كتب- أحمدي البنهاوي:
أكد موقع "ميدل إيست آي" أن تسريبات العتيبة كشفت علم أمريكا بتسليح الإمارات لحفتر، وقال الموقع البريطاني إن "البرقيات المسربة من البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، تكشف أن الولايات المتحدة كانت على علم بشحنات السلاح غير الشرعية المرسلة للمتمردين في ليبيا".
وقال الموقع إن العتيبة راسل سوزان رايس مستشارة الأمن القومي عام 2014، وكتب لها: "لقد طلب مني محمد بن زايد أن أعلمكم بأننا سنرسل معدات لأصدقائنا في الجزء الغربي من ليبيا خلال اليومين أو الثلاثة أيام القادمة".
وأضاف "سوف تصل المعدات على متن طائرة شحن إماراتية، وسترافقها وحدة عسكرية إماراتية فقط لضمان عبورها بأمان.. لقد رغب مني فقط أن أحيطكم علما بأن ذلك سيحدث حتى لا يفاجأ أحد بالموضوع"، بالمقابل ردت "رايس" قائلة "وصل.. شكرا".
كما أظهر "ميدل إيست آي" أن كلا من "العتيبة" و"رايس" تجاهلا الرد على رسالة له للتعليق على الموضوع، لافتا إلى أن الرسائل المسربة تثير أسئلة حول معرفة الولايات المتحدة؛ بنفوذ الإمارات المحتمل في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.
تقرير أممي
وربط الموقع بين المعدات التي وردت في رسالة العتيبة المسربة على الرغم من عدم ذكر أسلحة صراحة، وتقرير التقصي المسرب من مجلس الأمن الدولي في شهر يونيو الماضي، الذي قال إن الإمارات ورّدت شحنات سلاح غير مشروعة للمتمردين الليبيين الموالين للواء المتقاعد خليفة حفتر.
ولفت إلى أنه رغم حظر تصدير السلاح لليبيا والذي لا يزال قائمًا من قبل الأمم المتحدة منذ ثورة 2011 على معمر القذافي، إلا أن التقرير يكشف بالتفاصيل أنواع وكميات الأسلحة والمعدات التي للمتمردين الليبيين، والدعم الأجنبي المباشر لتلك الفصائل.
وأكد التقرير الأممي أن لجنة التقصي توصلت إلى وجود أدلة على أن الإمارات، سلمت الجيش الليبي شرق البلاد مروحيات قتالية روسية الصنع من طراز Mi-24 وطائرة خفيفة مقاتلة مزودة بمحرك واحد.
كما أظهر شحن ما يزيد عن تسعين حاملة جنود مصفحة وأكثر من 500 عربة أخرى للجيش الليبي في طبرق شرق ليبيا في إبريل عام 2016، وقامت سفينة شحن مملوكة للسعودية بنقل تلك الآليات من الإمارات.
ووجد خبراء الأمم المتحدة أن مروحية واحدة مدججة بالسلاح من ضمن أربعة أنماط من المروحيات الواردة من روسيا البيضاء للإمارات، تستخدم حاليا في العمليات العسكرية بليبيا.
وبالإضافة للمروحية الروسية، فإن التقصي وجد طائرة هجومية خفيفة منتجة في الولايات المتحدة تحمل اسم (AT-802i)، تابعة لشركة (Air Tractor) الأمريكية ومقرها تكساس، وهي مخصصة بالأصل لمكافحة الحرائق لكنها حولت إلى طائرة هجومية، ولفت "التقرير" إلى أن 48 طائرة من هذا الطراز صدرت إلى الإمارات وواحدة منها فقط وصلت الإمارات.
ولفت الموقع إلى أن تقارير أخرى تحدثت عن الطائرات الهجومية التي تستخدمها قوات حفتر، لكن تقرير الأمم المتحدة يعد الأول من نوعه من ناحية تقصي مصادر تلك الطائرات.
تقرير "فوربس"
وقالت مجلة فوربس الأمريكيَّة إنَّ الولايات المتحدة تنظف الفوضى التي افتعلتها الإمارات والسعودية بالهجوم على دولة قطر، ما هدد مصالحها في المنطقة والسلام في الشرق الأوسط.
وقال المحلل السياسي والكاتب دوغ باوندو في المقال الذين نشرته المجلة إلى أنَّ المملكة السعودية تريد حكم دول مجلس التعاون الخليجي فيما تريد الإمارات التحكم في الرياض. بشكل غير مباشر على الأقل لفرض إرادتها على دولة قطر التي تثير سياستها الخارجية مخاوف السياسيين في الدولتين. وأضاف أنَّ الإمارات والسعودية لم تتعود على النقد ناهيك عن المعارضة.
وقال الكاتب إنَّه وفي دولة الإمارات، أشارت تقارير رسمية إلى أن "أهم ثلاث مشاكل تتعلق بحقوق الإنسان هي عدم قدرة المواطنين على اختيار حكومتهم في انتخابات دورية حرة ونزيهة؛ القيود المفروضة على الحريات المدنية (بما في ذلك حرية التعبير والصحافة والتجمع وتكوين الجمعيات)؛ والاعتقالات دون تهمة، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، والاحتجاز المطول قبل المحاكمة، وإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز".
وكما لو أنَّ ذلك ليس كافيًا قال الكاتب تقول التقارير الرسمية: "تشمل المشاكل الأخرى المبلغ عنها في مجال حقوق الإنسان: انعدام الشفافية الحكومية؛ وحشية الشرطة وحراسة السجن؛ والتدخل الحكومي في حقوق الخصوصية، بما في ذلك الاعتقالات والاحتجازات بسبب الكتابة على الإنترنت أو التعليق؛ وانعدام استقلال القضاء، ولا يزال العنف المنزلي والعنف ضد المرأة يمثلان مشكلتين".
وأفاد المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان بأن مؤيدي حقوق الإنسان يواجهون مشاكل مثل" تجريمهم ومضايقة وأسرهم، وتقييد حرية التنقل، وحظر العمل، والتسريح من العمل، "فضلا عن الاختفاء القسري.