شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات، بمختلف محافظات الضفة الغربية، ظهر اليوم الخميس، إحياءً للذكرى المئوية لوعد بلفور.
وانطلقت المسيرات في مراكز مدن نابلس ورام الله وجنين وبيت لحم وطوباس والخليل وأريحا، وجابت الشوارع الرئيسية فيها، بمشاركة فرق كشفية، وتم تعليق الدوام في المدارس والدوائر الحكومية، ليتسنى للموظفين والطلاب المشاركة بالفعاليات.
وارتدى مئات المشاركين ملابس سوداء، وحملوا رايات سوداء، وأعلام فلسطين، ولافتات تندد بالوعد البريطاني الذي أعطى اليهود الحق بأرض فلسطين، وطالبوا الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني.
وسلّم المشاركون في المسيرة التي انطلقت من أمام ميدان الشهيد ياسر عرفات، باتجاه المركز الثقافي البريطاني برام الله، رسالة للمركز طالبوا فيها بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني.
بدوره قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن رسالة الفلسطينيين اليوم تؤكد على رفض الوعد الذي أعطته بريطانيا لليهود، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، خلال مشاركته في المسيرة التي انطلقت في رام الله:" الفلسطينيون اليوم يطالبون بريطانيا بالاعتذار عما اقترفته وسببته من مأساة للشعب الفلسطيني، نتيجة هذا الوعد المشئوم، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بأرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".
وأشار إلى أن هناك "تحضيرات قانونية تجري لرفع قضية على بريطانيا في القضاء البريطاني والدولي".
وفي رام الله أيضا، شارك آلاف الطلبة من مختلف مدارس محافظة رام الله والبيرة بفعاليات سباق جري، طلابي، حمل شعار "ماراثون الرفض لوعد بلفور"، ورفع الطلبة اللافتات التي تندد بالوعد، وأخرى تطالب بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني.
وارتدى الطلبة اللباس الأسود، تعبيراً عن الاستنكار والغضب من الوعد الذي شتت الشعب الفلسطيني.
وقال وزير التربية والتعليم صبري صيدم، في بيان له اليوم الخميس، عقب إطلاقه للسباق: "إن بريطانيا ارتكبت خطيئة جسيمة بحق الشعب الفلسطيني، وما تزال مصرة على خطئها باحتفالها بذكرى الوعد بدلاً من الاعتذار والتكفير عن ظلمها الكبير".
وأشار إلى أن "هذا السباق الطلابي يأتي رسالة لبريطانيا وحكومتها بأن الأجيال الفلسطينية المتعاقبة لن تنسى هذا الوعد المشؤوم، وأنه حان الوقت للاعتذار والتكفير عن هذا الظلم الكبير بحق الشعب الفلسطيني".
و"وعد بلفور" هو الاسم الشائع الذي يطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني الأسبق آرثر جيمس بلفور، في 2 نوفمبر 1917، إلى اللورد (اليهودي) ليونيل وولتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى أن حكومته ستبذل غاية جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.