“الأعلى للقوات المسلحة” فضّل حديث الأبواب المغلقة .. محسوب: “مرسي” و”الإخوان” رفضوا صفقات العسكر

- ‎فيتقارير

يبدو أن علاء الفاشي الشهير ب"الأسواني" الذي لا يملُّ من أن يتهم الإخوان أنهم تحالفوا مع العسكر يعيش خارج إطار الزمن، وبحسب مراقبين فإن التفاوض سواء كان بثا مباشرا أو من خلف الأبواب المغلقة كما فضل غير "التحالف" المزعوم من لص الروايات المعروف ومن أمثاله حتى المغيبين منهم.

واستحضر مراقبون شهادة الدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية السابق عن ال24 ساعة السابقة للانقلاب في 2 يوليو 2013، وسجلها الرجل الذي يبدو أنه دفع ثمن شهادته باعتقال شقيقة الكريمة منذ 2016 وإلى اليوم.

وتعتبر الشهادة شهادة وزير أكاديمي في القانون استقال من حكومة الرئيس محمد مرسي اعتراضا منه على الإعلان الدستوري الذي استغله العسكر والمتحالفين معه من عينة الفاشي علاء في اتهام الدكتور الشهيد محمد مرسي بكل نقيصة وهو منها براء..

وقال الوزير (Mohamed Mahsoob – محمد محسوب) عبر "فيسبوك"، في 2 يوليو 2016 ، إنه في مثل ذلك اليوم في 2013 ، في لقاء جمع بعض ممثلي الأحزاب، عرض الدكتور الكتاتني ما عرضه عليهم الجنرال.

– تنحي الرئيس وعودته لبيته معززا مكرما بمخصصات رئيس جمهورية.

-المشاركة في حكومة بعدد من الوزراء.

-عدم المساس بالجماعة أو بحزبها.

وأضاف، "طلب الرجل رأينا، فقلنا له جميعا إن هذا عرض مقدم لكم، وأنتم من يتحمل تبعات القبول أو الرفض أمام الشعب والتاريخ، قال الدكتور الكتاتني إنهم انتهوا إلى رفض الصفقة؛ لأنهم لا يقبلون تسليم السلطة لانقلاب عسكري".

رد فعل المجتمعين

وعلق "محسوب"، "فشكرناه وذكرنا أن موقفنا سيكون رفضا لما يجري لإداركنا أنه لا يستهدف فصيلا، بل كل الشعب وكل مطالبه خصوصا التحول الديموقراطي ومكافحة الفساد".

واستطرد شارحا تفاصيل لقاء رئيس مجلس الشعب الذي حله المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة محمد حسين طنطاوي بحسب ما كشف الجنزوري من انصياع المحكمة الدستورية لرغبة العسكر "قرار إلغاء مجلس الشعب في درج المحكمة الدستورية"..

وقال "محسوب": "وذكر الدكتور الكتاتني استعداد الرئيس للدعوة لانتخابات مبكرة، لكن الجنرال يشترط أن تجري خلال 15 يوما، وهو ما يعني فراغا في السلطة الذي لن يشغله سوى الجنرال نفسه وسيتحكم في نتائج أي انتخابات تجري في ظل سيطرته".

وأضاف، "وكان رأي الرئيس أن تأتي الانتخابات الرئاسية بعد البرلمانية مباشرة، بحيث تجري الانتخابات الرئاسية بظل حكومة منحها البرلمان الثقة، وبرلمان اختاره الشعب، وأن ذلك لا يحتاج لأكثر من ثلاث أشهر".

وتابع: "عرضنا وجهة نظرنا في وجوب إعلان ذلك للشعب ضمن مبادرة تشمل حلولا لكثير من المشكلات، منها حل الخلاف على بعض مواد الدستور بتشكيل لجنة من كافة القوى تحدد نقاط الخلاف وطريقة حلها، والدعوة لحوار وطني وتشكيل حكومة ائتلافية خلال أيام وإعادة النظر في تعينات المحافظين، بحيث تشمل أعدادا من شباب الثورة ورموز العمل السياسي المعارض، بالإضافة لانتخابات مبكرة بعيد أو حتى معاصرة للانتخابات البرلمانية".

وأوضح أن الغرض كان "أن لا تُترك السلطة السياسية شاغرة، لأن أي فراغ لن يملؤه إلا من يملك قوة السلاح إذا غاب من يمتلك قوة شرعية الإرادة الشعبية..".

خطاب الرئيس

وعن خطاب الرئيس في نهاية 2 يوليو قال: "خرج الرئيس في نهاية اليوم بخطابه الشهير.."، ورأى أنه "رغم طوله (الخطاب) تضمن خطة طريق معقولة، وإن كان لم يُكاشف الشعب بالدعوة مباشرة لانتخابات مبكرة لأسباب لا أعلمها، وربما أنه قدّر أن الجنرال ربما استغل ذلك لتبرير عزله بصورة قانونية بزعم أنه لا يجب أن يكون حاضرا في أي انتخابات تجري، ومن ثمّ الوصول لحالة الفراغ الدستوري التي يبحث عنها..".

