من لقاء رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب، في أول زيارة رسمية له في ولايته الحالية إلى الشرق الأوسط، خلال الشهر المنصرم بالرئيس السوري وإشادته بوسامته وقوته، فضلا عن الدعم السعودي غير المسبوق في رفع العقوبات عن دمشق، بدأت النيران تزيد اشتعالا بقعر زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وهو يحاكم من خلال قضائه "الشامخ" الرئيس أحمد الشرع غيابيًا بتهمة إبادة العلويين والدروز، في خطوة اعتبرها مراقبون تعكس انحطاطًا قضائيًا وأخلاقيًا غير مسبوق.
وضمن هذه السابقة، بدأ "القضاء" في مصر محاكمة مسيسة غيابيًا كالتي يضعها الانقلاب أمام الرافضين والمعارضين له ضد الرئيس أحمد الشرع، بتهم ملفقة تتعلق بـ"إبادة العلويين" والدروز، في مشهد إعلامي وقضائي عبثي يعكس حجم التوظيف السياسي للعدالة في خدمة الأنظمة القمعية، بحسب حقوقيين سوريين.
وتساءل السوريون والعرب بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان: "أين كان قضاء السيسي طوال 14 عامًا من القتل والتشريد، وهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها في سيناء؟ أين كان عندما تحوّلت مصر إلى دولة اعتقال جماعي وقبور جماعية؟ هل رأى هذا القضاء صيدنايا؟ هل قرأ تقارير #مجازر_الأسد؟ هل سمع عن غرف الأسيد والمكابس والدفن الحي؟".
وتمنى الكاتب والمحلل السياسي السوري منذ الزملاكاني @alzamalkani ثورة تجتث العفش "اللهم أكرمنا بثورة شعبية في مصر تقر بها عيون شعب مصر و شعوبنا جميعاً".
https://x.com/alzamalkani/status/1928919366600380634
وقال الكاتب السوري غسان ياسين @ghassanyasin: "شيء مؤسف أن يكون أسوء موقف عربي تجاه سوريا الجديدة بعد الجزائر هو الموقف المصري، لن أخوض في الأسباب والتفاصيل، لكن أن يصل الأمر لأن تسمح المخابرات المصرية بإقامة دعوى قضائية ضد سوريا بحجة ارتكاب المجازر بحق الأقليات؟".
وتساءل: "هلعلى اعتبار مصر الحالية هي ذاتها دولة محمد علي، وهم التأثير المصري وأدوار مصر القديمة لايزال يسكن بعض الرؤوس المصرية سواء من هم في السلطة أو من بعض النخب ، لن تحتاج لأن تكون منظّراً سياسيا لتعرف أنه من لحظة هبوط طائرة أنور السادات في فلسطين المحتلة تخلت مصر طواعية عن كل أدوارها ورضيت أن تكون على الهامش، رغم كل هذه الأفول المصري الواضح وضوح الشمس، لكن بعض المصريين لازالوا ينظرون إلى سوريا من نافذة المشير عبدالحكيم عامر المحطمة".
https://x.com/ghassanyasin/status/1928837339888939438
وجاء قرار المحكمة الإدارية في مصر متوافقا مع حملة مسعورة على قنوات المتحدة "بدلاً من أن يُسلّط الضوء على جرائم الأسد بحق السوريين، يشارك في تبييض صفحته عبر شيطنة الضحايا، وتوجيه اتهامات لمن وقفوا في وجه الاستبداد، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن أنظمة الطغيان التي يدّعي محاربتها".
واعتبر خبراء وسياسيون أن "هذه المحاكمة ليست سوى محاولة رخيصة لتلميع صورة نظام طائفي قاتل، وتكريس سردية زائفة تخدم أجندات خارجية معادية لطموحات الشعوب في الحرية والعدالة".
مشيرين إلى أن "السيسي ليس فقط عدوًا للديمقراطية، بل شريكًا في تدمير مستقبل المنطقة، وقضاؤه ليس أكثر من أداة قمع سياسي يُدار من القصر الجمهوري ودوائر الأمن".
وأشار السياسي السوري أحمد رمضان @AhmedRamadan_SY إلى مصر ضمن دول ستتلاشى وإلى سوريا ضمن أخرى ستنهض .
وقال رمضان : "العالم يشهد تغييراً هو الأكبر منذ قرن ونصف، ثمَّة تغيير جذري جيوسياسي، انطلق بصراع حدِّي سياسي، اقتصادي واجتماعي، والآن وصل ذروته، ومحاور الصراع باتت واضحة، وجذوره الاقتصادية والهيمنة على الثروات، والقوة العسكرية أداة ضغطٍ وحسم".
