أتلف سامح أبو عرايس بوصلة كثير من رافضي ومعارضي الانقلاب لاسيما من الشباب بتناقل كلماته وهو يعارض السيسي أحيانا، حتى جرى اعتقاله قبل أسابيع ثم سرعة إطلاق سراحه قبل أيام في إجراء نادر الحدوث مع المعارضين الحقيقيين أو الموظفين بمهام في الخارج مثل رامي جان والغمري ومهدي علي وغيرهم من القرب المثقوبة التي تملأ بالماء لا لتحتفظ به بل لتهدره….
وكان سامح أبو العرايس قد شن في الآونة الأخيرة حملة شرسة ضد النظام السعودي، ودخل في سجالات مع الحملات التي تقودها اللجان الإلكترونية، والتي تبادلت الإساءات بين أنصار النظامين في مصر والسعودية بين "العظمى" في الاتجاهين.
وفي الأصل يعد سامح أبو عرايس اقتصادي متخصص في البورصة وأسواق المال العالمية، وبرز اسمه كناشط سياسي على مواقع التواصل الاجتماعي خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011 كأحد قادة حملة "آسفين يا ريس" الداعمة لحسني مبارك، وأسس حركة أبناء مبارك، وشارك في حملة لدعم اللواء الراحل عمر سليمان لرئاسة الجمهورية، كما كان من المؤيدين لترشح جمال مبارك.
واعتقلت الأجهزة، ابو عرايس من منزله قبل أن تعتقل "التوكتوكر" في محافظة الغربية بتهمه الانضمام لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة وقررت النيابة حبسه 15 يوما وإيداعه سجن العاشر من رمضان. لاحقاً تم الإفراج عن أبو العرايس كما قالت الشبكة المصرية لحقوق الانسان.
وكان ناشطون منحازون لثورة يناير وضد مبارك قد تضامنوا معه كمعتقل ولكنهم سخروا من إطلاق سراحه حيث كتبت ماهينور Mahienour El-Massry، "خلاص بقى نرجع لقواعدنا سالمين قبل التضامن معاه .. حورس سترها معاه. ".
وجاء اعتقال أبو عرايس بعد يوم واحد من نشره تدوينة على حسابه بمنصة X، انتقد فيها المملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب مصادر الشبكة المصرية، فقد تدخلت بعض الشخصيات العامة البارزة للمطالبة بإخلاء سبيله فور اعتقاله، إلا أن تلك الجهود لم تُكلل بالنجاح آنذاك. غير أن قرار إخلاء سبيله الصادر اليوم يُعد إجراءً نادر الحدوث في السنوات الأخيرة، إذ جرت العادة على استمرار حبس المعتقلين السياسيين لفترات طويلة قد تمتد لأشهر أو سنوات قبل النظر في إخلاء سبيلهم.
وتساءل الناشط السياسي عمرو عبد الهادي @amrelhady4000، "#السيسى اعتقل المجنون سامح ابو عرايس.. مش عارف اتعاطف معاه والا اشمت فيه بعد هجومه عليا.. على العموم الاله حورس اكيد له مغزى من اللي حصل ميعرفوش غير سامح نفسه اكيد هيجيله في الزنزانة يحكيله كانو بيعملو ايه في الظروف دي.. #السيسي ده لا تعريص له نافع ولا سرقه معاه شافع".
والإله حورس هو ما روج أبو عرايس لنفسه من أنه يتبع عقيدة حورس قال مراقبون إنه لإثارة الجدل المعروف عنه بسبب مواقف وتصريحات غير تقليدية تتعلق بالمعتقدات الدينية.
وعرضت الأجهزة أبو عرايس الثلاثاء 5 اغسطس الماضى على نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بتهم تشمل “نشر أخبار كاذبة” و*“الانضمام إلى جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون”*. وقد تم ترحيله إلى سجن العاشر من رمضان ثم أطلق سراحه في صباح 16 اغسطس.
وأبو عرايس – وهو من المؤيدين المعروفين للسلطات– تم توقيفه بعد يوم واحد فقط من نشره تغريدة عبر منصة “إكس” انتقد فيها السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، قال فيها: "مؤتمر نيويورك السعودي الفرنسي حول فلسطين هو مجرد بروباجاندا وشو إعلامي تحاول به السعودية السطو على الدور المصري في القضية الفلسطينية على أمل تحقيق زعامة إقليمية، ويحاول محمد بن سلمان من خلاله تلميع صورته أمام شعبه وشعوب المنطقة بعد موقفهم ضد فلسطين في بداية عملية طوفان الأقصى".
غير أن كثيرا من المحللين رأوا تراجعا في الدور المصري فعليا تجاه فلسطين مقارنة بأدوار إقليمية أخرى، مثل قطر والإمارات.
وقال الباحث والمحلل السياسي محمود الجرف r-Mahmoud Al Garf الباحث المتخصص في القانون الدولي والقانون الدولي الاقتصادي:
"تمثل زيارات رؤساء الولايات المتحدة للشرق الأوسط مؤشرًا بالغ الأهمية على خريطة النفوذ والأولويات الاستراتيجية الأمريكية وغياب مصر عن أجندة زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة يرجع لعدة أسباب.. وهى :
أولًا: تراجع الدور الإقليمي المصري
شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا نسبيًا في الدور المصري على مستوى القضايا الإقليمية الكبرى مثل القضية الفلسطينية والملف الليبي وسد النهضة هذا التراجع قد يكون ناتجًا عن عوامل داخلية (اقتصادية) قامت بعض الدول باستغلالها لإضعاف هذا الدور، مما ادى إلى تحولات إقليمية ادت إلى صعود أدوار فاعلين جدد.
ثانياً: إعادة تشكيل التحالفات الأمريكية في المنطقة حيث باتت أكثر تركيزًا على الشراكات الاقتصادية مع دول الخليج، في ضوء المصالح الاقتصادية والتطبيع مع “إسرائيل” ما يجعل الأولوية للدول الأكثر قدرة على تقديم أدوار وظيفية محددة في الملفات الحساسة بجانب إرضاء تلك الدول مقابل تعهدات بضخ المزيد من الأموال فى الاقتصاد الامريكي.
ثالثاً: البرود في العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية
شهدت العلاقات بين القاهرة وواشنطن فترات توتر ناعم بسبب تباينات في السياسات الخارجية خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة ما أدى إلى نوع من الفتور السياسي يمكن أن ينعكس على شكل الزيارات الرسمية الحالية.
رابعاً: محدودية الدور المصري في الملفات ذات الأولوية الأمريكية
تركز الولايات المتحدة حاليًا على قضايا مثل أمن الملاحة في الخليج والتهديدات الإيرانية والتطبيع والطاقة ورغم أهمية مصر الجغرافية والسياسية إلا أنها لم تعد لاعبًا محوريًا في هذه الملفات كما كانت في عقود سابقة.
خامساً: استراتيجية الضغط أو التهميش المؤقت
قد يكون التجاهل جزءًا من استراتيجية أمريكية لإعادة ضبط التوازنات في المنطقة وتثبيت اركان الدول ذات الادوار المؤثرة الحالية وتهميش دور مصر للقيام بتعديل في مواقفها الخارجية.
