حمّل مراقبون السيسي عارا جديدا وخيانة متكررة لمرح الاحتلال في سماء سيناء واتخاذها مسرح عمليات بعد أن أعلن جيش الاحتلال اعتراض مُسيرة يمنية في سماء سيناء بعد إطلاقها نحو فلسطين المحتلة.
حتى الآن، لا توجد تقارير موثقة أو إحصاءات رسمية تشير إلى عدد مرات استهداف الطيران لمسيرات الحوثيين تحديدًا في سيناء منذ أكتوبر 2023.
من خلال تتبع الأحداث المتداولة منذ أكتوبر 2023 وحتى سبتمبر 2025، يمكن رصد ثلاث حالات، مؤكدة على الأقل لاستهداف أو سقوط مسيّرات حوثية في سيناء أو قرب الحدود البحرية المصرية، والتي تعاملت معها إسرائيل أو "الدفاعات الجوية المصرية"!
وفي 27 أكتوبر 2023 جرى اسقاط طائرتين مسيّرتين في طابا ونويبع، إحداهما بجوار مستشفى، وأخرى قرب محطة كهرباء، وأعلن جيش الاحتلال
أن المسيّرات كانت موجهة نحوها من الحوثيين، وتم اعتراض إحداها خارج المجال الجوي المصري.
وفي منتصف ديسمبر 2023 أعلنت الدفاعات الجوية المصرية إسقاط مسيّرة قرب مدينة دهب، وأخرى سقطت بين دهب ونويبع وأعلن الحوثيون تنفيذ هجوم بطائرات مسيّرة على "أم الرشراش" إيلات، ما يرجّح أن هذه المسيّرات كانت ضمن تلك العملية.
وفي أوائل 2024، تداولت وسائل إعلام محلية تقارير عن رصد أجسام طائرة قرب خليج العقبة، لكن لم يتم تأكيد رسمي بشأن مصدرها أو اعتراضها.
رقابة أمنية وإعلامية
وقال مراقبون: إن “الرقابة الأمنية والإعلامية في مصر تتعامل بحذر شديد مع أي اختراق جوي أو أمني في سيناء، وغالبًا ما تُحجب التفاصيل الدقيقة عن الإعلام المحلي والدولي”.
وأشار المراقبون إلى الطبيعة غير التقليدية للهجمات حيث المسيّرات الحوثية غالبًا ما تُطلق من مسافات بعيدة، وتُسقط في مناطق غير مأهولة، مما يصعب توثيقها أو حتى ملاحظتها فورًا.
وتؤكد هذه الاستهدافات التنسيق الأمني الثلاثي بين مصر، و"إسرائيل"، والولايات المتحدة لاعتراض هذه المسيّرات قبل دخولها المجال الجوي المصري، مما يجعل بعض الحالات تُعالج خارج الحدود ولا تُسجّل كمواجهات داخلية.
والهدف الأساسي ليس مصر بل تتجه المسيّرات الحوثية إلى داخل "إسرائيل" أو السفن الموالية في البحر الأحمر، وتمر عبر المجال المصري كـ"ممر عبور"، وليس كهدف مباشر.
وعبرت تقارير أنه من المحتمل وجود حالات غير معلنة أو لم تُوثّق إعلاميًا، خصوصًا في مناطق مثل جنوب سيناء أو البحر الأحمر، حيث يصعب الوصول الإعلامي، لكن حتى الآن، ما نعرفه رسميًا ومؤكدًا لا يتجاوز ثلاث حالات.
ورصدت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان وتقارير إعلامية مستقلة:
مقتل جهاد يوسف أبو عقلة – 21 ديسمبر 2024
وذلك نتيجة غارة جوية نفذتها طائرة "إسرائيلية" من طراز F-16I Sufa داخل الحدود المصرية، قرب منطقة العجراء جنوب رفح واستشهد أبو عقلة (18 عامًا) بعد أن أصاب الصاروخ سيارته أثناء مطاردة مسيّرة يُعتقد أنها حوثية بحسب البيان من جهة جيش الاحتلال.
