بعد نُفوق ثلث طيور المزارع.. “الكوسكيدا” مرض صيفي يهدد صناعة الدواجن..

- ‎فيتقارير

شهد اتحاد منتجي الدواجن في مصر  تصريحات متضاربة خرجت من قياداته بشأن حجم نفوق الدواجن خلال الفترة الأخيرة، حيث أكد الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس الاتحاد، أن نسبة النفوق وصلت إلى 30%، فيما نفى الدكتور محمود العناني، رئيس الاتحاد هذه الأرقام ووصفها بأنها "غير دقيقة ولا تمت للواقع بصلة".

العدو الخفي لصناعة الدواجن
 

وأجمع أطباء بيطريون أن الكوكسيدا مرض طفيلي خطير يصيب الدجاج، ويسبب خسائر كبيرة للمزارع بسبب نفوق الطيور بنسبة كبيرة وانخفاض الإنتاجية، وزيادة تكاليف العلاج والعديد من الخسائر، وأن المرض الطفيلي أعراضه التهاب الأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال والغثيان والقيء، فقدان الوزن بسبب سوء الامتصاص الغذائي، الضعف والخمول في الطيور، التهاب الرئتين، مما يؤدي إلى السعال والصعوبة في التنفس، التهاب الكبد، مما يؤدي إلى مشاكل في الهضم والامتصاص الغذائي، يمكن أن تسبب التهاب الدم، مما يؤدي إلى مشاكل في الدورة الدموية، في الحالات الشديدة، الكوكسيدا يمكن أن تسبب الوفاة في الطيور.

توابع المرض

وقالت منصة متخصصة في منتجات صحة الحيوان: إن "الكوسكيدا يتسبب جراء هذه المعاناة في نقص الإنتاج، وأكدت أن المرض ينتقل عبر العلف أو الماء الملوث ببراز الطيور المصابة، أو الأدوات الملوثة، ويزداد في الظروف غير الصحية والازدحام وأول علاماته؛ انتفاش الريش، وإسهال شديد قد يحتوي على دم أو مخاط وارتفاع معدل النفوق".

وأضافوا أن العلاج في المادة الفعالة "داي كلازوريل" والذي له القدرة العالية في القضاء على طفيل الإيميريا (المسبب للكوكسيدا ) في أسرع وقت، مضيفين أن "ديكلازوريل" يقلل من درجات الإصابة، ويحسن أداء وصحة الطيور، كما أنه ثابت حراريا فلا يتأثر بمعاملة العلف بالحرارة ولا يغير طعم  الماء.

30% من الدواجن نفقت و70% أوزانها سيئة

ومن جانبه أكد د.ثروت الزيني رئيس شعبة إنتاج الدواجن في تصريحات صحفية أن الوضع الوبائي الحالي للدواجن تسبب في نفوق نحو 30% منها على مستوى المحافظات، محذرًا من أن 70% من الكميات المتبقية تعاني من ضعف في الأوزان نتيجة التأثر بالعدوى الموسمية.

 

وأضاف، "نحن طالبنا وزارة الزراعة، وهيئة الخدمات البيطرية بوضع خطة استباقية منذ خمسة أشهر، لكن لم تتم الاستجابة، والنتيجة أن فيروسا موسميا ضرب المزارع مع أول موجة رياح الشهر الماضي".

وأكد أن المربين يتكبدون خسائر فادحة، موضحًا أن سعر بيع الكيلو في المزارع وصل إلى 95 جنيهًا، وهو رقم غير مُجدٍ اقتصاديًا ويعجز عن تغطية التكاليف.

واتفق رئيس الاتحاد لمربي الدواجن محمود عناني من أن "بعض المشكلات التي تحدث في مزارع بدائية صغيرة، نتيجة لسوء التهوية أو ارتفاع نسبة الرطوبة لا تعني وجود أزمة عامة، مضيفًا أن السوق حاليًا يشهد استقرارًا والأسعار المتداولة عادلة لكل من المنتج والمستهلك".

ومن جانبها أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بحكومة السيسي، أن صناعة الدواجن في مصر صناعة مستقرة، وهناك متابعة دائمة من خلال أجهزة الوزارة المعنية متمثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية وقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة للقطعان والمزارع، ولم يتم تسجيل حالات نفوق، كما أن جميع التحصينات متوفرة من خلال معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، والوحدات البيطرية بجميع أنحاء الجمهورية.

 

 

وأكد الدكتور حامد الأقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن حالة مزارع الدواجن في مصر، مطمئنة، وصناعة الدواجن تعد من الصناعات المستقرة، فضلا عن توافر جميع التحصينات ولا يوجد أي نقص بها، فضلا عن استمرار  أعمال الترصد الوبائي المستمرة، التي تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديرياتها بالمحافظات، من خلال الكفاءات الطبية البيطرية المدربة، والمؤهلة التي تتولى بشكل دائم أعمال المتابعة، والتواصل مع المربين، وتقديم الدعم الفني والتوعية والإرشاد لهم.

وأضاف الأقنص، أن الهيئة لم تتلقَ أي بلاغات حول انتشار  حالات نفوق نتيجة نقص في التحصينات أو انتشار أية أوبئة أو أمراض، وهو مالم تكشف عنه أيضا أي من فرق التقصي والترصد الوبائي بالهيئة، وناشدت الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أي مربي وأي مزرعة حدث لها أي ضرر، التواصل مع الهيئة أو أقرب مديرية طب بيطري، ليقوم فريق متخصص باستطلاع الأمر وتقديم المساعدة اللازمة.

و80% من حجم الإنتاج الداجني موجود لدى صغار المربين ، في حين تمتلك الشركات الكبرى 20% فقط، وأن الدولة توفر الدعم سواء الفني أو اللوجيستي أو المالي لتطوير مزارع الدواجن وتحويلها من النظام المفتوح إلى نظام التربية المغلق، مما يترتب عليه زيادة في الانتاجية والاستثمارات وتحسين العائد الاقتصادي، بحسب زعمه.

 

واعترف محمود عناني رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن أن هناك نفوقا، ولكنه قال إن نسب النفوق لا تتعدى ال4% في مزارع الدواجن ولا يوجد أي أوبئة بين القطعان.

 

 

وأوضح أن انخفاض أسعار الدواجن في الأسواق حاليًا يدل على وفرة في الإنتاج، وليس العكس، وأضاف: "لو كنا نواجه كارثة نفوق بهذا الحجم، لما رأينا الأسعار تنخفض، بل كانت ستشهد ارتفاعًا حادًا".