السيسى على خطى نتنياهو.. حصار غزة يمتد إلى الفلسطينيين العالقين فى مصر

- ‎فيتقارير

 

لم يعد حصار غزة مقتصراً على الاحتلال الصهيونى وحده، بل وجدت حكومة المنقلب عبد الفتاح السيسى لنفسها دوراً موازياً فى إطالة معاناة الفلسطينيين، سواء داخل القطاع أو خارجه. فبينما يغلق الاحتلال المعابر بالقوة، يغلق النظام المصرى أبوابه بقرار سياسى، مانعاً عشرات الآلاف من الفلسطينيين من العودة إلى بيوتهم أو حتى الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية داخل مصر.

 

منذ أكتوبر 2023، وبعد اندلاع العدوان الإسرائيلى على غزة، عبر إلى مصر من أهل غزة عددا كبير ، بعضهم جاء للعلاج وآخرون هربوا من الموت، لكن غالبيتهم وجدوا أنفسهم عالقين لعامين كاملين، بلا إقامة قانونية ولا مصدر رزق ولا أفق للعودة. حكومة السيسى، التى لم تتوقف عن الترويج لدورها "الوسيط الإنسانى"، لم تتردد فى التنصل من أبسط الواجبات تجاه هؤلاء، بل أمرت بعدم تقديم أى دعم لهم، وتركتهم فريسة للديون والبطالة والإيجارات الباهظة.

 

نور الشاعر، فلسطينى يعيل أسرة من خمسة أفراد، قال إنه يحتاج شهرياً ما يقارب 40 ألف جنيه مصرى لتغطية إيجار السكن وأبسط متطلبات الحياة، لكنه لا يجد عملاً لأنه بلا إقامة رسمية، تماماً مثل آلاف الفلسطينيين الآخرين. أما مها الكفارنة، فوجدت نفسها عاجزة عن تسجيل أطفالها فى المدارس المصرية، فحُرموا من التعليم لعامين متتالين، ولا تملك بديلاً سوى انتظار مبادرات خيرية محدودة.

 

المفارقة أن النظام الذى يزعم أن "أمن مصر" يبدأ من حصار غزة، لا يتردد فى اعتقال المصريين الذين يحاولون جمع تبرعات أو دعم القطاع. فإذا كان هذا مصير من يدعم غزة، فكيف سيكون مصير من يحاول دعم العالقين داخل مصر نفسها؟!

 

الأزمة لا تتوقف عند الأوضاع المعيشية، بل تمتد إلى تقييد حرية الحركة، حيث يفرض النظام على الفلسطينيين "تنسيقات المطار" مقابل مبالغ طائلة إذا أرادوا الخروج أو العودة عبر القاهرة. وفى ظل إغلاق معبر رفح تماماً منذ مايو 2024، باتت حياتهم معلقة بلا أفق، فى مشهد يكشف أن القاهرة الرسمية صارت أكثر تشدداً من تل أبيب نفسها.

 

حتى سفارة السلطة الفلسطينية فى القاهرة لا تقدم إلا وعوداً فارغة، بحجة "ضيق الإمكانيات"، بينما يكتفى مسؤولوها بإنجاز بعض المعاملات الورقية، تاركين مواطنيهم غارقين فى الديون والتشرد.

 

يعلق صلاح عبد العاطى، رئيس "الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطينى"، مؤكداً أن أبرز احتياجات الفلسطينيين العالقين فى مصر تتمثل فى إيجارات السكن ورسوم التعليم والعلاج، محذراً من كارثة إنسانية حقيقية إذا استمر تجاهل أوضاعهم.

 

لقد بات واضحاً أن السيسى ونظامه اختارا أن يكونا شركاء نتنياهو فى حصار غزة، بل وامتد الحصار ليشمل الفلسطينيين على الأراضى المصرية نفسها، فى سابقة تكشف الوجه الحقيقى للنظام: أكثر صهيونية من الصهاينة.