هناك دول ستتلاشى وتنتهي بغض النظر عن تاريخها، وهي:
• دول فاشلة: نخرها الفساد، ولا يمكن إصلاح بنيتها، وقيادتها فاشلة إدارياً، وعاجزة سياسياً، وتشكل مصدر خطر لاحتمال تدفق لاجئين منها.
• دول معونات: تعيش على المساعدات، وغير قادرة على التخلي عنها، ولا تملك القدرة على التموضع الصحيح في نظام دولي قائم على الكفاءة الاقتصادية والمساهمة في الإنتاج العالمي، والجهات التي تقدم المعونات والمساعدات تتجه للتخلي التدريجي عن هذا الدور.
• دول وظيفية: نشأت في ظلِّ ظرف دولي وإقليمي، وأُوكل لها دور، ولكن هذا الدور لم تعد هناك حاجة إليه في ظل المتغيرات، وما لم تنجح هذه الدول في إيجاد تموضع جديد مع أدوار مناسبة، فإنها ستكون خارج المعادلة.
هذا المستوى الكبير من اندلاع الصراعات والحروب، يعود جزء رئيس منه، إلى شعور الدول بأنَّ الأرضية التي تقف عليها لم تعد صُلبة، وأنَّ الأنظمة تواجه تحدي البقاء والاستمرار.
وعن سوريا والدول التي ستنهض وتلعب دوراً مهماً في النظام العالمي المقبل، قال "رمضان" إن خصائصها:
• البنية التحتية الحديثة: نجحت في تحديث البنية التحتية، وإدماجها ضمن منظومة الذكاء الاصطناعي، وربطها بالنظام العالمي، وتملك العناصر الكفوءة لتشغيلها، مع تفعيل أنظمة الحوكمة والشفافية ومحاربة الفساد.
• الدينامية الاقتصادية والجذب الاستثماري: اعتماد نظام اقتصادي منفتح وغير مغلق، ولديه القدرة على التفاعل مع الإقليم والعالم، والتحرك ضمن إطار شفاف، يستوعب الطاقات ورؤوس الأموال، ويحولها إلى قوة إنتاجية عالية.
• تحييد الحروب والنزاعات: هناك محوران يتصارعان، الأول يتبنى منطق صياغة العالم عبر الحروب والتحكم فيها، والثاني دمج الدول في منظومة تعاون اقتصادي تعود بالفائدة على الجميع، وهو الذي يجري العمل عليه، والدول التي سوف تتلاشى هي التي تعجز عن الانخراط الفاعل في هذا المحور.
ورأى أنه دون غيران وسوريا والكيان الصهيوني اللذان رسما لنفسيهما الوضع فإن "ثلاث دول في الإقليم ستواجه تغييراً غير بعيد في مشهدها السياسي، مما يمكنها من الانخراط في المنظومة الجديدة عقب التغييرات المتوقعة." ويبدو أنه يشير إلى مصر بينها.
https://x.com/AhmedRamadan_SY/status/1928761937871122519
اتفاق من حيث المبدأ
الكاتب المصري سليم عزوز @selimazouz1 قال: "للأسف ليس أمام مصر بوضعها الحالي خيارات، أو مسارات، بديلة، مضيفا أن خليج اليوم، ليس هو الخليج المعطاء في 2013، فخذ من التل يختل، وإلى متى؟ ثم إن الخليج أمامه سوريا الجديدة مهتم بالإستثمار فيها (أقصد الاسثتمار السياسي)!".
وأشار إلى أنه "لا توجد مسارات أخرى.. حلف مع الأردن والعراق..و..و..؟ما وزنه في سياق ما تحتاجه مصر.. ومصر حاجتها للمال وليس للعشرة الطيبة!.. أين تذهب؟ إلى إيران؟ فماذا بقي من إيران؟، والمهم قبل الإقدام على هذه الخطوة هو الوعي بأنها تمثل تحدياً لن يكون مقبولاً من مصر، وهو التحدي الذي كان أبو علاء واعياً له، ليس فقط لعلاقته المتميزة بالمملكة العربية السعودية!".
وتساءل "هل يكون البديل هو ما يردده الغوغاء، أن مصر أولا، ولا شأن لنا بأحد، ونحن فراعنة لا عرب، تفضل براحتك، لكن انتبه أنها شعارات كانت ترفع في زمن كانت فيه مصر تقدم نفسها على أنها تحارب نيابة عن العرب.. والآن أنت لن تحارب ولا أحد يريدك أن تحارب.. تحارب من؟ كلها بدائل مأزومة".
