شهد اقليم كردستان فى العراق انقطاعا شاملا للكهرباء فى كل أرجاء الإقليم ليلة أمس بعد هجوم بطائرة مسيّرة استهدف حقل كورمور الغازي في قضاء جمجمال بمحافظة السليمانية، وهو الحقل الذي يعد شريان الطاقة الرئيسي في الإقليم.
وقال أوميد أحمد المتحدث باسم وزارة الكهرباء، إن الهجوم تسبب فى توقف ضخ الغاز بشكل كامل إلى محطات توليد الكهرباء، مؤكدًا أن انقطاع الكهرباء في كردستان جاء نتيجة توقف 80% من الإنتاج المعتمد على غاز كورمور، وهو ما أدى إلى انهيار الشبكة الوطنية.
وأكد أن أثر الهجوم كان فوريًا وواسعًا، نظرًا لارتباط معظم محطات التوليد بخطوط تغذية تعتمد بشكل مباشر على الحقل، مما جعل انقطاع الكهرباء في كردستان حدثًا غير مسبوق من حيث سرعة التأثير واتساعه.
وبحسب المعلومات الأولية التي نقلتها شبكة رووداو استهدفت الطائرة المسيّرة مستودعًا لتخزين النفط الأسود داخل الحقل، وهو مستودع يحتوي على ثلاث مضخات رئيسية تُستخدم لملء صهاريج النفط الخام، ما أدى إلى اشتعال النيران بشكل كبير عقب الهجوم.
وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة تصاعد ألسنة اللهب بكثافة في الموقع، في حين أكد مصدر أمني أن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية، رغم خطورته وتأثيره المباشر على استمرار الأزمة التي عمّقت من انقطاع الكهرباء في كردستان.
ويُعد حقل كورمور من أهم مصادر الغاز في الإقليم، وقد تعرض خلال السنوات الماضية لعدة هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ، تسببت في أكثر من مناسبة فى تعطيل الإمدادات، مما يجعل انقطاع الكهرباء في كردستان نتيجة متكررة لكل استهداف بهذا الحجم، مثل الهجوم الذي وقع في ابريل 2024 وأدى إلى توقف الغاز عن محطات عدة في العراق.
وأشار بيان مشترك صادر عن وزارتي الثروات الطبيعية والكهرباء إلى أن الهجوم وقع عند الساعة 11:30 ليلًا، وأن الوزارتين تعملان بالتنسيق مع شركة دانة غاز على تقييم الأضرار وإعادة الضخ وإصلاح ما يمكن إصلاحه في أسرع وقت.
وأكد البيان أن فرق الطوارئ تحاول إعادة جزء من الطاقة إلى الشبكة لتقليل آثار انقطاع الكهرباء في كردستان على المدن الرئيسية.
وبحسب التقديرات الأولية، أدى الهجوم إلى انطفاء نحو 80% من كهرباء الإقليم، مما يجعل إعادة الاستقرار الشبكي تحديًا كبيرًا خلال الساعات القادمة، وسط استمرار المخاوف من تكرار الهجمات على المنشآت الحيوية وازدياد الضغوط على قطاع الطاقة.