وأكمل، "فسحة من الوقت لعدة أيام كانت كفيلة بوضع تفصيل خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس، لكن قوى الانقلاب كانت متعجلة لجني ثمار ترتيباتها والاستفادة من الانقسام المجتمعي الذي كان قد وصل لذروته..".
 

تأكيد الرفض

وبشهادة مصري مستقل أكد محسوب رفض الرئيس كما الإخوان صفقات العسكر على حساب الديمقراطية والحرية، مضحين بأنفسهم في سبيل هذا الرفض، فقال: "ربما أحمل كثيرا من وجهات النظر بشأن الأداء السياسي للرئيس مرسي وحكومته، لكني لا أملك سوى أن أجدد ما قلته بشهادتي على العصر أن رفضه التماهي مع الانقلاب العسكري هو ما حفظ روح الثورة وضيق الخناق على الجنرال وجعله منقلبا، وإلا لجاء رئيسا برضا عام،  بل وربما استند – وهو ما سعى لأجله – على دعم الإخوان أنفسهم، وربما نكل بالمعارضين أولا (وما قضايا ك250 أمن دولة عليا إلا أمثلة لترتيبات التنكيل المستقبلي) قبل أن ينتقل للتنكيل بالإخوان لاحقا عندما يستغني عن دعمهم..".

وشدد على أن الدكتور مرسي والإخوان أصروا على الرفض موضحا، "رفضُ الرئيس الاستجابة له، ورفضُ الإخوان الدخول في تشكيل حكومته، هو ما جعله يُغير من إستراتيجيته فيبدأ التنكيل بداعمي الشرعية ثم الانتقال لمن عارضهم".

وعن الليبراليين ولصوص المتون، عميان البصر والبصيرة، أكد محسوب أن "النية كانت واضحة لكل ذي بصيرة، ومبيتة لديه بأن يتخلص من كل ميراث ثورة يناير، ممن شارك فيها ومن رفع مطالبها ومن حلم بحلمها..".

3 يوليو

وعن ما بعد بيان الانقلاب 3 يوليو بعدة أيام، أشار إلى أنه دعا للقاء المنقلبين، فقال: "جرى دعوتي لحضور اللقاء مع من عُيّن رئيسا مؤقتا، وإذ لم أستجب فقد حكى لي حامل الدعوة نفس ما حكاه الدكتور الكتاتني من أنهم عُرض عليهم الاستمرار مع حكومة الجنرال، لكنهم "تكبروا ورفضوا" وفقا لتعبير الناقل، بينما ما رآه كبرا، رأيته موقفا وطنيا يستحق الإشادة، لأن التاريخ لا يرحم من وقف مع انقلاب أيا كانت مبرراته".

وأضاف، "فلا أحد يذكر مبررات من يقف مع انقلاب، لكنه يذكر بالثناء من رفض مساندته، مهما كان قلقه وأرقه وخوفه لحظة الرفض، وهو ما شاهدته في ملامح الدكتور الكتاتني، بل ملامح كل من حضر اللقاء ولا أستثني منهم نفسي".

انزعاج د.محمد محسوب رأه في كل علامات ذلك اليوم الأسود مضيفا، "وهو ما شاهده كل الشعب في ملامح الرئيس في خطابه بنهاية اليوم، فلم تُخفِ كلماته الشجاعة قلقه البادي خلف كل كلمة".

وللفاشيين من عينة علاء الألماني (حيث يحظى برعاية ألمانية وهي الأبرز أوروبيا في دعم المنقلب والكيان الصهيوني سواء بسواء كما يظهر الفاشي علاء عبر فضائيتها DW) الذي يستسهلون إطلاق الأحكام جزافا دعاهم محسوب إلى عدم التحول من النقد إلى التخوين، فقال قبل 9 سنين "حري بنا أن نرى الصورة كاملة، حتى لا يذهب بعيدا من ينتقل من خانة النقد إلى خانة التخوين، أو من خانة الاختلاف إلى تكريس الانقسام..".

وأعرب عن أمله في مستقبل يليق بمصر والمصريين "وحتى نتفرغ معا لبناء المستقبل الذي ينتظرنا جميعا لا فرادى ولا فِرقا، متجاوزين كل ما وقع فيه أي من أطراف الجماعة الوطنية من أخطاء في الاجتهاد، طالما لم يستطع أن يُحلق بعيدا عن ميدان الثورة فإنه يبقى شريكا فيها، سواء من رفض الانقلاب عند الصدمة الأولى أو من تبرأ منه لاحقا عندما تبين له..".

https://www.facebook.com/Mahsooob/posts/pfbid02p7tbPKqarSVDDb6yqXvCtRiRQ6p2yENhHPxFVLCi7L3jA18i1oGPqE8SL3v2h7UUl