بإصرار على البلطجة .. إزالة حواجز شارع السفارة البريطانية بالقاهرة مكايدة سياسية

- ‎فيتقارير

في خطوة مثيرة للقلق، اضطرت السفارة البريطانية في القاهرة إلى إغلاق أبوابها اليوم الاثنين بعد أن أقدمت سلطات الانقلاب على إزالة الحواجز الأمنية المحيطة بالمبنى، والتي ظلّت قائمة منذ عام 2014 لحماية البعثة الدبلوماسية كيدا في بريطانيا بعد ترحيلها بلطجية السيسي أحمد ميدو دبابة وحواس، بعد استخدامهم السلاح الأبيض بوجه معارضين مصريين في المنفى.

وجاء القرار المصري بإزالة الحواجز التي تعود لعهد مبارك بشكل مفاجئ ودون التشاور مع السفارة، وذلك في أعقاب أحداث مرتبطة بالاحتجاجات الأخيرة أمام السفارة المصرية في لندن بشأن الحرب في غزة، وقد أعربت السفارة البريطانية عبر بيان رسمي عن أن الإغلاق سيستمر لحين تقييم المخاطر الأمنية الناجمة عن هذه التغييرات.

 

وأظهرت صور تداولتها الصحف المحلية أن المبنى التاريخي للسفارة الذي اختارته بريطانيا منذ أكثر من قرن ليكون مقرًا دبلوماسيًا لها في مصر والمنطقة بات مكشوفًا بعد إزالة الكتل الخرسانية والبوابات الأمنية التي كانت تحيط به لعقد من الزمن.

وفوجئت سلطات الانقلاب بإغلاق السفارة البريطانية في القاهرة، الأحد، إغلاق المبنى الرئيسي لها بعدما أزالت السلطات المصرية الحواجز الأمنية خارج مقر المبنى الكائن في حي جاردن سيتي.

وأبدى مراقبون تعجبهم من المفاجأة المصرية من رد الفعل البريطاني المباشر، والأشبه بسحب السفير في اعتراض دبلوماسي واضح سيكون له تأثيره إن امتد لأيام بعد أن قرر الانقلاب الادعاء أنه يعامل الأجانب "بالمثل"؟!

وقالت السفارة البريطانية في تدوينة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "أزالت السلطات المصرية، الأحد 31 أغسطس، الحواجز الأمنية خارج السفارة البريطانية في القاهرة، سيُغلق المبنى الرئيسي للسفارة حتى تتم مراجعة تأثير هذه التغييرات".

 

وأردفت السفارة في تحذيرها أن "المساعدة القنصلية الطارئة لا تزال متاحة"، وطلبت السفارة بضرورة مراجعة نصائح السفر الخاصة بها حسب تطورات الأوضاع عبر التواصل معها تليفونيا.

 

ومن جانبه، علق الإعلامي المصري أحمد موسى، الأحد، على ما حدث، وقال في تدوينة عبر حسابه الرسمي على "إكس": "كما طالب الشعب العظيم الأسبوع الماضي، تم فجر هذا اليوم تنفيذ أوامر الأمة المصرية برفع الحواجز وفتح الشوارع أمام السفارة البريطانية في جاردن سيتى، والتي كانت مغلقة لسنوات أمام حركة السير، وما حدث اليوم هو تصحيح لوضع خطأ فكانت السفارة تحظى بمعاملة خاصة بوضع حواجز مبالغ فيها مما أدى لإعاقة حركة المواطنين".

 

وأضف الإعلامي المصري في تدوينته: "المعاملة بالمثل هو القرار الذي يجب تطبيقه على الجميع دون استثناء. مصر دولة كبيرة وقوية ولا تُبتز ولا تخضع لأي مساومات من يحترمنا سنحترمه..عاشت".

 

وفي تدوينة سابقة قال أحمد موسى: " السفارة البريطانية بالقاهرة تغلق الباب الرئيسي اليوم وتدعو للتواصل معها تليفونيا لحجز المواعيد مسبقا. تقديري أن الجماعة في لندن زعلانين من موضوع المعاملة بالمثل ورفع الحواجز وفتح الشارع لحركة المواطنين والسيارات،  بيتقمصوا بسرعة، يعني تسيب الإرهابيين عند سفارتنا في لندن وتوفر لهم الحماية وهم يهددوا أمن السفارة ولا تتحرك، ولما نرفع عنك ميزة الحواجز وغلق الشوارع تتقمص إحنا بنراعي حقوق الإنسان وحقوق المارة وقائدي السيارات".

