السيسي يطارد المصريين حتى في منافيهم.. لاجئون في كوريا الجنوبية يفضحون ممارسات النظام البوليسي ضدهم وأبنائهم
في مشهد يعكس مدى انحطاط نظام المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي في خصومته مع كل حر، يواصل نظام الانقلاب ملاحقة المصريين الفارين من جحيم القمع الأمني في الداخل، حتى في دول المهجر، عبر أدواته الدبلوماسية التي تحولت من واجهات لخدمة الجاليات إلى أذرع مخابراتية تمارس التضييق والتجسس، وتعمل على حرمان المعارضين وأسرهم من أبسط حقوقهم في التعليم والخدمات.
وفي كوريا الجنوبية، يواصل اللاجئون المصريون احتجاجاتهم للأسبوع الثاني على التوالي، بمشاركة ناشطين كوريين ومتضامنين من المجتمع المدني، للمطالبة بحقوقهم القانونية والإنسانية، وفضح أزمة التعليم التي يعاني منها أبناؤهم في المدارس الكورية، نتيجة غياب أي دعم رسمي أو تدخل إيجابي من السفارة المصرية التي اكتفت بدور المراقب ـ أو المخبر ـ ضد أبناء وطنها.
ونظم عدد من طالبي اللجوء المصريين مسيرة ومؤتمرًا في العاصمة سيول، أكدوا خلاله استمرار تحركاتهم حتى تحقيق مطالبهم باللجوء السياسي الكامل، مؤكدين أن تجاهل السلطات الكورية لمشكلاتهم المتراكمة فاقم من معاناتهم، بينما يتجاهل النظام المصري معاناتهم عمدًا ويعمل على تعقيد أوضاعهم عبر قنواته الدبلوماسية.
وركزت الفعالية على معاناة الطلاب المصريين اللاجئين، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الاندماج والتحصيل العلمي، بسبب غياب أي دعم رسمي من بلدهم الأم، رغم أن القانون الدولي يُلزم الدول بحماية مواطنيها في الخارج.
وشاركت في الوقفة معلمة كورية تحدثت عن التحديات التي تواجه هؤلاء الأطفال داخل المدارس، مطالبة بتوفير برامج تعليمية ودعم نفسي خاص لهم، باعتبارهم ضحايا أوضاع سياسية قاهرة لا ذنب لهم فيها.
إحدى الطالبات المصريات قالت، بصوت متأثر أمام الحضور: > "أنا طالبة في المرحلة الإعدادية، أبي صاحب قضية سياسية، خرج من مصر منذ 12 عامًا، ولو عاد سيُعتقل فورًا لأنه محكوم عليه في قضية سياسية.
نحن لا نطلب رفاهية، بل الأمان فقط. منذ 2018 ونحن نعيش في انتظار حقوقنا القانونية في الإقامة والتعليم والرعاية الصحية، وسنواصل رفع صوتنا حتى نحصل على حقوقنا المشروعة."
من جهتها، قالت رابطة اللاجئين السياسيين المصريين في كوريا الجنوبية: إن "أعضاءها مجموعة من النشطاء الذين اضطروا إلى مغادرة مصر بعد الانقلاب العسكري عام 2013، هربًا من الاعتقال والتعذيب والملاحقات الأمنية، وأضافت الرابطة في بيانها أن اللاجئين المصريين قدموا طلبات اللجوء منذ أكثر من ثماني سنوات، لكنهم يواجهون تجاهلًا إداريًا وتعنتًا قضائيًا في كوريا، ما يجعل حياتهم غير مستقرة ويحد من حقوقهم الإنسانية الأساسية. "
وأكد البيان أن السلطات المصرية، بدلًا من الدفاع عن مواطنيها، تحولت إلى طرفٍ في معاناتهم، عبر حملات تشويه ومتابعة استخباراتية في الخارج، لافتًا إلى أن "موظفي السفارات باتوا مخبرين يسعون لتضييق الخناق على كل معارض، لا لتقديم العون له".
وفي سياق متصل، رأى مراقبون أن ممارسات نظام السيسي بحق المصريين في الخارج، وحرمانهم من التعليم والخدمات، تكشف "عقدة الخوف" التي تسيطر عليه من أي صوت حر يفضح فساده واستبداده، حتى لو كان خارج حدود البلاد، مؤكدين أن هذا السلوك لا يصدر إلا عن نظام فاقد للشرعية يخشى الكلمة أكثر مما يخشى السلاح.
. فهل هناك أوضح من ذلك دليلًا على أن النظام الفاشي في القاهرة لا يكتفي بسجن الأحرار في الزنازين، بل يطاردهم حتى في المنافي؟
