منح لاعب كمال الأجسام المصري محمد الإمام، المقيم في روسيا، أربع ميداليات ذهبية لمنتخب موسكو في بطولة العالم لبناء الأجسام 2025 بمدينة الخُبر السعودية بين 28 و30 نوفمبر 2025. وحقق الإمام الإنجاز في أربع فئات هي: لقبان في وزن فوق 90 كجم للفئة العمرية 40–44 عامًا، ولقب البطل المطلق للمحترفين المخضرمين، وذهبية وزن فوق 100 كجم، ولقب البطل المطلق لبطولة العالم 2025.
وأشاد رئيس اتحاد بناء الأجسام الروسي ألكسندر فيشنفسكي بالإمام، واصفًا إياه بأنه «أبرز نجوم البطولة». وقال اللاعب المصري المجنّس بعد التتويج: «كنت واثقًا من النجاح.. الجهد الكبير لا بد أن يؤتي ثماره».
ولم يسبق للإمام تمثيل مصر في أي بطولة دولية، لكن ميدالياته الأربع رفعت حصيلة المنتخب الروسي إلى 16 ميدالية (بينها 10 ذهبيات)، ما جعل روسيا تتصدر البطولة بفضل لاعبين مقيمين من جنسيات أخرى، في ظاهرة آخذة في الاتساع.
آدم أصيل.. موهبة مصرية أخرى تحت راية تركيا
قصة مشابهة تتكرر مع لاعب الجمباز المصري آدم أصيل (عبد الرحمن مجدي سابقًا)، المتخصص في جهاز الحلق، والذي منح تركيا ذهبية بطولة أوروبا للجمباز الفني 2025 في لايبزيغ – ألمانيا، بعد تحقيقه مجموع نقاط بلغ 82.398. وسبق أن حصد ذهبية أوروبا 2023 في أنطاليا، وذهبية جهاز الحلق في بطولة العالم 2022 – ميونيخ، وذهبية ألعاب البحر المتوسط – وهران 2022.
وفي أولمبياد باريس 2024، كان قريبًا من تحقيق ذهبية باسم تركيا، لكنه اكتفى بترتيب متقدم.
وُلد عبد الرحمن في الإسكندرية عام 1999، ومثّل مصر بين 2010 و2017 دون نتائج كبيرة بسبب ضعف الإمكانات. وبعد انتقاله إلى تركيا، حصل على الجنسية التركية بشرط تغيير اسمه إلى «آدم أصيل»، ليصبح أحد أبرز نجوم الجمباز في أوروبا والعالم.
قصتا الإمام وأصيل أثارتا جدلًا واسعًا في مصر، إذ يرى مراقبون أن هذه الميداليات «كانت ممكن تكون باسم مصر» لولا الهجرة المستمرة للمواهب بسبب انعدام الدعم وتدني البنية الرياضية، بينما يجد اللاعبون في تركيا وروسيا بيئات احترافية حقيقية.
نماذج أخرى.. لاعبون مصريون يصنعون مجد دول أخرى
بالمقابل، تملك مصر نماذج مضيئة مثل أحمد الجندي الذي أحرز ذهبية الخماسي الحديث في أولمبياد باريس 2024 برقم عالمي قياسي (1555 نقطة)، بعد فضية طوكيو 2020. لكنه يبقى استثناءً وسط موجة نزيف مستمرة للنجوم.
قطر والبحرين جنّستا خلال السنوات الماضية عددًا من الرياضيين المصريين في رفع الأثقال وألعاب القوى والسباحة، وحقق معظمهم ميداليات آسيوية وعالمية.
ففي ألعاب القوى مثلًا، برزت أسماء مثل باسم حميدة (400 متر)، وأبو بكر حيدر (800 متر)، والمنافس العالمي معتز برشم (وثب عالي) الذي أصبح رمزًا عالميًا للعبة.
وفي بطولة العالم لألعاب القوى 2025 بطوكيو، غاب العرب عن الذهب، لكن التجنيس ظل الوسيلة الأساسية لحصد ميداليات.
وفي دورة الألعاب الآسيوية للشباب 2025 بالمنامة، فازت البحرين بثلاث ذهبيات في فنون القتال المختلطة والمواي تاي بفضل لاعبين مجنسين، إلى جانب فضية وبرونزية.
هروب المواهب.. انعكاس مباشر لفساد المنظومة الرياضية في مصر
بات نزيف المواهب الرياضية المصرية ظاهرة فاضحة تعكس حجم الترهل الإداري والفساد في الرياضة المصرية، إذ تئن الاتحادات تحت سيطرة العسكريين واللواءات، وسط غياب الحوكمة والشفافية، ما أدى لانهيار بيئة الرياضة وتراجع نتائجها.
ومع ضعف التمويل، وغياب الرعاية، وسوء الإدارة، يجد اللاعب المصري نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما: الهجرة أو الاعتزال المبكر. ولذلك لم يعد غريبًا أن تُمنَح الميداليات التي كان يمكن أن تتزين بها خزائن مصر إلى دول أخرى وفّرت ما حرمت منه مصر أبناءها.