https://x.com/UKinEgypt/status/1962079336778899873?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1962079336778899873%7Ctwgr%5E164eef073f946d17f24f4b133e120cb6c8d37410%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Farabic.cnn.com%2Fmiddle-east%2Farticle%2F2025%2F08%2F31%2Fbritish-embassy-cairo-closes-security-barriers-removed

ومقابل سفه الذراع الأجرب للانقلاب كانت أوامر السامسونج التي وصلت لعمر أديب تعطي مساحة للرجوع عن إزالة الحواجز وإمكانية وضعها مجددا،  حيث سجل انتقادا لرفع الحواجز الأسمنتية من امام السفارة البريطانية في القاهرة، وكان دور الانقلاب الوظيفي من خلال اللجان مهاجمة عمرو أديب واعتباره في هذه اللحظة مندوب عن الشوال رغم أنه يفعل ذلك منذ أمد بعيد.

https://x.com/Eu880/status/1962261600792125757

وتعليقا كتب حساب  المجلس الثوري المصري عبر @ERC_egy قال: "أغلقوا حي بأكمله في وجه المصريين أصحاب البلد لربع قرن لحماية #السفارة_البريطانية واليوم نحن ندين بالشكر ل #أنس_حبيب وأبطال #حصار_السفارات_المصرية الذين حرروا الشوارع المحيطة بالسفارة وفتحوها لحركة المصريين، المعاملة بالمثل إنجاز عظيم فقط عند النظام كلب الحراسة الذي يحتل مصر بالوكالة، لكنه قاعدة في الدول التي تحترم نفسها وشعبها.".

 

https://x.com/ERC_egy/status/1962095215277113840

 

وعبر هاشتاج #السفارة_البريطانية قال د.نور @DRofficial_NR21: "ليست مكايدة سياسية، بل كيد نساء وشغل نسوان قاعدة علي مصاطب، وهذه بداية العزلة السياسية الدولية لقزم الانقلاب و عصابته المتشردة، الحواجز أمام السفارات الأجنبية اصلا في أي بلد تدل علي أن هذا البلد يحكمه نظام مرعوب، هش و مخوخ و فاقد الثقة في نفسه #السيسي_مجرم_حرب".

https://x.com/DRofficial_NR21/status/1962329411010592910

وأشار حساب @smg2907 إلى أن "الدولة البوليسية من أغبى الدول في العالم، طيب السفارة البريطانية أغلقت أبوابها شوف مين اللي محتاج التاني يا شوية أغبياء!".

https://x.com/smg2907/status/1962117974002737368/photo/1

كيد النساء

وأشارت الكاتبة الصحفية سيلين ساري@celin931 إلى أن الدبلوماسية المصرية صارت على طريقة "كيد النسا " وقالت: إنه "بمجرد أن  أُغلق المبنى الرئيسي للسفارة خرجت لندن لتعلن: "نُعيد تقييم الوضع الأمني في القاهرة." مشيرة إلى أنه "هكذا انقلبت الرسالة من محاولة " لإثبات الذات وحماية النظام" إلى عنوان صارخ: مصر أقل أمانًا.".

وأوضحت أن الدبلوماسية ليست مشادة في سوق ولا ثأرًا شخصيًا بل فنّ ادارة المصالح بتوازن لتحقيق اقصى ربح ممكن، مؤكد أنه أمّا أن نُضحّي بأمن بلد وسمعته من أجل نزوة نظام يتداعى ويعلم القاصي و الداني أنه يفرّط في كل مقدرات الدولة و مكانتها من أجل البقاء في الحكم، فذلك ليس سياسة بل نزق سياسي أقرب إلى "كيد النساء".

وقالت: إن "الرسالة التي وصلت للعالم لم تكن "مصر تفرض سيادتها"، بل "نظام يثأر لنفسه ولو على حساب الدولة" والنتيجة؟ مشهد دولة تعاقب نفسها وتُقدّم للعالم صورة المرتبك لا الواثق".

الخطورة برأي ساري "أن هذه الطريقة تربط اسم مصر أكثر فأكثر بصورة الدولة غير الآمنة وغير المستقرة وهو بالضبط ما تُكرّسه تقارير حقوق الإنسان: دولة لا تحترم الحقوق ولا تضمن الأمان وتتصرف بردود فعل انفعالية بدل سياسات مدروسة، ويبقى السؤال المعلّق: هل باتت سياستنا الخارجية تُدار بروح العِند والانفعال أكثر مما تُدار بعقل الدولة؟ وإلى أي هاوية يقود السيسي مصر إليها؟ ".