وقالت المنظمة: إن “الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض داخل الأراضي المصرية، كما لم يصدر أي بيان رسمي مصري، ولم تُمنح شهادة وفاة، مما يشير إلى تعتيم إعلامي واضح.”
ومعلوم بالضرورة أنه لا توجد تقارير رسمية أو موثقة عن إصابات جماعية أو قتلى آخرين نتيجة مسيّرات "إسرائيلية" في سيناء، لكن هناك إشارات إلى؛ تحليق مسيّرات "إسرائيلية" فوق مناطق مثل البرث والعجراء ورفح وأحيانا العريش والشيخ زويد.
حادث خطير
وأشارت ناشطون من سيناء إلى تسجيل حادث خطير خلال الشهرين الماضيين (يوليو–أغسطس 2025) في سيناء، حيث قُتل 8 مدنيين مصريين وأُصيب اثنان آخران نتيجة قصف نفذته طائرات بدون طيار "إسرائيلية"، بحسب ما أفاد به الناشط السيناوي عيد المرزوقي.
وهو الحادث الذي لم يصدر بشأنه بيان رسمي مصري حتى الآن، ما يعكس استمرار التعتيم الإعلامي حول الحوادث العابرة للحدود.
واعتبر مراقبون أن هذا الهجوم يُعد من أخطر الحوادث المسجلة مؤخرًا، ويؤكد تصاعد التوتر الأمني في سيناء، خصوصًا في ظل تزايد نشاط المسيّرات "الإسرائيلية" في المنطقة.
وقبل محو 4 أشهر ظهر زعيم حزب “إسرائيل” بيتنا أفيغدور ليبرمان وقال: إن “إسرائيل ساعدت مصر في التغلب على المشكلة الخطيرة عندما رسخ تنظـيم الدولـة وجوده في سيناء، وبالمقابل طالب أن تقدم سيناء "حلًا عمليًا وفعالًا لن يستلزم هجرة الملايين عبر مسافات كبيرة وفقًا لمقترح ترامب ".
واستعرض أفضال الصهاينة على السيسي وقال: "مصر تلجأ إلينا عندما تواجه انتقادات ودعوات في الكونجرس لتقليص المساعدات بسبب حقوقالإنسان " مضيفا "- على مصر استيعاب أغلبية سكان غـزة في سيناء وتولي السيطرة على القطاع." وهو ما سبق واشار إليه مصريون من عينة توفيق عكاشة والصحفي القبطي بالأهرام الدكتور عماد جاد هو الصحفي والباحث القبطي المعروف، وكان يشغل منصب نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وله مواقف وتحليلات سياسية بارزة، خصوصًا في فترة ما بعد ثورة يناير وحتى ما بعد 30 يونيو.
في عام 2013، كتب عماد جاد عدة مقالات وصرّح في لقاءات إعلامية بأن لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعبدالفتاح السيسي كان يتم بدعم وتنسيق غير مباشر من "إسرائيل".
وكشف الباحث مصطفى عادل Moustapha Adel أنه "منذ سنوات، تخضع سيناء لعمليات تغيير ديمغرافي وجغرافي مكثفة تنفذها الحكومةالمصرية تحت ذرائع أمنية وتنموية. وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي، فإن تحليل صور الأقمار الصناعية والخرائط المسربة يكشف عن مخططات توسعية تعيد رسم الحدود السكانية، وتؤثر بشكل مباشر على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.".
وتبلغ مساحة سيناء أقل من ضعف مساحة وادي النيل والدلتا، وليس 10 أضعاف كما أدعى دياب، ومساحة شبه جزيرة سيناء حوالي 61 ألف كيلومتر مربع، فيما بلغت مساحة وادي النيل والدلتا حوالي 33 ألف كيلومتر مربع.
وبلغت مساحة الدلتا وحدها 12 ألفًا و356 كيلومتر مربع، أي أن سيناء تمثل نحو5 أمثال مساحة الدلتا وحدها وليس 10 مرات.
وشكلت مساحة سيناء نحو6% من مساحة مصر، بينما شكلت مساحة الدلتا أقل من 4% من مساحة مصر، والبالغة نحومليون كيلومتر مربع.