بين أبرز 10% عالميًا.. شبهة اغتيال المبرمج أسامة سليمان: حقيقة أم تكهّنات؟

- ‎فيتقارير

 

تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فرضية “اغتيال” المهندس المبرمج أسامة سليمان، مشيرين إلى غرابة الحادث وموقع الشجرة التي اصطدمت بها السيارة، ومطلقين اتهامات غير مثبتة تجاه جهات أمنية أو خارجية.
ورغم هذه التكهنات، لم تصدر أي جهة رسمية أو إعلامية موثوقة تقريرًا يشير إلى وجود شبهة جنائية أو سياسية في الحادث.

وركزت الصحف والمصادر الإخبارية على إنجازاته المهنية وتأثيره في الوسط التقني، دون أي تلميح إلى مؤامرة أو تورط أطراف خارجية، إذ كان بين أفضل 10% من المطورين عالميًا على مؤشر StackOverflow، وأسّس تطبيق «دوائي» الذي ساعد أكثر من 200 ألف مقدم رعاية صحية، كما عمل عن بُعد مع فرق من أكثر من عشر دول، وساهم في مشاريع تقنية تخدم ملايين المستخدمين.

وكان الراحل يطمح إلى تأسيس منصة تعليمية عربية للبرمجة والذكاء الصناعي.
ويبدو أن الصدمة التي خلّفها رحيله ساهمت في ردّات الفعل العاطفية التي اجتاحت مواقع التواصل، رغم أن التحقيقات الرسمية حتى الآن تشير إلى أن الوفاة كانت نتيجة حادث عرضي.

وقالت الناشطة أسماء محمود عبر فيسبوك إن “اهتمام اللجان بالهجوم على الحساب نظرًا لتأكيداتي على اغـتـيال المهندس النابغة أسامة سليمان وتواطؤ الداخلية أكّد المؤكد فعلًا”، مضيفة أن “أحد متابعيها دخل ليدافع عن فرضية الوفاة الطبيعية، محتجًا بشكل الشجرة التي قتلت المهندس أسامة (30 عامًا)”، وتساءلت: “هل الاغـتـيال جديد على المـ ـوسـ ـاد؟”.

وتُوفّي المبرمج الشاب أسامة أحمد سليمان في حادث أليم بالقرب من المدرسة الأمريكية بطريق شبين الكوم، تاركًا زوجة وطفلًا صغيرًا.
وقال مقربون منه إنه “كان شابًا خلوقًا، هادئًا، محبًا للقرآن والصلاة، ومثالًا للأخلاق الطيبة والعطاء في مجاله كمبرمج يسعى دائمًا لنفع الناس بعلمه وعمله”.

وأشار آخرون إلى أنه كان واحدًا من بين أشهر 30 مبرمجًا عربيًا، وعمل عن بُعد مع فرق في تينيسي وكاليفورنيا وإيرلندا، فضلًا عن كونه ضمن أفضل 10% من المطورين على مستوى العالم.

رابط منشور الفيسبوك

وتحت عنوان: «اغـتـيال المبرمج المهندس النابغة أسامة سليمان مؤسس تطبيق دوائي الشهير‼»، كتبت أسماء:
“تخيل أن شابًا من شبين الكوم قرر أن يحل مشكلة للعاملين في القطاع الطبي: كيف تجد دواءك بسرعة وبالمعلومة الصحيحة؟ فبنى بمفرده تقريبًا محرك بحث للأدوية يخدم مئات الآلاف من الأطباء والصيادلة والناس العاديين. وبمجرد ما المشروع يكبر ويبان أثره… ييجي خبر يكسر القلب.”

وأشارت إلى أنه انتقل من كلية صيدلة طنطا إلى دراسة البرمجة، وفي عام 2016 قرر أن ينجز تطبيق «دوائي» الذي يُعد فهرسًا ذكيًا للأدوية؛ إذ يمكن كتابة اسم الدواء بالعربية أو الإنجليزية حتى مع وجود أخطاء إملائية، فيرشّح الاسم الصحيح ويعرض الصورة، والشركة، والمادة الفعالة، والبدائل، ويعمل دون اتصال بالإنترنت.
وكان التطبيق مفيدًا للصيدلي في الشِفت، وللطبيب في العيادة، وللمريض في المنزل.

وشارك المئات في تشييعه من مسجد الرحمة بشبين الكوم، وسط حزن عام على فقدان نموذج يُحتذى به في الاجتهاد.

وقال المبرمج شاكر R. بدوي:
“أسامة كان شايف شغله كرسالة. برمجة «دوائي» على GitHub كانت واضحة للكل. وكان بيشتغل ريموت مع فرق من برّه وجوّه، يطوّر تطبيقات لشركات أوروبية، ويكمل الرؤية في «داويني AI»… ذكاء اصطناعي لخدمة الدواء والمريض. على منصات المطورين اسمه حاضر، يجاوب، يشرح، يسهّل العلم على اللي بعده… آخر حاجة كتبها قبل رحيله كلمات مؤثرة ودّع فيها ابنه”.
وأضاف: “مات أسامة وبقي الأثر: تطبيق «دوائي» في الأسواق، والكود متاح، وفكرة إن واحد من قرية يقدر يبني منتج صحي يخدم بلد كاملة بقت حقيقة. دي مش حكاية مشروع وبس، دي علامة على إن المعرفة لما تساعد في تخفيف وجع الناس… تتحوّل لمنتج يعيش بعد صاحبه”.

رابط منشور شاكر بدوي

بدأ أسامة سليمان دراسته في كلية الصيدلة بجامعة طنطا، ثم انتقل إلى قسم الفيزياء والحاسب بجامعة المنوفية عبر استثناء خاص، لذا لم يكن خريج هندسة تقليديًا.
أما لغة برمجة تطبيق "دوائي"، فلا توجد بيانات عامة محددة عنها، لكنه تعلم لغات مثل HTML، CSS، JavaScript، وPython.

ويُعد تطبيق «دوائي» دليلًا دوائيًا إلكترونيًا مصريًا يساعد المستخدمين في البحث عن الأدوية وبدائلها وأسعارها ومعلوماتها الطبية بسرعة.
ولا تتوافر بيانات عامة حول أرباح التطبيق، إذ يُعتبر مشروعًا خاصًا.

وخلال أكثر من عشر سنوات من العمل البرمجي، قاد الراحل تطوير تطبيقات وصلت إلى ملايين المستخدمين حول العالم، بينها تطبيق Mustaqbalhum الذي يخدم أكثر من مليوني أسرة في السعودية، وتطبيق Dawaey الذي استفاد منه 200 ألف مقدم رعاية صحية، إلى جانب أنظمة تشغيل لشركات أوروبية يستخدمها عشرات الآلاف يوميًا.

كما سُجّلت أعماله البرمجية في GitHub Arctic Code Vault لتُحفَظ مساهماته للأجيال القادمة داخل القطب الشمالي، فضلًا عن تقديمه دعمًا لأكثر من مليون مبرمج على منصة StackOverflow.

وكان الحلم الأخير لأسامة هو تأسيس منصة تعليمية كبرى لتعليم البرمجة والذكاء الصناعي تحت اسم @practicalJS، انطلاقًا من إيمانه بأن المعرفة يجب أن تصل للجميع، وأن المستقبل يُصنع بالعلم والاجتهاد.