بظل ضعفها وغياب إصلاحها .. إغلاق قصور الثقافة فنكوش لتوسيع مساحة الجدل

- ‎فيتقارير

جرت العادة أن تطرح قنوات وصحف إعلام المتحدة الشيء ونقيضه على سبيل نشر الشائعات في دولة المخابرات، ومن ذلك سحب وزير الثقافة، بحكومة السيسي الدكتور أحمد فؤاد، ما قيل بشأن غلق بعض قصور وبيوت الثقافة أو الشقق المؤجّرة التابعة لها يتضمن قدرًا كبيرًا من المغالطات، وقال: إن "الوزارة لم تصدر أي قرارات بغلق منشآت ثقافية تؤدي دورًا مجتمعيًا حقيقيًا".
 

وعمليا استبدلت وزارة التنمية المحلية دور قصور الثقافة الضحلة ثقافيا من خلال "مكتبة مصر" التي باتت تغطي جانب الثقافة القرائية بمكتبات للطفل والسمعية من خلال الدورات التدريبية، بل وتشارك محليا بعض الأسر المنتجة، إلا أن ذلك كله وكأنها ناد خاص يتلقى عن كل نشاط مشاركة من الأطفال المشاركين (لا يوجد شيء مجاني).
 

وعمليا أيضا لا تُستغل قصور الثقافة الاستغلال الأمثل في تطوير المكتبات أو تبني عروضا مسرحية لفرق الهُواة، كما غابت الندوات الثقافية في مجالات الثقافة المتعددة، وتحولت إلى مقرات سياسية للدعاية لرأس النظام و"برامجه" و"إنجازاته"، كما تغيب أيضا من قصور الثقافة الأمسيات الشعرية التي كان يتبارى فيها الشباب لإلقاء أشعارهم، وهم في بدايات العمر أو عرض مجموعاتهم القصصية.
 

وزير السيسي للثقافة أشار بنفسه إلى أن قرار وقف قصور الثقافة يخضع لعملية تقييم شاملة تشمل مراجعة الأوضاع، وإعادة تنظيم العمل، ورفع كفاءة بعض المنشآت، سواء من حيث البنية التحتية أو الكوادر البشرية، مشيرًا إلى أن الأمر لا يزال في إطار الدراسة والتنسيق، ولم يُتخذ أي قرار نهائي حتى الآن.

احتقار الثقافة

وقال متابعون: "إن قرر السيسي غلق بيوت الثقافة فإنه سيتبعه إغلاق ١٢٠ قصراً للثقافة في المحافظات ترشيداً للإنفاق، وهي تشبه إلى حد بعيد عجز المدرسين البالغ ٧٠٠ ألف مدرس، وبسبب الموازنة".

وفي 22 أكتوبر  الماضي أرسل جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة، خطابات إلى سبع جهات تقع على نيل جزيرة منيل الروضة، لإبلاغهم بإلغاء عقود حق الانتفاع، وعدم تجديدها، مع مطالبتهم بإخلاء مواقعهم فورًا، وذلك بناءًا على تعليمات رئاسية، وكان بين الجهات التي وصلتها خطابات الإخلاء  حديقة أم كلثوم التابعة لمحافظة القاهرة، والمسرح العائم التابع لوزارة الثقافة.

وعلى ذكر أن إغلاق قصور الثقافة شائعة فإن جهات عديدة أصدرت بيانات ترفض الفكرة من حيث المبدأ، حتى إن حزب "السيسي العرجاني" الجديد (الجبهة الوطنية) أصدر بيانا يعبر عن قلقه البالغ من قرار وزارة الثقافة إغلاق عدد من قصور الثقافة بالمحافظات لأسباب مختلفة، وتعلن الأمانة عن تضامنها مع جموع المثقفين، في التحذير من خطر مثل هذه القرارات على الوعي الجمعي للمصريين وهويتهم وثقافتهم، خاصة أن قصور الثقافة هي منبع الفكر والفنون، ولها دور كبير في الحفاظ على تاريخ الثقافة المصرية المميز عبر العصور، ومواجهة كل ما هو متطرف من أفكار وسلوكيات.
 

 

وأكدت أمانة الثقافة والفنون في بيان لها على ضرورة قيام وزارة الثقافة بحل مشكلات قصور الثقافة المقترح إغلاقها وإتاحة حوار مجتمعي يساهم في طرح حلول بديلة تسهم في دعمها وليس إغلاقها، خاصة أن قصور الثقافة ليست مجرد مبان، بل هي منارات للإبداع والتنوير وجسور تصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتصدر الإلهام للأجيال وتوجيه للطاقات الإبداعية للشباب نحو التنمية والتقدم وإثراء القوة الناعمة للبلاد.

وكان القرار الذي تداوله ناشطون عبارة عن صورة ضوئية لقرار أحمد اللبان مساعد لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة،  تؤكد على الغلق بشكل صريح، لأن إعادة توزيع العاملين بهذه الأماكن على أماكن أخرى يعني بكل وضوح غلق هذه الأماكن حتى ولو كان بشكل مؤقت لحين إعادة النظر.
 

وقال الكاتب "حسين مرسي": "الواقع الذي لايمكن إنكاره أن جميع قصور الثقافة على مستوى الجمهورية تحتاج لإعادة النظر في دورها المنوط بها، وما تقدمه لأبنائنا وشبابنا في فترة حرجة تحتاج فيها الدولة لاستيعاب وتوعية شبابها بكل ما يحاك ضد الوطن وتنمية مهاراتهم الثقافية والأدبية، ليكونوا نواة لأجيال قادمة من المبدعين الذين يعرفون قيمة الثقافة ودورها في تنمية الأوطان وتعزيز الانتماء".

وأضاف "نعم وبوضوح شديد فكل قصور الثقافة على مستوى الجمهورية أو معظمها لم تعد تقدم الخدمة الثقافية المطلوبة والتي تستهدف بشكل أساسي الشباب في أعمار متفاوتة لتقدم لهم وجبات ثقافية وأنشطة هادفة تنمي مواهبهم وتساهم بشكل كبير في تشكيل شخصياتهم ليكونوا نماذج ناجحة داعمة لوطنهم ولأنفسهم .".
 

وأشار إلى أنه "مع إعادة النظر في دور ومهام قصور الثقافة ليكون لها دور ملموس في تكوين الشخصية المصرية، و في حشد الشباب وتكوين شخصياتهم وثقافاتهم بالشكل الصحيح ".