعة أمن الدولة، الإخلال بالنظام العام"، وقد حُكم عليه جورًا بالسجن مدة 20 سنة، بعد أن نقضت محكمة الاستئناف حكم الإفراج عنه، بعد انتهاء محكوميته قبل أكثر من عامين.
وخضع المواطن السوداني البريطاني أحمد الدوش المعتقل في السعودية، لجلسة محاكمة جديدة 12 مايو ومُنع الدوش من التواصل مع عائلته لمدة 3 أشهر بعد اعتقاله، قبل أن يُسمح له بذلك في 17 نوفمبر 2024.
كما كان يُسمح له بإجراء مكالمة هاتفية واحدة في الساعة السادسة صباحًا كل يوم أربعاء مع زوجته، ولكن تعليمات صدرت له من قبل ضباط السجن بعدم مناقشة جلسات الاستماع الخاصة به أو الظروف التي كان يعيشها في السجن.
وتحذّر محاميته البريطانية أنه قد يخضع لعقوبة سجن طويلة، فيما طالبت منظمات دولية حقوقية بالإفراج عنه، وانتقدت تقييد السلطات السعودية لحرية الرأي ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.