تصدر هاشتاج #ثورة_نيبال و #نيبال منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما على "إكس"، حيث تشهد نيبال (المنشقة عن الهند) أزمة سياسية منذ يومين أسفرت عن مقتل أكثر من 25 شخصًا. واحتج المتظاهرون على الفساد والبطالة التي تؤثر على أكثر من 20% من السكان، وكانت النتيجة: إحراق القصر الرئاسي ومقار حكومية أخرى.
وقال مراقبون إن ما حدث في نيبال انقلاب شعبي على أيدي شبابها، "ثورة الجيل زد"، وهروب جماعي للوزراء المتهمين بالفساد، وقد نال بعضهم عقابه بالتنكيل والتذليل والضرب، فيما نجا رئيس الوزراء من المصير نفسه بعدما غادر البلاد سرًا.
وهرب رئيس وزراء نيبال إلى دبي، بينما يتجه بعض المسؤولين الآخرين إلى الصين!
الفساد بركان
وأطلق الشباب النيبالي على حراكهم "ثورة جيل Z". وقال حساب @abo_siryaz_jaff:
"نيبال تشتعل.. الجماهير الغاضبة تقتحم البرلمان وتحوله إلى ألسنة لهب.. ووزير المالية يُسحل ويُضرب في الشوارع وسط هتافات الثائرين.
19 قتيلاً لم يكونوا سوى البداية.. فالفساد فجر بركانًا يهدد بابتلاع الدولة كلها في دوامة دم ونار".
وتحوّل حجب الإنترنت (إذ حظرت الحكومة نحو 26 منصة تواصل اجتماعي بينها فيسبوك ويوتيوب) إلى حرق البرلمان واستقالة رئيس الوزراء، فيما تحولت العاصمة كاتماندو إلى ساحة لإسقاط نظام سياسي عمره عقود. انفجرت الشوارع غضبًا بعد قرار مفاجئ بحجب وسائل التواصل الاجتماعي، فارتفعت المطالب من استعادة الإنترنت إلى إسقاط النظام القائم.
احترق البرلمان، واستُهدف منزل رئيس الوزراء، وسقط قتلى في الشوارع، قبل أن ينهار رأس الحكومة ويعلن استقالته.
أصوات من الخارج
وقال حساب المجلس الثوري المصري @ERC_egy:
"قام الشباب في #نيبال بفضح الفساد المستشري، والمحسوبية، وصفقات بيع الأراضي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ولأن حكومة نيبال غبية مثل حكومة #السيسي تمامًا، حظر السياسيون استخدامها، فانتفض شعب نيبال ضد حكومته وأضرموا فيها النار. هذا هو مصير نظام #السيسي_الصهيوني وعسكره الخونة وقضائه الفاسد وأنجاس الإعلام، طال الزمن أم قصر".
وكتب طارق حبيب @Tarekkhabib:
"خلال الساعات الماضية وفجأة، قامت ثورة أكلت الأخضر واليابس في دولة نيبال.. بعد حظر مواقع التواصل الاجتماعي في البلد الفقير المليء بالفساد.
الناس نزلت الشوارع وأحرقوا بيوت الوزراء والمسؤولين والمقرات الحكومية.. وحرقوا أكبر قصر في آسيا (ساكه يا متعاص يا بتاع هبني قصور رئاسية؟).
قبضوا على رئيس الوزراء وأحرقوا بيته باللي فيه (زوجته ماتت في الحريق).
في كمية فيديوهات تدينا أمل أن مهما المتعاص فقر وجهل الناس، فليه يوم. الفيديوهات مليانة تنكيل وسحل للوزراء ورئيس الحكومة وشخصيات مهمة في النظام تم اصطيادها قبل الهروب ومنازل وقصور يتم إحراقها.
الشعب مسيره يركب مهما عملت يا قزم".
وعلقت هدى @Hoda494147:
"استعد يا عرص.. الفقراء والجعانين عملوا ثورة في نيبال.. وبإذن الله تعالى مصيرك هيكون السحل في شوارع مصر.. استعد يا كول".
وكتبت @rawanQmoon:
"ما يحصل في نيبال ملهم جدًا.. الموضوع بدأ بمظاهرات سلمية من مجموعة شباب.. الحكومة قررت تستخدم العنف وقتلت 19 شخصًا.. وكرد من الشعب على الحكومة، أجبروا رئيس الوزراء على الاستقالة.. دخلوا البرلمان وأحرقوه.. وأحرقوا بيوت سياسيين كبار بما فيهم بيت الرئيس رام شاندرا نفسه".
تفاصيل المشهد
شهدت العاصمة كاتماندو وغيرها من المدن احتجاجات واسعة قادها الجيل الجديد (Gen Z)، منددًا بالفساد والتهميش الاقتصادي، خاصة مع اضطرار الشباب للعمل بالخارج بسبب غياب الفرص.
وتحولت العديد من الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة، إذ استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 19 ضحية ومئات الجرحى.
وأحرق المتظاهرون مبانٍ حكومية ومؤسسات عامة، ما دفع الحكومة إلى إعلان حالة منع التجول في كاتماندو وضواحيها، فيما هرعت قوات الجيش لفرض السيطرة على الشارع.
وأعلنت السلطات احتجاز نحو 25 شخصًا بتهم "التحريض على الفوضى"، بينما قررت الحكومة الإطاحة برئيس الوزراء الذي استقال ووافَق على البقاء كـ"رئيس وزراء مؤقت" لحين تشكيل إدارة جديدة.
وبعد موجة العنف، أُلغيت القيود على المنصات الاجتماعية، وتصدرت المحادثات السياسية المحتملة بين الحكومة والمحتجين جدول الأعمال، بهدف إعادة الاستقرار.
من جانبها، عبّرت الحكومة الهندية عن قلقها من التدهور السياسي في نيبال، داعيةً إلى الحوار والحفاظ على الحقوق الأساسية للمواطنين.
خلفية
منذ بداية عام 2025 وحتى مايو، شهدت نيبال نحو 3,963 مظاهرة شملت إضرابات ووقفات ومسيرات، تسببت بأضرار تجاوزت 500 مليون روبية نيبالية (حوالي 4.1 مليون دولار)، وتم اعتقال المئات.
وفي إبريل 2025، نظم المعلمون احتجاجًا وطنيًا واسعًا ضد مشروع قانون التعليم، معتبرين أنه يقيد الأمن الوظيفي ويعزز المركزية، فلجأت الحكومة إلى خطط بديلة لإدارة شؤون التعليم.